منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 08 - 2012, 01:29 PM
الصورة الرمزية magdy-f
 
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  magdy-f غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين

*مقدمة*

قال ميخا النبي في نبوءته عن ميلاد السيد المسيح له المجد في مدينة بيت لحم: «وأنت يا بيت لحم أفراتة، لست الصغرى بين مدن يهودا فمنك يخرج… المخلص» - ميخا ١،٥

نبوءة ميخا النبي هذه والتي أطلقها بشأن بيت لحم، أصغر مدن فلسطين، تنطبق اليوم على أرض فلسطين بكاملها، حيث أنّها من حيث المساحة تكاد لا تذكر إذ تبلغ مساحتها ١٥٦٤٠ كم. مربعاً فقط.

نعم! إنّ الأرض المقدسة لهي أرض صغيرة، مساحتها تكاد لا تذكر مقارنة ببلدان العالم عموما والشرق خصوصا لكنّها، وبسبب ما جرت فيها من أحداث على الصعيد الديني والتاريخي والجغرافي، استقطبت ولا تزال تستقطب أنظار العالم أجمع فيقصدها السياح والحجاج يتبركون بمقدساتها ويتمتعون بزيارتها.


أسماؤها:

أطلق على المنطقة التي وقعت فيها الأحداث الكتابية (الكتاب المقدس) عدّة أسماء لكلّ منها معنى وغرض مختلفين.



إسرائيل:

وهو الاسم الذي أطلق على يعقوب حفيد إبراهيم، فسمي إسرائيل، وهو الجدّ الأكبر لقبائل إسرائيل الاثنتي عشر. وهذا الاسم يدلّ على المنطقة التي احتلّتها هذه القبائل في زمن القضاة وخلال ملك داود وسليمان. بعد وفاة سليمان أطلق هذا الاسم على مملكة الشمال فقط والذي قطنته القبائل الشمالية.




رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين


فلسطين:

مصدر هذا الاسم هو الفلسطينيون وقد اشتهر في الحقبة الرومانية للدلالة على الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن استكمالا لفينيقية.




الأرض المقدسة:

وهو الاسم الأكثر استعمالا وذيوعا حيث يستعمله المسيحيون للدلالة على الأحداث الكتابية العظمى التي وقعت فيها. وهو يستعمل خصوصا لتجنب استعمال أي اسم آخر قد يكون له طابع أو دلالة سياسية.

أما الأهمية التي تقدمها الأرض المقدسة للمسيحي الذي يزورها فهي اهمية تاريخيّة من حيث هي «تاريخ مقدّس» وهو الأمر الذي نسير إليه في كل توجّه لنا في هذا الكتاب. فقد نبعت أهمية الأرض المقدّسة في التاريخ السحيق من عاملين أساسيين أولهما موقعها الجغرافي بالنسبة للحضارات العريقة القديمة وثانيهما أنّها كانت مهبط الرسالة السماوية التي نشرها اﻟﻠﻪ في العالم عن طريق أنبيائه. ولا أقول الرسالات السماوية وذلك لأنّ اﻟﻠﻪ واحد ولا بدّ أن تكون رسالته واحدة، ولكنّها تمّت على فترات مختلفة بحسب استعداد الإنسان لقبولها وفهمها واستيعابها ومن ثمّ الإيمان بها والعمل بموجب أحكامها.

لدى تحديد الموقع الجغرافي للديار المقدسة لن نلقي بالا للأوضاع السياسية القائمة في أيامنا هذه. فالأرض التي نتحدّث عنها في عرف الكتاب المقدس والتي تعودنا تسميتها «الأراضي المقدسة» هي عبارة عن مستطيل مساحته ١٥٦٤٠ كم مربعا تقريبا تمتد من الصحراء ونهر الأردن في الشرق إلى البحر الأبيض المتوسط (البحر الكبير في لغة الكتاب المقدس) في الغرب. ومن سلسلة جبال حرمون في الشمال وحتى صحراء النقب في الجنوب. أما فلسطين الكتاب المقدس فتمتد من دان في الشمال إلى بئر السبع في الجنوب وهي عبارة عن أرض تبلغ مساحتها ٢٤٠ كم طولا و ٦٥ كم عرضا.
تنبع أهمّية الأرض المقدّسة الجغرافية والسياسيّة من سببين إثنين هما:


توسّطها بين حضارات العالم القديم:

هذه الأرض تتوسط الحضارات العريقة التي سادت في العصور القديمة مثل الحضارة المصرية في الجنوب والبابلية والأشورية والفارسية في الشرق واليونانية والرومانية في الغرب. فكانت فلسطين حلقة الوصل والممر الواجب عبوره للحركة من الشمال إلى الجنوب أو من أوروبا إلى آسيا وأفريقيا.

