رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنْ كَنَزَ فِضَّةً كَالتُّرَابِ، وَأَعَدَّ مَلاَبِسَ كَالطِّينِ [16] يكدس الأشرار ثروتهم من الفضة والذهب والملابس، لكن الفضة لا تفيدهم في شيء، بل تكون أشبه بالتراب، والثياب أشبه بالطين. تصير كنوزهم ثقلًا وعبئًا عليهم، يثقِّلون أنفسهم بها. ولما كانت الفضة في الكتاب المقدس غالبًا ما تشير إلى كلمة الله، فإن الأشرار حتى في اقتنائهم للكتاب المقدس يصير بالنسبة لهم كالتراب، لأنهم لا يقبلونه للتمتع بعربون السماويات، وإنما لأجل نوال البركات زمنية. ولما كانت الملابس تشير إلى برّ المسيح الذي يستر المؤمن ويصونه من الخطية، إذا بالشرير يمارس بعض الفضائل من أجل المجد الزمني في رياءٍ، فتصير ثيابه الداخلية طينًا قذرًا. إلى وقت قريب كان كثير من الشرقيين يحصون ثيابهم الثمينة مع الفضة والذهب بكونها تمثل ثروة ذات تقديرٍ كبيرٍ وكنز ثمينٍ. يقول الرسول بولس: "فضة أو ذهب أو لباس أحدٍ لم أشتهِ" (أع 20: 33). كما أشار إلى قيمة الثياب في (1 تي 2: 9) "ملابس كثيرة الثمن". ويعقوب الرسول يتحدث عن الأغنياء: "غناكم قد تهرأ، وثيابكم قد أكلها العث" (يع 5: 2). وعندما أكرم يوسف أخاه بنيامين قيل: "أعطاه ثلاث مئة من الفضة وخمس حلل ثياب" (تك 45: 22). كانت الثياب من الهدايا الثمينة التي تُقدم كنوعٍ من التقدير والاعتزاز والتكريم. فقد وعد شمشون بتقديم ثيابٍ لمن يحل لغزه (قض 14: 12- 13، 19). وأخذ نعمان ثيابًا مع بقية الهدايا لتقديمها لإليشع النبي (2مل 5: 5). وسليمان في كل مجده لم يمتنع من قبول ثياب كهدايا قيِّمة (2 أي 9: 24). ودانيال ارتدى ثوبًا من أرجوان قدمه له الملك لتكريمه (دا 5: 29). جاء عن شاعر شرقي مشهور في القرن التاسع أنه قدمت له هدايا كثيرة في حياته، وعند موته كان لديه 100 طاقم من الملابس كاملة، و200 قميصٍ و500 عمامة. لا يزال الهندوس يقدمون في نهاية العيد ثيابًا جديدة لكل ضيفٍ حضر العيد. * عادة ما تُفسر الفضة بمعنى نقاوة الكتاب المقدس، حيث قيل في موضع آخر: "كلمات الرب كلمات نقية، مثل الفضة المُجربة في تنور الأرض" (مز 6:12) ولما كان البعض يشتاقون أن تكون لهم كلمة الله، ليس داخليًا لكي يتمثلوا بها، بل خارجيًا للتباهي بها، قيل بالنبي: "كل هؤلاء الذين يلتحفون بالفضة يُقطعون" (صف 11:1)، وذلك بخصوص الذين لا يملأون أنفسهم بكلمة الله بانتعاشٍ داخلي، بل يكسون أنفسهم باستعراضٍ خارجيٍ. البابا غريغوريوس (الكبير) *"وأما البريء فيقسم الفضة". فإن البريء (له قلب صادق) يقسم الفضة، أي يُقَدِّم إعلانات الرب (الواردة في الكتاب المقدس) قطعة فقطعة بتمييز، ويقدم لكل فردٍ ما يناسبه بلياقة. فإن كلمة الرب التي تُدعى هنا فضة أو ثيابًا، تُدعى في موضع آخر "غنائم". يشهد بذلك المرتل بعمل مقارنة، قائلًا: "ابتهج بكلامك، كمن وجد غنائم" (مز 162:119). البابا غريغوريوس (الكبير) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيوب | إِنْ أُوثِقُوا بِالْقُيُودِ |
أيوب | إِنْ كَثُرَ بَنُوهُ فَلِلسَّيْفِ |
أيوب | إِنْ حَلاَ فِي فَمِهِ الشَّرُّ |
أيوب | إِنْ أَذْنَبْتُ فَوَيْلٌ لِي |
أيوب | إِنْ أَخْطَأْتُ تُلاَحِظُنِي |