رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سمعان وحنة يُشبهان زكريا وأليصابات سمعان .. هذا الرجل كان بارًا تقيًا .. وكان قد أُوحيَ إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب ( لو 2: 25 ، 26) سمعان وحنة يُشبهان زكريا وأليصابات في كونهما جزء من البقية الإسرائيلية الأمينة المُنتظرة مجيء المسيا. «وسمعان .. كان قد أُوحيَ إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب»، وكونه كان ينتظر تعزية إسرائيل، فهذا يعني انتظار تحقيق الرجاء المسياوي فقط، وقد استُجيبت رغبته عندما كان في الهيكل، ورأى الشخص الذي كان ينتظره. وهناك فارق كبير بين سمعان وبين مؤمني العهد الجديد، فسمعان كمؤمن يهودي كان أمامه الموت فقط مثل داود الذي قال «أنا ذاهب في طريق الأرض كلها» ( 1مل 2: 2 )، لأنه لم يُعلن لهم حقيقة مجيء المسيح لاختطاف الكنيسة، والذي كان سرًا في أزمنة العهد القديم ( 1كو 15: 51 )، أما المؤمن المسيحي فينتظر لا الموت بل مجيء الرب لاختطاف المؤمنين، ولسان حاله: «آمين. تعال أيها الرب يسوع» ( رؤ 22: 20 ). وفي الحقيقة إن مجيء المسيح قد غيَّر الوضع بالنسبة للمؤمنين، فعلى سبيل المثال كان الملك حزقيا خائفًا من الموت، وهذا ما أشار إليه الرسول بولس في قوله: «فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويُعتق أولئك الذين ـ خوفًا من الموت ـ كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية» ( عب 2: 14 ، 15)، لكن الوضع اختلف تمامًا بعد مجيء المسيح، فها هو سمعان، وهو يحمل الصبي يسوع على ذراعيه؛ ذاك الذي انتزع الخوف من الموت، لذلك ـ وبدون خوف ـ نطق بهذه العبارة الرائعة: «الآن تُطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام، لأن عينيَّ قد أبصرتا خلاصك» ( لو 2: 29 ، 30). وسمعان الذي يعني اسمه ”استماع“، كانت أُذناه مفتوحة لكي يسمع ما يقوله روح الرب له، وعلاوة على ذلك كان فاهمًا ودارسًا للنبوات ولا سيما نبوة السبعون أسبوعًا، وغيرها من النبوات، وكانت نظرته أوسع من نظرة العذراء مريم وأيضًا زكريا الكاهن، إذ تخطت نظرته حدود إسرائيل وذهبت إلى الخلاص لجميع الشعوب وليس لإسرائيل فقط «خلاصك، الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجدًا لشعبك إسرائيل» (ع30-32). |
|