رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معنى كلمة "أقنوم" | الأقانيم الثلاثة | الوحدانية
سؤال: ما معنى كلمة أقنوم؟ ونريد معلومات أكثر عن الأقانيم الثلاثة والوحدانية.. الإجابة: * كلمة أقنوم Hypostasis باليونانية ύπόστασiς هي هيبوستاسيس، وهي مكونة من مقطعين: هيبو ύπό وهي تعنى تحت، وستاسيس στασiς وتعني" قائم" أو "واقف"، وبهذا فإن كلمة هيبوستاسيس تعني تحت القائم. ولاهوتيًّا معناها ما يقوم عليه الجوهر أو ما يقوم فيه الجوهر أو الطبيعة. والأقنوم هو كائن حقيقي له شخصيته الخاصة به.. ولكنه واحد في الجوهر والطبيعة والإرادة مع الأقنومين الآخرين بغير انفصال. ويوضح هذا "القديس كيرلس الكبير" (377-444 م.): "نحن نؤمن بإله واحد ضابط الكل، الذي لا ابتداء ولا انتهاء له، آب واحد، وابن واحد، والروح القدس منبثق من الآب وحده، وهؤلاء هم جوهر واحد، ورب واحد، وسلطان واحد وإرادة واحدة"(1). ويقول "البابا أثناسيوس الرسولي": "ليست الأقانيم ثلاثة آلهة بل هم إله واحد مثلث بقوام عقله (الآب) وكلمته (الابن) وروحه الذين هم الآب والابن والروح القدس.. ولا يستقيم أن يُقال أن جوهر الله أصم أخرس عديم عقل ولا كلمة ولا روح.. فالعقل والكلمة والروح في ذات الله ثلاث خواص ذات طبيعة واحدة وجوهر واحد ليس فيه شيء غريب، فطبيعة العقل الإلهي هيَ طبيعة الكلمة هيَ طبيعة الروح القدس.. العقل الإلهي وكلمته وروحه ثالوث بلا فرقة وواحد بلا تخليط.. الثالوث جوهر واحد. قدرة واحدة. خالق واحد، وأمر واحد، وإرادة واحدة، وقوة واحدة بلا فرقة بينهم في شيء. ليس يريد الكلمة ولا الروح إلاَّ ما يريد العقل (الآب) فكل ما في العقل (الآب) من القوة فهو في الكلمة وفي الروح أيضًا. العقل الإلهي خالق والكلمة خالق والروح خالق، ومع ذلك فهم خالق واحد وليسوا بثلاثة، لأن العقل الخالق لا يخلق دون كلمته الخالقة وروحه الخالق، وهكذا الحال بالنسبة لكل من الكلمة والروح القدس فإن أيًا منهما لا يخلق من دون الأقنومين الآخرين"(2). * من هم الأقانيم الثلاثة؟ الأقانيم الثلاثة هم الآب والابن والروح القدس: فالآب هو الله من حيث الجوهر، وهو الأصل من حيث الأقنوم. و الابن هو الله من حيث الجوهر، وهو المولود من حيث الأقنوم. و الروح القدس هو الله من حيث الجوهر، وهو المنبثق من حيث الأقنوم. * كيف أن الجوهر الإلهي واحد ومع هذا فإن هناك ثلاثة أقانيم متمايزة ومتساوية؟ لشرح فكرة الجوهر الواحد لثلاثة أقانيم متمايزة ومتساوية في الجوهر نأخذ مثالًا: مثلث من الذهب الخالص، له ثلاثة زوايا متساوية أ، ب، جـ الرأس (أ) هو ذهب من حيث الجوهر. الرأس (ب) هو ذهب من حيث الجوهر. الرأس (جـ) هو ذهب من حيث الجوهر. فالرؤوس الثلاثة لهم جوهر واحد، وكينونة واحدة، وذهب واحد، هو جوهر المثلث ولكن (أ) ليس نفسه هو (ب)، (ب) ليس نفسه هو (جـ)، (جـ) ليس نفسه هو (أ) لأن (أ) لو كان هو (ب) لانطبق الضلع (أ جـ) على الضلع (ب جـ) وبذلك ينعدم الذهب لو طبقنا نفس الفكرة بالنسبة للثالوث القدوس: الآب هو الله من حيث الجوهر. الابن هو الله من حيث الجوهر. الروح القدس هو الله من حيث الجوهر. والثلاثة يتساوون في الجوهر والجوهر نفسه الإلهي هو في الآب والابن والروح القدس. ولكن الآب ليس هو نفسه الابن وليس هو نفسه الروح القدس، وكذلك الابن ليس هو نفسه الروح القدس وليس هو نفسه الآب، وكذلك الروح القدس ليس هو نفسه الآب وليس هو نفسه الابن. * هل يمكننا أن نقول إن الكينونة في الثالوث القدوس قاصرة على الآب وحده؟ والعقل قاصر على الابن وحده؟ والحياة قاصرة على الروح القدس؟ لا... لا يمكننا أن نقول هكذا، فينبغي أن نلاحظ أنه طبقا لتعاليم الآباء فإن الكينونة أو الجوهر ليس قاصرًا على الآب وحده، ففي قداس القديس غريغوريوس النزينزي نخاطب الابن ونقول: (أيها الكائن الذي كان والدائم إلى الأبد)، لأن الآب له كينونة حقيقية وهو الأصل في الكينونة بالنسبة للابن والروح القدس، والابن له كينونة حقيقية بالولادة الأزلية، والروح القدس له كينونة حقيقية بالانبثاق الأزلي، ولكن ليس الواحد منهم منفصلا في كينونته أو جوهره عن الآخرين. وكذلك العقل ليس قاصرا على الابن وحده |
|