لماذا حرم الله اكل بعض الحيوانات في التوراة وحللها في الأنجيل
س: لماذا حرم الله اكل بعض الحيوانات في التوراة وحللها في الأنجيل, الخنزير مثلا ؟
ج: يلزمنا قبل الاجابة ان نعرف انه لا يوجد كائن نجس بذاته لأن الله هو الذي خلق كل الكائنات الحيه.......... " وقال الله لتخرج الارض ذوات انفس حيّة كجنسها ............. ورأى الله ذلك انه حسن".
من هنا نعرف ان الخليقة حسنة وحسب الانجيل المقدس, اعمال الرسل حين قال الله لبطرس " ما طهّره الله لا تنجّسه انت" . وايضا في رومية على لسان بولس الرسول : "اني عالم ومتيقن في الرب يسوع أن ليس شىء نجسا بذاته".
والآن لماذا حرّم الله أكل الخنزير في التوراه مادام ليس نجسا؟
نقرأ بحسب اللاويين: " وكلم الرب موسى وهارون .........كل ماشقّ ظلفا وقسمه ظلفين ويجتر من البهائم فايّاه تأكلون الا هذه لا تأكلوها مما يجتر ومما يشق الظلف الجمل لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا........ والخنزير لأنه يشق ظلفا ويقسمه ظلفين ولكنه لا يجتر فهو نجس لكم....."
المعنى الروحي الذي يقصد الله ان يعلمه لشعبه من طبيعة شق الظلف وقسمه ظلفين في الحيوان هو انه ينبغي ان يكون هناك فاصل بين تراب الارض وقدم الحيوان, وهذا الفاصل هو ما يميز سلوك أولاد الله عن سلوك أهل العالم. وهذا الفاصل هو في الظلف الذي يعمل عمل الحذاء بالنسبة للانسان الذي يفصل بين خطوات الانسان وتراب الارض.فالخطوات ترمز للسلوك والحذاء يرمز لحفظ السلوك من تراب الارض. وطبيعة شق الظلف تؤكد هذا المعنى. هذا الشق الذي يرسمه الحيوان بقدمه حينما يطأ على الارض انما يعبر عن التميز والاختلاف الدائم بين سلوك شعب الله وسلوك اولاد العالم كما علمنا الانجيل " لأنه أية خلطة للبر مع الأثم. واية شركة للنور مع الظلمة" وفي التوراه ذكر المعنى اذ يقول: " وفصل الله بين النور والظلمة. ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا" وهكذا يريد الله ان يعلم شعبه أن سلوك أبناء النور الذين هم شعبه ينبغي أن يختلف تماما عن سلوك أبناء الظلمة الذين هم اولاد ابليس.
ولكن شق الظلف لا يكفي لحياه القداسة اذ ينبغي أن تتوفر الطبيعة الثانية وهي طبيعة الاجترار. والاجترار يعني أن الحيوان يعيد مضغ وهضم الطعام وهذا روحيا يرمز للأنسان الي يعيش متأصلا في كلمة الله فليست كلمة الله بالنسبة له طعام يأكله ثم ينتهي منه لكنه طعام باق يحيا ويتلذذ به.
" يقول الرب اجعل نواميسي في أذهانهم واكتبها على قلوبهم وانا اكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا"
فلا يحتاجون بعد ان يتعلموا القداسة برموز من طبيعة الحيوانات لأن الله يعلمهم اياها في شخص الروح القدس الساكن فيهم. لذلك كل الاطعمة محللة في العهد الجديد الذي هو الانجيل كما هو مكتوب
" لأن ليس ملكوت الله اكلا وشربا بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس ".