رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة التواضع والوداعة24 علاقة التواضع بالصلاة بقلم قداسة البابا شنودة الثالث الإنسان المتواضع هو إنسان شاعر بضعفه وباحتياجه إلي قوة تسنده لذلك فهو دائما يصلي طالبا هذه القوة. إنه يتذكر دائما قول الرببدوني لاتقدرون أن تعملوا شيئايو15:5لذلك فهو دائما يتطلع إلي الله ويقول :أنت معيني يارب منك أستمد المشورة والقوة التي بها أعمل عملا. بل منك استمد حتي مجرد الرغبة في عمل الخير,أليس الرسول يقولالله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا لأجل المسرةفي2:13إذن اعمل في يارب لكي أريد.. وأحيانا يارب أريدالإرادة حاضرة عندي ولكن أن أفعل الحسني فلست أجد لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده إياه أفعل!؟رو7:19,18. حياتي الروحية هي بين يديك أنت تعطيني الرغبة وتعطيني القوة للعمل. وأنت أيضا تعطيني الاستمرارية في عمل مايريضيك وعدم النكسة في الرجوع إلي الوراء أو في الفتور. أما المتكبر فهو واثق بنفسه وبقدرته لذلك فهو لايطلب.. إنه نادرا ما يصلي لأنه لايشعر بالاحتياج إلي الصلاة!!إنه يعتمد علي ذراعه البشري وليس علي ذراع الله!حتي إن كان خادما في الكنيسة يندر أن يصلي لأجل الخدمة ونجاحها يندر أن يطلب من الله أن يعطيه الكلمة التي يقولها!ذلك لأنهحكيم في عيني نفسهيعرف جيدا ما سوف يقول ويفهم ما يريد أن يقوله ناسيا قول الكتابتوكل علي الرب بكل قلبك وعلي فهمك لاتعتمدلاتكن حكيما في عيني نفسكأ م3:7,5. المتكبر يشعر بقوته الذاتية فلا يصلي طالبا قوة تكفيه قوته! لهذا كتبت مرةفي مذكرتي الخاصة هذه العبارة: قال الشيطان لله:اترك لي الأقوياء فإني كفيل بهم أما الضعفاء فإذ يشعرون بضعفهم يطلبون القوة منك فتعطيهم فلا أقدر عليهم. نعم أن المتواضع الشاعر بضعفه إنما يحارب العدو بقوة الله التي يحصل عليها بالصلاة وبها ينتصر فيسبح الله ويقولقوتي وتسبحتي هو الرب وقد صار لي خلاصامز118:14. المتواضع أيضا يتميز بالخشوع في صلاته...إنه يشعر بضآلته وهو يكلم ملك الملوك ورب الأربابرؤ19:16خالق السموات والأرض. وهكذا يقول له:من أنا يارب حتي أتحدث إليك؟!ومن أنا حتي تميل بأذنك وتستمعني؟!إن كان إبراهيم أبو الآباء والأنبياء-حينما تحدث إليك-قالعزمت أن أكلم المولي وأنا تراب ورمادتك18:27فماذا أقول أنا؟!أنا الذي لست شيئا... من أنا حتي أكلمك أنت الذي يقف أمامك الملائكة ورؤساء الملائة الشاروبيم والسارافيمألوف ألوف وقوف قدامك وربوات ربوات يقدمون لك الخدمةكيف أحشر نفسي وسط طغمات القديسين وأتحدث إليك؟! المتواضع يبدأ صلاته بالسجود والركوع وبتمجيد الله. وإن وقف يصلي يرفع يديه إلي فوق ويحفظ حواسه جيدا حتي لاتنشغل بشيء أثناء صلاته مما يتعارض مع مهابته لله. إن سفر الرؤيا يرينا صورة عجيبة من المهابة والخشوع فيها يخر الأربعة والعشرون قسيسا قدام الجالس علي العرش ويسجدون للحي إلي أبد الآبدين ويضعون أكاليلهم أمام العرش قائلين:أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة...رؤ4:11,10. فإن كان أولئك السماويون لابسو الأكاليل التي من ذهب يفعلون هكذا في خشوعهم أمام الله فكم خشوع يجب علينا نحن الأرضيين؟! حقا إنه تنازل من الله أن يقبلنا مصلين وأن ينصت إلينا ونحن نصلي لذلك فالمتواضع يقول في صلاته:لتدخل طلبتي إلي حضرتك.. مجرد دخول صلواتنا إلي حضرة الله أمر لانستحقه ففي اتضاع قلب,نطلب من الله أن يقبل صلواتنا وأن يسمعنا..لأنه ليست كل صلوات مقبولة كصلاة الفريسي التي كانت بكبرياء قلب وكصلوات أولئك الذين قال لهم الرب في سفر أشعياء النبيحين تبسطون أيديكم أستر وجهي عنكم وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع أيديكم ملآنة دماأش1:15. والإنسان المتواضع يذكر في صلاته أنه غير مستحق معترفا بخطاياه كما في صلاة الاستعداد التي يصليها الكاهن قبل القداس: ويقول فيها:أيها الرب العارف قلب كل أحد القدوس المستريح في قديسيه الذي بلا خطية وحده القادر علي مغفرة الخطايا..أنت يارب تعلم أني غير مستحق ولا مستعد ولا مستوجب وليس لي وجه أن اقترب وافتح فاي أمام مجدك الأقدس. ثم يقولبل ككثرة رأفاتك اغفر لي أنا الخاطيء وامنحني أن أجد نعمة ورحمة في هذه الساعة وأرسل لي قوة من العلاء لكي ابتديء وأهييء وأكمل خدمتك المقدسة كما يرضيك..