رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقالَ لَهم: لي طَعامٌ آكُلُه أَنتُم لا تَعرِفونَه. تشير عبارة "لي طَعامٌ آكُلُه أَنتُم لا تَعرِفونَه" فتشير الى طعام روحي الذي هو العمل بمشيئة الله التي هي خلاص النفوس كما سيؤكده لتلاميذه "طَعامي أَن أَعمَلَ بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني وأَن أُتِمَّ عَمَلَه" (يوحنا 4: 34). وأمَّا التلاميذ فظلوا على مستوى الطعام المادي؛ ويعلق العلامة أوريجانوس " طعام المسيح، الذي لم يكن يعرفه التلاميذ عندئذ، لأنهم لم يكونوا يعرفوا ما كان يسوع يفعله حينما كان يفعل إرادة من أرسله ويُتمم أعماله الكاملة. إنه يفعل إرادة الآب التي هي واحدة مع إرادته". ويؤكد ذلك القديس أوغسطينوس " أن طعام السيد المسيح هو أن يُتمِّم إرادة الآب". وأي طعام أكثر بهجة من عمل مشيئة اللَّه؟ ويُفسر القديس ايرونيموس إرادة الاب هنا بقوله " كان الرب جالسًا جائعًا وعطشانًا اقتات بإيمان المرأة السامرية". إن التبشير المرأة السامرية شغلت جسده عن الحاجة للطعام. الانسان غالٍ على قلب يسوع مهما كان حجم خطيته، وهو ينتظره لتقبل خلاصه ومحبته اللامتناهية! وإذا كان الماء يرمز الى العماد، فالطعام يرمز الى الإفخارستيا لاسيما ونحن في إطار الأزمنة الأخيرة في حصاد وفيرة (يوحنا 4: 35-36). |
|