منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 11 - 2024, 11:10 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,253

خدمة المرأة في الكنيسة




خدمة المرأة في الكنيسة

الكنيسة كيان ليس من صنع الناس، أو نظام بشري، ولكنها كما يقول الكتاب: «كنيسة الله»، وكما قال الرب عنها «كنيستي». وقد جاء الروح القدس من السماء خصيصًا ليبني هذا الكيان، ساكنًا فيه. لذلك فإن ترتيب الخدمة في كنيسة الله، وبنيانها ليس مخوَّلاً ليد إنسان، ولا هو متروك للفكر البشري العقيم، ولا هو من نتاج الذهن الإنساني الفاسد. والرب في نعمته لم يتركنا وشأننا لنستحسن نظامًا لهذه الأمور المختصة بكنيسته، بل وضع لنا في الكلمة نورًا وضّاحًا لكي نسترشد به.

وفي أمر خدمة المرأة، كما في كل أمر آخر، نحن نسأل: «ماذا يقول الكتاب؟». والخروج عن الوضع الكتابي يجعلنا فريسة مستساغة لأنياب العدو الذي لا يزال يفسد سبل الله المستقيمة.

ودعني - عزيزي القارئ - أتحدث إليك في هذا المقال البسيط عن بعض النقاط، والتي أرجو - في الرب - أن تُغطي بعض الجوانب الهامة والعملية في هذا الحق.

1- هل للمرأة دور وخدمة في كنيسة الله؟

الأمر الذي لا شك فيه أن كل فرد في كنيسة الله، رجل أو إمراة، لا بد أن الله وضعه لدور فعال ومؤثر في هذا الكيان، أعني به كنيسة الله. فلا يوجد عضو ميت وغير نشط في جسد المسيح. فالمرأة لها دور كما للرجل تمامًا، إنما كلٍّ في مساره الذي رسمته لنا كلمة الله، لأن الخروج عمّا وضعه الروح القدس من حق أمام ضمائرنا، يُعتبر تعدّيًا، والتمادي فيه والإصرار عليه يوقعنا تحت التأديب.

2- ما هي الحدود التي وضعتها كلمة الله لخدمة المرأة في الكنيسة؟

عندما نتكلم عن كنيسة الله، لا نقصد الاجتماعات التعبدية والكنسية، والسجود ودرس الكتاب فقط؛ بل أيضًا مجالات الحياة الأخرى من تقديم النصيحة والمشورة، والخدمة في مجال البيت والعمل. ولأن دور المرأة يمتد لهذه المجالات، فنقرأ عن العجائز وما يجب أن يقوموا به «مُعَلِّماتٍ الصَّلاحَ، لكي ينصحنَ الحدثَاتِ أن يكن مُحبَّات لرجالهنَّ ويحببنَ أولادهنَّ» (تي2: 3, 4). أليس هذا من صميم ما يمكن أن تقوم به الأخت مع أخواتها في كنيسة الله، وهذا ليس قليلاً أو هزيلاً، بل مفيدًا وبنّاءً. وقال أيضًا بطرس عّما يمكن أن تفعله الزوجات لربح الرجال: «حتى وإن كان البعض لا يُطيعون الكلمة، يُربَحُونَ بسيرة النساء بدون كلمةٍ» (1بط3: 1).

أما عن الدور القيادي والجهاري في الوعظ والتعليم في الاجتماعات الكنسية، فقال الكتاب بكل وضوح: «لِتَصمُت نِسَاؤكُم في الكنائس، لأنه ليس مَأذونًا لهنَّ أن يتكلَّمنَ... لأنه قبيح بالنساء أن تتكلَّم في كنيسةٍ» (1كو14: 34, 35). وهل بعد أن يقول الله في كلمته أن تصمُت النساء، يحق لنا أن نقول أو نقبل غير ذلك؟

3- لماذا لا يوجد دور قيادي للمرأة في الكنيسة؟

وللرد على مثل هذا التساؤل نقول: إن كانت حكمة الله رأت لنا هذا الترتيب وهذا الوضع، فمن نحن؟ أ لنا الحق في التدخل للتعديل؟ ألا يُحسب هذا التدخل جراءة غير مطلوبة وزائدة عن حدّها؟ إنما علينا الخضوع والطاعة سيما وأن الرسول وهو يكتب عن مثل هذه الأمور يقول: «إن كان أحدٌ يحسبُ نفسهُ نَبيًا أو رُوحيًّا، فليعلَم ما أكتبهُ إليكم أنه وصايا الرب» (1كو14: 37).

