فكَيفَ لو رَأيتُمُ ابنَ الإنْسانِ يَصعَدُ إِلى حَيثُ كانَ قَبلاً؟
تُشير عبارة " لو رَأيتُمُ" إلى الرؤيا الصحيحة ومعرفة يسوع الحقيقية أنه ليس مجرد إنسان عادي أي هو ابن يوسف ومريم فحسب إنما هو أيضا ابن الله.
أمَّا عبارة "يَصعَدُ إبنَ الإنْسانِ ِإلى حَيثُ كانَ قَبلاً" فتشير إلى أصل يسوع وكيانه الإلهي مما يدل على أن يسوع هو إنسان حقا والها حقا. وقد استخدم المسيح هذا المعنى في حواره مع نيقوديمس قال: "فما مِن أَحَدٍ يَصعَدُ إِلى السَّماء إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء وهو ابنُ الإِنسان " (يوحنا 3: 13).
فإن صعود ابن الإنسان إلى السماء حيث كان سابقًا وتمتُّعه بقوة الروح، يصبح بجسده، النبع الذي يتفجر حياة للعالم. ويُعلق القديس كيرلس الكبير "إن كنتم تفترضون أن جسدي لا يستطيع أن يهبكم حياة، فكيف له أن يصعد إلى السماء؟ لأنه إن كان لا يقدر أن يُحيي، لأنه ليس من طبيعته أن يُحيي، فكيف سيُحلق في الهواء، وكيف يصعد إلى السماء؟".
ولكن صعوده في المجد سيكون عن طريق الصليب (يوحنا 12: 33)، وطريق الصليب هو حجر العثرة؛ إذ أن الصليب هو الصدمة الكبرى (يوحنا 16: 1). ولكن في نظر الإيمان، الصليب هو عودة ابن الإنسان في المجد الذي له منذ خَلْقِ العالم (يوحنا 1: 15).
وهكذا لا بد للوصول إلى تمجيد يسوع (ساعة موته وقيامته) وهبة الروح القدس الناتجة عنه (يوحنا 7: 39) من خلال صليب يسوع (يوحنا 13: 7).
وعندئذ يتمّ اكتشاف المجد النهائي والاعتراف بحقيقة أقوال يسوع وما في الإفخارستيا من قدرة حياتية.
ويُعلق البابا بندكتس السادس عشر للشبيبة العالمية 2005 "يجب على الإفخارستيًا أن تصبح محور حياتنا".