ثم يقول أيضا أنت دعوتنا نحن عبيدك الأذلاء غير المستحقين لنكون خداما لمذبحك المقدس..أعط يارب أن تكون مقبولة أمامك ذبيحتنا عن خطاياي وجهالات شعبك.. إنها صلاة كلها اتضاع ليتنا نتأمل معها تواضع القديسين في صلواتهم. وهذا موضوع طويل لست أري هذا المقال يتسع له بل ليتنا أيضا نتأمل التواضع في باقي صلوات القداس الإلهي وفي صلوات الأجبية..لنري ليس فقط العلاقة بين التواضع والصلاة بل بالحري التواضع في الصلاة. يظهر التواضع أيضا من جهة الطلب... إذا وصل الإنسان إلي التواضع في عمقه لايجد شيئا يطلبه..يقول للرب:ماذا أطلب وأنتلم تدعني معوزا شيئا من أعمال كرامتكأنت يارب ترعاني فلا يعوزني شيء...مز23:1كل ما قد أعطيتني حتي الآن هو كثير علي أعطيتني فوق ما أطلب وفوق ما أستحق بحيث أشعر بفيض منك لا ينقصه شيء يزاد عليه. ثم أنني يارب لا أعرف ما هو الصالح لي لأطلبه... أنت الذي تعرف ما أحتاج أنا إليه تعرف ما ينفعني وتعطيني إياه دون أن أطلب.. جرأة مني أن أذكرك بما يحسن في عينيك أن تعمله لأجلي حسب وفرة حنان أبوتك كل ما أطلبه هو أن تغفر لي خطاياي كذلك أطلب ملكوتك في حياتي كما سبق أن علمتنا لا تهتموا بما للغداطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكممت6:33,34. كذلك أنا يارب في خجل أن أطلب علي الرغم مما اقترفته من خطايا! أستحي من الطلب وقد خالفت الكثير من وصاياك وقصرت في واجباتي من نحوك ولم تعد لي دالة أطلب بها شيئا الخجل يغطي وجهي وتذكر خطاياي يعقد لساني عن الطلب أنت تعرف يارب كل شيء. وأيضا كيف أطلب شيئا جديدا وأنا لم أشكر علي عطياك السابقة؟! أقولباركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس باركي يا نفسي الرب ولاتنسي كل إحساناتهمز103:2,1أنت يارب قد أعطيتني الكثير والكثير ولم أشكر بعد علي كل ما أغرقتني به من كرمك فليتني أحيا حياة الشكر لا الطلب أقول مع المرتل في المزمور:بماذا أكافيء الرب عن كل ما أعطانيه؟!كأس الخلاص أخذ.. وباسم الرب أدعو...قدام كل شعبهمز116. إن وضعنا أمامنا كل هذا يستحيل علي المتواضع إن يطلب العظائم! إن كان ما معه كثيراعليه فكيف يعقل إن يطلب عظائم الأمور؟!لهذا فإن المتواضع لايطلب المواهب العالية لايطلب أن يصنع القوات والعجائب ولا أن يتكلم بألسنة1كو12يقول لنفسه :إن كنت لم أسلك في المستوي الطبيعي العادي الذي يليق بأولاد الله فكيف أطلب من الله ماهو فوق الطبيعة؟!وهل أنا أستطيع أن أحتمل تلك المواهب أم تقودني إلي الكبرياء والمجد الباطل إن حدث ونلت شيئا منها...! لذلك فالمتواضع لايرتئي فوق ما ينبغي أن يترئيرو12:3ولا يطلب نصيبا من الإيمان غير ماقسمه الرب له... لاشك أن الشخص الذي في صلاته يطلب العظائم والمواهب الفائقة هذا يوجد في قلبه شيء من حب العظمة شعر بذلك أو لم يشعر. والمتواضع أيضا-إذ يشعر بضعف صلواته وقلة دالته عند الله-فهو لايكف عن طلب صلوات الناس من أجله وشفاعة القديسين.. إن القديس بولس العظيم كان يقول صلوا لأجلنا1تس5:25عب13:18بل حتي في خدمته ومن جهة عظاته نراه يقول في رسالته إلي أهل أفسسمصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح...لأجل جميع القديسين ولأجلي لكي يعطي لي كلام عند افتتاح فمي..لأعلم جهارا بسر الإنجيلأف6:19,18فإن كان القديس بولس الذي اختطف إلي السماء الثالثة2كو12:4..يطلب في تواضعه الصلاة من أجله فماذا نفعل نحن الضعفاء؟!ألسنا نسند ضعفنا بطلب الصلاة لأجلنا من إخوتنا الأحياء معنا علي الأرض ومن الذين انتقلوا...بغير غرور أن صلواتنا فيها الكفاية! نقطة أخيرا أقولها في خجل:إن المتكبر قد يدعي أنه ليس لديه وقت للصلاة! كما لو كان غير محتاج إلي الصلاة!أو أنه في صلاته يعطي وقتا لله!!أما المتواضع فيصلي لأنه محتاج إلي الله في كل شيء وفي كل وقت ويري الصلاة عونا له وأيضا بركة له إذ يتكلم مع الله ويقف في حضرته.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حياة التواضع والوداعة "8 |
حياة التواضع والوداعة ( لقداسة البابا شنودة الثالث ) |
حياة التواضع والوداعة 03 |
حياة التواضع والوداعة 15 |
حياة التواضع والوداعة 18 |