ماذا يجري حين تتجاور شعوب كبيرة؟ إنّها تتحارب. والقتال يعني التلاقي او الزحف على الآخر، ولا بدّ لذلك من المرور بالممرّ الضيّق الذي يفصل البحر المتوسط عن صحراء جزيرة العرب.

والسّيئة الوحيدة أنّ الأرض التي نهتمّ بها والشعب الذي يعيش فيها يقعان في هذا الممرّ! ففي الماضي كانت فلسطين المحطة التي لا بد لكل حضارة من السيطرة عليها من أجل الاستمرار في تقدمها نحو احتلال الحضارة الأخرى. فهي الجزء الجنوبي الغربي من الهلال الخصيب والذي أنتج الحضارات الأسيوية الأشورية والبابلية والفارسية. في الجنوب فلسطين وهي الأرض الخصبة الأولى التي يجدها في طريقه من ترك النيل وحضارته المصرية الفرعونية العريقة قاطعا صحراء سيناء متجها شمالا. ولا ننسى أنّها أيضا أرض خصبة جداً خصوصا في نصفها الشمالي وذلك لاتّصالها بنهر الأردن وبحيرة طبريا وكثرة ينابيع المياه. وهي أيضا مركز هام لوقوعها على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. كما ولا يسعنا أن ننسى البحر الميت وأهميته السياحية خصوصا الفوائد الطبيّة التي يسعى السياح للاستمتاع بها والاستفادة منها.


وقوعها على طرق العالم القديم الرئيسيّة:

كانت في الماضي طريقان أساسيتان مشهورتان للسفر والتنقل في تلك المنطقة. الأولى: طريق البحر (Via Maris) والثانية: طريق الملوك (Via Regis) وكانت هاتان الطريقان تنقلان المسافرين من الشمال الغربي والشرق إلى الجنوب.

ا - طريق البحر كانت تهبط من لبنان مؤسسة القلعة تلو الأخرى على طول الأراضي الفلسطينية الخصبة متجهة نحو مصر.

ب - كانت طريق الملوك تنتقل من الهلال الخصيب إلى أطراف الصحراء الشرقية وضفاف نهر الأردن معتمدة على الآبار المنتشرة هنا وهناك حتّى تصل إلى الخليج العربي ومن هناك تنقسم إلى فرعين، أحدهما يؤدي إلى مصر عبر شبه جزيرة سيناء، والآخر إلى قلب الجزيرة العربيّة بحثا عن البخور والأحجار الكريمة وغيرها.


لمحة تاريخية:

قبل العصر المسيحي بخمسة عشر قرنا، بلغت فلسطين مستوى حضارياّ راقيا، إذ كانت بمثابة تقاطع يربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب. ولذلك، كما ذكرنا سابقا، ظلّت فريسة أطماع الحضارات القويّة المجاورة لها.

وصل إبراهيم الخليل إلى ارض كنعان ١٨٥٠ ق.م. قادما من ضفاف نهر الفرات. وكان يعيش كالبدو متنقِّلا في البلاد مع ماشيته.

وعند وفاته، دفن في الخليل (حبرون). وكان له حفيد اسمه يعقوب، دعي اسرائيل (ويسمى الاسرائيليون باسمه)، وقد انجب اثني عشر ولدا. كان احدهم يوسف، الذي باعه اخوته عبداً، فاقتيد الى مصر، حيث حالفه الحظ، وارتقى الى مركز عال. وبعد بضع سنوات، هبط يعقوب بأسرته الى مصر، بسبب القحط الذي حلّ بفلسطين.

ظلَّ بنو اسرائيل في مصر ما يناهز٤٣٠ عاماً، فازداد عددهم الى ان جُعلوا عبيداً للفراعنة. ثم جاء موسى النبي فحررهم وقادهم بعد عبورهم البحر الاحمر، الى شرقي نهر الاردن.
وبعد وفاته في تلك المنطقة، على جبل نيبو، قاد يشوع الاسرائيليين غربي النهر نحو سنة ١٢٠٠ق.م. فاحتلوا البلاد رويدا رويدا، بعد ان قهروا الكنعانيين والفلسطينيين الذين سميت البلاد باسمهم، ثم وحّدها داود تحت إدارة واحدة سنة ١٠٠٠ق.م. وجعل عاصمتها اورشليم. وبعد وفاة ابنه الملك سليمان انقسمت مملكته على نفسها: اسرائيل شمالا، ويهوذا جنوبا.

