رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رحلة إلى القدس والأراضى المقدسة فى فلسطين *مقدمة* قال ميخا النبي في نبوءته عن ميلاد السيد المسيح له المجد في مدينة بيت لحم: «وأنت يا بيت لحم أفراتة، لست الصغرى بين مدن يهودا فمنك يخرج… المخلص» - ميخا ١،٥ نبوءة ميخا النبي هذه والتي أطلقها بشأن بيت لحم، أصغر مدن فلسطين، تنطبق اليوم على أرض فلسطين بكاملها، حيث أنّها من حيث المساحة تكاد لا تذكر إذ تبلغ مساحتها ١٥٦٤٠ كم. مربعاً فقط. نعم! إنّ الأرض المقدسة لهي أرض صغيرة، مساحتها تكاد لا تذكر مقارنة ببلدان العالم عموما والشرق خصوصا لكنّها، وبسبب ما جرت فيها من أحداث على الصعيد الديني والتاريخي والجغرافي، استقطبت ولا تزال تستقطب أنظار العالم أجمع فيقصدها السياح والحجاج يتبركون بمقدساتها ويتمتعون بزيارتها. أسماؤها: فلسطين: مصدر هذا الاسم هو الفلسطينيون وقد اشتهر في الحقبة الرومانية للدلالة على الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن استكمالا لفينيقية. الأرض المقدسة: توسّطها بين حضارات العالم القديم: لمحة تاريخية: قبل العصر المسيحي بخمسة عشر قرنا، بلغت فلسطين مستوى حضارياّ راقيا، إذ كانت بمثابة تقاطع يربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب. ولذلك، كما ذكرنا سابقا، ظلّت فريسة أطماع الحضارات القويّة المجاورة لها. وصل إبراهيم الخليل إلى ارض كنعان ١٨٥٠ ق.م. قادما من ضفاف نهر الفرات. وكان يعيش كالبدو متنقِّلا في البلاد مع ماشيته. وعند وفاته، دفن في الخليل (حبرون). وكان له حفيد اسمه يعقوب، دعي اسرائيل (ويسمى الاسرائيليون باسمه)، وقد انجب اثني عشر ولدا. كان احدهم يوسف، الذي باعه اخوته عبداً، فاقتيد الى مصر، حيث حالفه الحظ، وارتقى الى مركز عال. وبعد بضع سنوات، هبط يعقوب بأسرته الى مصر، بسبب القحط الذي حلّ بفلسطين. ظلَّ بنو اسرائيل في مصر ما يناهز٤٣٠ عاماً، فازداد عددهم الى ان جُعلوا عبيداً للفراعنة. ثم جاء موسى النبي فحررهم وقادهم بعد عبورهم البحر الاحمر، الى شرقي نهر الاردن. وبعد وفاته في تلك المنطقة، على جبل نيبو، قاد يشوع الاسرائيليين غربي النهر نحو سنة ١٢٠٠ق.م. فاحتلوا البلاد رويدا رويدا، بعد ان قهروا الكنعانيين والفلسطينيين الذين سميت البلاد باسمهم، ثم وحّدها داود تحت إدارة واحدة سنة ١٠٠٠ق.م. وجعل عاصمتها اورشليم. وبعد وفاة ابنه الملك سليمان انقسمت مملكته على نفسها: اسرائيل شمالا، ويهوذا جنوبا. دامت مملكة اسرائيل من سنة ٩٣٠ حتى سنة ٧٢١ق.م. حين سقطت السامرة، عاصمتها، بأيدي أعدائها فدمرت، ونفي اهلها. بينما بقيت مملكة يهوذا حتى دُمرت اورشليم عاصمتها، وسبي اهلها الى بابل سنة ٥٨٧ق.م. في عام ٥٣٨ق.م. عاد بعض المنفيين الى اورشليم، واخذوا يعيدون بناء الهيكل، في حين أخذت السلطة تنتقل الى أيدي الكهنة. وعندما اجتاح الاسكندر الكبير شرقي البحر المتوسط، بما فيه فلسطين، عمل اتباعه البطالسة على دفع اليهود الى العبادة الوثنية. وعلى أثر ذلك بدأت حروب المكابيين سنة ١٦٧ق.م. وفي سنة ٦٣ق.م. احتل الرومان البلاد بقيادة بومبيوس، ثم أقيم هيرودس الكبير ملكاً عليها تحت رعاية روما، سنة ٣٧ وحتى سنة ٤ق.م. كان هيرودس هذا قاسيا وعنيفا، رغم أنه اعاد بناء الهيكل، وشيّد في المنطقة قصورا فخمة. كان عربيا بسبب امه، ورومانيا بحكم الضرورة، يهودياً بزواجه، ويونانياً بثقافته. لقد حرر شعبه من جميع الطغاة إلا من طغيانه وطغيان روما. وفي آخر عهده، ولد يسوع في بيت لحم. بعدئذ تعاقب في حكم البلاد وكلاء رومان. وكان احدهم بيلاطس البنطي، الذي حكم على الرب يسوع بالموت، يوم الجمعة في ٧ نيسان سنة ٣٠م. وفي سنة ٦٦م تمرّد اليهود على روما، لكنهم قُهروا سنة ٧٠م. ودُمر الهيكل. وتمردوا مرة ثانية سنة ١٣٢م-١٣٥م، بقيادة بار كوزبا، فقضى عليهم عندئذ الامبراطور ادريانو. وبذلك انتهت الامة اليهودية سياسيا، لكنها استمرت تعيش روحيا. في القرون اللاحقة نعمت البلاد بالسلام. وفي عهد الامبراطور قسطنطين اصبحت الديانة المسيحية دين الدولة، وفلسطين محط انظار الحجاج. ومنذ ذلك الحين ما فتئت تجتذب اليها الناس من جميع اقطار العالم، لتكريم الاماكن التي قدّسها الرب يسوع اثناء حياته فيها. في وسط هذا التاريخ المتشابك المتلاحم، وعلى هذه الأرض التي كانت مسرحا لتقلبات الزمن وانكسار الجبابرة وانقلاب الإمبراطوريات، اختار الله أن يبدأ رسالته باختياره شعباً يوحي ذاته من خلاله ويحضّر العالم لمجيء ابنه لخلاص العالم. فكانت الأحداث الكتابية وتتالى الانبياء وتتابعت الأحداث وأصبح كل حجر في هذه الديار يحدّث بتاريخ هذه الأراضي ويشهد على أمر جلل استقطب أنظار العالم وجذب الحجاج والسياح من كل أنحاء المعمورة. يهدف هذا الدليل إلى عرض الأماكن المقدسة التي يقوم الحجاج والسياح بزيارتها وذكر الأحداث الرئيسيّة التي وقعت فيها فيكون خير معين للذين يقصدون التبرّك بمقدّساتها ومعايشة الأحداث الكتابيّة والإنجيليّة في الأماكن التي جرت فيها تاريخيّاً وجغرافيّاً. |
|