على أن الرب لم يتركنا دون أن يعلن لنا في كلمته لماذا رتب هذا الوضع، لكي لا يكون خضوعنا وطاعتنا دون وعي. فقال لنا الوحي: «لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي» (1تي2: 13, 14). ومن هذه الأقوال يتضح لنا سببان لسكوت المرأة وصمتها: أولاً: سبب بيولوجي بالخلق، وهكذا صنعت حكمة الله. والسبب الثاني: تاريخي متعلق بقصة السقوط المحزنة، والرب لا يريد أن هذا التاريخ المحزن يتكرر في كنيسة الله، عمود الحق وقاعدته.

لعلنا نكون قد وضعنا أيادينا على ما أراد الرب لنا أن نمتلكه من حق مختص بترتيب الله في بيته، كنيسته، لا لشيء إلا لمجد اسمه المبارك، وبنياننا وسلوكنا في رضاه.

4- هل هناك أمثلة في المكتوب عن أخوات كان لهن دور فعال في كنيسة الله؟

بالطبع نعم، وبالتأكيد. ونحن عندما نقول إنه ليس للمرأة دور قيادي في كنيسة الله، فنحن لا نقصد أنه ليس لها دور متميز إطلاقًا. فهناك كثيرات لهن دور متميز مع شعب الرب سواء في العهد القديم أو العهد الجديد.

فمن هي التي قادت النساء في التسبيح للرب؟ ومن هي التي قامت ”أُمًّا في إسرائيل“؟ الأولى مريم أخت موسى (خر15: 20, 21)، والثانية دبورة (قض5: 7). وفي العهد الجديد من هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا؟ ومن هي التي تعبت كثيرًا في الرب؟ الأولى فيبي (رو16: 1)، والثانية برسيس (رو16: 12). وكل هذا مجرد أمثلة لمن وضعن أنفسهن تحت تصرف السيد، ولم يخرجن عن المسار المرسوم لهن من قبل الله، فنجحن وصرن أمثلة لمن يريد أن يتعلم ويعمل لمجد اسم الرب الكريم. ثم من التي شاركت زوجها في شرح الحق في البيت لأبولس؟ وشاركت زوجها في التضحية لأجل خادم الكنيسة، ووضعت عنقها لأجله؟ ومن التي شاركت زوجها في تهيئة بيتهما كنيسة لله؟ أليست هي بريسكلا؟ إننا من القلب نصلي للرب أن يُكثر لنا من هؤلاء في اجتماعاتنا المحلية لبنيان الكنيسة وتقدّمها، وفتح بصيرة الحدثات والشابات، والاهتمام بهن لفرحن ونموهن في الرب.

5- هل هذا التعليم عن وضع المرأة يتمشى مع روح العصر الذي نعيش فيه؟

بداية نقول: في أي عصر من العصور لم تُقاوم كلمة الله؟ فحيثما وُجد الإنسان الطبيعي وُجد الرفض وعدم التقدير لأمور الله، وذلك لأنها في نظره ”جهالة“. لقد نجح العدو مع البشر حتى ممن يُحسبون مُخلَّصين، فتاهوا عن الحقيقة، وشردوا في طريق لوي الآيات وإخفاء الحق وعدم التأثر به. ثم من هو الحكم في أمور الله؟ كلمة الله الثابتة، أم روح العصر المتمردة والمتغيرة؟ أ نحكم أمور الله بروح العصر أم بروح الله؟ إن الحد الأدنى من التمييز يرفض بشدة مثل هذه الأمور!

نحن نعلم أن الشيطان من قديم الزمن يقول للإنسان «أ حقًا قال الله؟». وهو يريد من وراء مثل هذه الأسئلة تضليل الناس عمّا هو حق في الرب. ونحن في يومنا هذا نرى بعيوننا ما هو جارٍ وسط الناس. ومع هذا التحول الرهيب عن الحق وأقوال الله، ضاعت القيم واندثرت المبادئ، ورُفض الحق وأصبح التمسك به - في نظر الناس - رجعية لا جدوى منها ولا قوة فيها. نتضرع للرب أن يوقظ ضمائرنا لنتمسك بما عندنا حتى ولو في قوة يسيرة.

6- ماذا عما نسمعه ونراه اليوم حادثًا حولنا ولا سيما على الفضائيات؟

نحن لسنا مدعوين أن ندرس الظواهر أو نفسرها، بل نحن مدعوون أن ندرس الكلمة ونفحصها كل يوم لنرى هل هذه الامور هكذا؟ وربما يقول قائل: أليس هؤلاء مؤمنات؟ نقول: يعلم الرب الذين هم له، ونقول أيضًا: أليس المؤمنون عُرّضه للضلال مثل غيرهم؟

قال إشعياء النبي: «إلى الشَّريعة والى الشَّهادة. إن لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فَجرٌ!» (إش8: 20). وقد سبق القول إنه عندما نخرج عن المسار الواضح لنا في كلمة الله نصير فريسة في يد العدو، وهذا ما نتوقعه بل نجده في مثل هذه الحالات، إذ يستخدم الشيطان هذه الأمور شركًا وفخًا ليوقع به النفوس في دروب التيه والضلال والسعي وراء إرضاء رغبات النفس الدنيئة. ليعطنا إلهنا نعمة الصحو، والرغبة في السهر الحقيقي ضد كل ما يتعارض مع ما تعلمناه من الكلمة المقدسة.

