01 - 07 - 2012, 08:58 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [10] من أمثلة الاتحاد - مثال السوسنة وخيمة الاجتماع الجسد الذي أخذه له نفس عاقلة . وأصبح جسد اللاهوت غير المجسم . إذا فصل أيهما عن الآخر فأننا نلغي يقيناً ونهائياً تدبير المسيح . قدم لنا نشيد الأناشيد ربنا يسوع المسيح قائل اً [ أنا وردة السفوح وسوسنة الأودية ] (2: 1) وفي السوسنة الرائحة غير المجسمة ( غير ظاهرة للعيان ) ولكنها لا توجد خارج السوسنة . ولذلك فالسوسنة واحدة من أثنين ( الرائحة وجسم السوسنة ) . وغياب رائحة السوسنة لا يجعلها سوسنة . وكذلك غياب جسم السوسنة لا يفسر وجود رائحة السوسنة لأن في جسم السوسنة رائحتها . هكذا أيضاً يجب أن يكون اعتقادنا في ألوهية المسيح الذي يعطر العالم برائحته الذكية ومجده الذي يفوق مجد الأرضيات . ولكي يعطر العالم كله استخدم ( اللاهوت ) الطبيعة البشرية . وتلك التي بطبيعتها غير جسمانية صارت بالتدبير وعلى قدر ما نفهم متجسدة . لأنه عندما أراد أن يُعلن عن ذاته من خلال الجسد جعل فيه ( الجسد ) كل ما يخص اللاهوت . لذلك من الصواب أن نعتقد أن الذي بطبيعته غير جسماني اتحد بجسده وأصبح الاتحاد مثل السوسنة لأن الرائحة العطرة وجسم السوسنة هما واحد ويُسميان السوسنة . 11 – الله الكلمة والطبيعة البشرية اتحدا معاً اتحاداً حقيقياً بدون تشويش . أن خيمة الاجتماع التي أراد الله أن تُقام في البرية ترمز إلى عمانوئيل في أشياء كثيرة . الله إله الكل قال لموسى الإلهي [ أصنع أنت من خشب لا يسوس تابوتاً طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف وارتفاعه ذراع ونصف ، وتغشيه بالذهب النقي ، من الداخل ومن الخارج تغشيه ] (خروج 25: 10 – 11) الخشب الذي لا يسوس هو رمز للجسد الذي لم يفسد لأن الأَرز لا يسوس . أما الذهب وهو يفوق كل الأشياء فهو يشير إلى جوهر اللاهوت الفائق . ولكن لاحظ كيف غطى التابوت كله بالذهب النقي من الداخل والخارج لأن الله الكلمة اتحد بجسد مقدس .. وحسب ما أعتقد فأن هذا ما يُشير إليه تغشية التابوت بالذهب من الخارج . والنفس العاقلة التي في جسده هي نفسه وهذا ما يُشير إليه تغشيه التابوت من الداخل . وهكذا لم يحدث تشويش للطبيعتين لأن الذهب الذي غُطىَّ به الخشب ظل كما هو ذهباً . أما الخشب فقد صار غنياً بمجد اللاهوت لكنه لم يفقد خصائصه كخشب . وببراهين كثيرة يُمكننا أن نتأكد من أن التابوت يرمز للمسيح لأنه كان يخرج أمام بني إسرائيل وكان هذا سبب عزاء لهم وهكذا قال المسيح في موضع معين [ أنا ذاهب لكي أُعد لكم مكاناً ] (يوحنا 15: 2) . |
||||
|