دامت مملكة اسرائيل من سنة ٩٣٠ حتى سنة ٧٢١ق.م. حين سقطت السامرة، عاصمتها، بأيدي أعدائها فدمرت، ونفي اهلها. بينما بقيت مملكة يهوذا حتى دُمرت اورشليم عاصمتها، وسبي اهلها الى بابل سنة ٥٨٧ق.م.

في عام ٥٣٨ق.م. عاد بعض المنفيين الى اورشليم، واخذوا يعيدون بناء الهيكل، في حين أخذت السلطة تنتقل الى أيدي الكهنة.

وعندما اجتاح الاسكندر الكبير شرقي البحر المتوسط، بما فيه فلسطين، عمل اتباعه البطالسة على دفع اليهود الى العبادة الوثنية. وعلى أثر ذلك بدأت حروب المكابيين سنة ١٦٧ق.م.

وفي سنة ٦٣ق.م. احتل الرومان البلاد بقيادة بومبيوس، ثم أقيم هيرودس الكبير ملكاً عليها تحت رعاية روما، سنة ٣٧ وحتى سنة ٤ق.م. كان هيرودس هذا قاسيا وعنيفا، رغم أنه اعاد بناء الهيكل، وشيّد في المنطقة قصورا فخمة. كان عربيا بسبب امه، ورومانيا بحكم الضرورة، يهودياً بزواجه، ويونانياً بثقافته. لقد حرر شعبه من جميع الطغاة إلا من طغيانه وطغيان روما. وفي آخر عهده، ولد يسوع في بيت لحم.

بعدئذ تعاقب في حكم البلاد وكلاء رومان. وكان احدهم بيلاطس البنطي، الذي حكم على الرب يسوع بالموت، يوم الجمعة في ٧ نيسان سنة ٣٠م. وفي سنة ٦٦م تمرّد اليهود على روما، لكنهم قُهروا سنة ٧٠م. ودُمر الهيكل. وتمردوا مرة ثانية سنة ١٣٢م-١٣٥م، بقيادة بار كوزبا، فقضى عليهم عندئذ الامبراطور ادريانو. وبذلك انتهت الامة اليهودية سياسيا، لكنها استمرت تعيش روحيا.

في القرون اللاحقة نعمت البلاد بالسلام. وفي عهد الامبراطور قسطنطين اصبحت الديانة المسيحية دين الدولة، وفلسطين محط انظار الحجاج. ومنذ ذلك الحين ما فتئت تجتذب اليها الناس من جميع اقطار العالم، لتكريم الاماكن التي قدّسها الرب يسوع اثناء حياته فيها.

في وسط هذا التاريخ المتشابك المتلاحم، وعلى هذه الأرض التي كانت مسرحا لتقلبات الزمن وانكسار الجبابرة وانقلاب الإمبراطوريات، اختار الله أن يبدأ رسالته باختياره شعباً يوحي ذاته من خلاله ويحضّر العالم لمجيء ابنه لخلاص العالم. فكانت الأحداث الكتابية وتتالى الانبياء وتتابعت الأحداث وأصبح كل حجر في هذه الديار يحدّث بتاريخ هذه الأراضي ويشهد على أمر جلل استقطب أنظار العالم وجذب الحجاج والسياح من كل أنحاء المعمورة.

يهدف هذا الدليل إلى عرض الأماكن المقدسة التي يقوم الحجاج والسياح بزيارتها وذكر الأحداث الرئيسيّة التي وقعت فيها فيكون خير معين للذين يقصدون التبرّك بمقدّساتها ومعايشة الأحداث الكتابيّة والإنجيليّة في الأماكن التي جرت فيها تاريخيّاً وجغرافيّاً.


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الكنيسة تجدد رفضها تهويد وتدويل القدس هي عاصمة فلسطين
الآلاف يتظاهرون أمام الأزهر «القدس عاصمة فلسطين»
رحلة العائلة المقدسة إلى مصر
فيلم الرحلة المقدسة خطوات رحلة العائلة المقدسة فى مصر
مدينه القدس في فلسطين


الساعة الآن 11:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024