7- لماذا هذا الظلم؟
كثيرون يعتبرون ما سبق وأوضحناه عن دور المرأة في الكنيسة نوعًا من الظلم لها أو تقويضًا لدورها، وربما يرجع ذلك إلى ما يُنادى به في هذه الأيام من الأفكار التحررية، واستقلال المرأة ومساواتها بالرَّجُل، الأمر الذي لسنا في حاجة أن نناقشه لأن «عِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ...» (2بط1: 19). ولو عرف من يسأل مثل هذا السؤال أن الوضع الذي للمرأة، ودائرة خدمتها، سنّها الله الروح القدس، في المكتوب، لعَدل عن سؤاله لأنه في حالة الإصرار عليه، هو بذلك يَنسب الظلم لله، وحاشا له من الظلم.

ولكن دعنا بالأولى نسأل: وما هو قصد الرب من ذلك؟

بداية دعنا نورد النصوص الكتابية: «لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ. أَمْ مِنْكُمْ خَرَجَتْ كَلِمَةُ اللهِ؟ أَمْ إِلَيْكُمْ وَحْدَكُمُ انْتَهَتْ؟ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْسِبُ نَفْسَهُ نَبِيّاً أَوْ رُوحِيّاً فَلْيَعْلَمْ مَا أَكْتُبُهُ إِلَيْكُمْ أَنَّهُ وَصَايَا الرَّبِّ. وَلَكِنْ إِنْ يَجْهَلْ أَحَدٌ فَلْيَجْهَلْ!» (1كو14: 34- 38).

وأيضًا: «لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي» (1تي2: 11-14).

هذه أوضح الآيات الكتابية التي يمكن أن نأخذها نبراسًا لنا في طريق قناعتنا بما هو مطلوب، وطاعتنا لما هو مكتوب. فماذا عساك أخي أن تقول؟ أهذا ظلم؟ كلا وحاشا. أ هذا حق؟ نعم وألف نعم. هل هناك من سبب؟ بكل تأكيد. إذًا ما هو؟ لاحظ كلام الرسول في الاقتباس الأول: «كما يقول الناموس أيضًا»؛ فالرسول لا يبني الحق على رأيه الشخصي. ولو أنه أتانا بإعلان ما كنا لنعترض، إذ إنه آنية للوحي، وللروح القدس الحق والحرية أن يقول لنا ما يريد. ولكن في هذا الأمر بنى الرسول كلامه على ما ورد في الكتب المقدسة، وعلى الأرجح كان يشير لما ورد في تكوين 3: 16. فالسبب يلخصه الرسول في هذه الكلمة «كما يقول الناموس». ولمن يسألنا عن السبب نقول: ”هكذا يقول الكتاب“. وبعد ما أوردنا أوضح ما قاله الكتاب، ترى هل من كلام آخر نفتكر به فوق ما هو مكتوب؟

إذًا نخلص بأن الكتاب لا يُنكر دور المرأة في الكنيسة، ولا يلغي شخصيتها، بل على العكس لا يوجد أفضل من كلمة الله التي تحدد، ما يتناسب مع شخصيتها، وما يمكن أن تعمله لمجد الرب وحمد اسمه. على أن الرب وحده له الحق في تحديد من يفعل ماذا، وكيف يقوم به، وأين المسار الذي يتحرك فيه. ونحن علينا أن نحني رؤوسنا، ليس خجلاً مما يقول، بل طاعة لما أوضحه. لكننا ننكس الرأس خجلاً لٍِما نرى من الخروج والتعدي الصريح والواضح على ما أعلنه الله لنا في كلمته.

ويتبقى لنا - عزيزي القارئ - أن نمتحن أنفسنا في ضوء ما هو مكتوب، لنسير بمحازاة الوصية، في حياة ملؤها رضاه.

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
خدمة التدبير في الكنيسة
مكانة المرأة في الكنيسة ليس في الخدمة العلنية، لكن ربما في خدمة ولادة
الكنيسة خدمة لكل المؤمنين
المرأة الخاطئة كانت خدمتها خدمة التواضع
خدمة الكنيسة


الساعة الآن 03:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024