لماذا قام يسوع بعد قيامته بلف المنديل القماش
وقالت : "لقد أخذوا جسد الرب من القبر ، وأنا لا أعرف أين وضعوه" !. فركض بطرس والتلميذ الآخر إلى القبر ليروا ماذا حدث . فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولا الي القبر . فانحنى ونظر الأكفان موضوعة هناك، لكنه لم يدخل . ثم وصل سمعان بطرس وذهب الي الداخل . لاحظ أيضا الأكفان موضوعة هناك ، في حين كان المنديل الذي كان يغطي رأس يسوع ليس موضوعاً مع الأكفان بل ملفوفاً في موضع وحده" .
هل كان ذكر هذه المعلومة مهماً؟ بالتأكيد! انه الكتاب المقدس هل كان ذلك له مغزى حقأ؟ نعم !
من أجل فهم مغزى طي المنديل ، يجب أن نفهم قليلا عن التقليد اليهودي في تلك الايام . كان طي المنديل أمراً مفهوماً بين السيد وخادمه ، وكان كل صبي يهودي يعرف هذا التقليد . فعندما يضع الخادم مائدة العشاء للسيد ، كان يتأكد أولاً من ان كل شيء علي ما يرام بالطريقة التي يريدها السيد . ثم ينتظر هذا الخادم بعيدا عن الأنظار ، حتى ينتهي السيد من الأكل ، وكان الخادم لا يجرؤ علي لمس المائدة ، حتي ينتهي السيد من تناول طعامه . فان انته السيد من تناول الطعام ، يقوم من علي المائدة ، ويمسح يده و فمه بالمنديل ثم يلقي بالمنديل علي المائدة . فيعرف الخادم انه يمكنه تنظيف المائدة .
ففي تلك الأيام ، منديل ملقى يعني : "أنا انتهيت من تناول الطعام" ، ولكن ان قام السيد من علي المائدة ، وطوى المنديل ، ووضعه بعناية بجوار الطبق ، فإن الخادم لا يجرؤ علي لمس المائدة بعد , لماذا؟ لأن طي المنديل ببساطة يعني . "انا آت مرة أخري" وهكذا أراد السيد المسيح أن يعلنها لتلاميذه بفكرة يدركها الجميع في ذاك الوقت : أنا قمت من الموت , لكني آت مرة أخرى . هللويا ! انه آت مرة أخري .
وانه من أهم الحقائق التي يتعين تفسيرها هي مسألة القبر الفارغ. ماذا حدث للجثة؟
إنجيل مرقس ١٦: ٥ ـ ٧ـ ـ دخلت النسوة إلى القبر ورأين المكان الذي وضع فيه الجثمان (إنجيل لوقا ٢٤: ٣؛ إنجيل يوحنا ٢٠: ١١ـ ١٣).
إنجيل يوحنا ٢٠: ١ـ ٩ـ ـ دخل بطرس ويوحنا إلى القبر وشاهدا أن القبر كان فارغا (إنجيل لوقا ٢٤: ١٢)، وأبصرا اللفائف ممدودة والمنديل الذي كان حول رأسه على شكل طوق. إذا كان يسوع قد أصيب بالإغماء ثم أفاق وهو يعاني من الجوع والعطش والجراحات البالغة، وبحاجة إلى التهرب من الحراس، فلماذا صرف وقته في طي اللفائف قبل مغادرته؟
إنجيل متي ٢٨: ١١ـ ١٥ـ ـ فسر الأعداء اختفاء الجثة بقولهم أن التلاميذ سرقوها بينما كان الحرس نيام (طالع المناقشة السابقة).
إذا كان الحراس نيام حقا، كيف أمكنهم معرفة ما حدث للجثة؟ كيف أمكنهم أن يعلموا أن يسوع لم يقم ويمشي إلى الخارج مارا بهم؟ لماذا ينبغي على أي شخص أن يقبل شهادة الحراس بشأن ما حدث بينما كانوا نيام؟
لكن جميع هؤلاء الشهود، بما فيهم أعداء يسوع، يؤكدون على أن القبر كان فارغا!
إذا كان ظهور يسوع مجرد هلوسة، لكانت الجثة لا تزال في القبر. إذا كانت الجثة في حوزة اليهود إلى الآن، فلماذا لا يقدمونها لتفنيد إدعاءات التلاميذ في أنه قد قام؟
أية تفسيرات للأحداث المحيطة بموت يسوع يجب أن تأخذ بالحسبان حقيقة القبر الفارغ والجثة المفقودة!