رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [11] الله الكلمة ليس إنساناً تشرف بصلة اللاهوت 12 – الله الكلمة صار إنساناً . يقول بولس الإلهي وهو ليس إنساناً تشرف بصلة اللاهوت كما أنه ليس إنساناً حصل على المساواة وكرامة وسلطان الله الكلمة حسب زعم البعض . [ عظيم هو سر التقوى ] (1تيموثاوس 3: 16) وهذا حقيقي لأن الله الكلمة ظهر في الجسد . و [ تبرر في الروح ] لأننا لم نرى فيه أي خضوع لضعفاتنا رغم أنه لأجلنا صار إنساناً إلا أنه بلا خطية . [ وشاهدته الملائكة ] فهم لم يجهلوا ميلاده حسب الجسد . و [ كُرز به للأمم ] كإله صار إنساناً . وهو عينه [ أؤمن به في العالم ] وهذا ما برهنه بولس الإلهي وكتبه [ أذكروا أنكم أنتم الأمم قبلاً حسب الجسد المدعوين غير المختونين من قِبَل المختونين (الإسرائيليين) في الجسد والمصنوع باليد ، أنكم كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح أجنبيين عن جنسية إسرائيل وغرباء عن عهود الموعد . بلا رجاء وبلا إله في العالم ] (أفسس 2: 11، 12) فالأمم إذن كانوا بلا إله في العالم عندما كانوا بدون المسيح ولكن عندما عرفوا ( المسيح ) أنه هو بالحقيقة وبالطبيعة الله اعترف هو بهم بدوره كمعترفين بالإيمان وهو رُفع بمجد [ أي بمجد إلهي ] لأن داود المبارك يُنشد [ صعد الله بفرح ] (مزمور 67: 5) لأنه بالحقيقة صعد بالجسد وليس باللاهوت وحده لأن الله تجسد ( ولذلك يُمكن أن يُقال عنه أنه صعد ) . كما أننا نؤمن أنه ليس إنساناً مثلنا قد تشرف بنعمة اللاهوت لئلا نقع في جريمة عبادة إنسان . وإنما نؤمن بالرب الذي ظهر في شكل العبد والذي صار مثلنا بالحقيقة بطبيعة بشرية ولكنه ظل الله . لأن الله الكلمة عندما أخذ جسداً لم يفقد خواصه ( الإلهية ) بل ظل في نفس الوقت هو نفسه الله المتجسد . هذا هو الإيمان الأرثوذكسي ( الصحيح ) . وإذا قال أحد : أي ضرر يحدث إذا اعتقدنا أن إنساناً مثلنا قد حصل على الألوهة وليس الله هو الذي تجسد ؟ وسوف نُجيب بأنه يوجد ألف دليل ضد هذا ( الرأي ) وكل هذه الأدلة تؤكد لنا أنه علينا أن نُجاهد بثبات ضد هذا الرأي الذي نرفضه . وقبل أي شيء آخر فلندرس التدبير الخاص بالتجسد ونفحص حالتنا جيداً . لقد تعرضت البشرية للخطر وهوت إلى أدنى حالات المرض أي اللعنة والموت وزيادة على ذلك تدنست بقذارة الخطية وضلت وصارت في الظلام حتى أنها لم تعرفه وهو الله الحقيقي وعبدت المخلوقات دون الخالق . فكيف كان من الممكن أن تتحرر من فساد مثل هذا ؟ هل بأن تُعطى لها الألوهة ؟ كيف وهي لا تعرف على وجه الإطلاق ما هي كرامة وسمو الألوهة ؟ ... ألم تكن ( البشرية ) مقيدة بعدم المعرفة وفي الظلام بل ومدنسة بلطخة الخطية ؟ ... فكيف كان من الممكن أن ترتفع إلى الطبيعة الكلية النقاء وتحصل على هذا المجد الذي لا يستطيع أحد أن يحصل عليه إلا إذا وُهِبَ له ؟ . دعونا نفترض أنه بالمعرفة مثلاً أو بالتعليم يُمكن الحصول على الألوهة . فمن ذا الذي سيُعلمها عن المجد الإلهي ؟ !!! لأنه كيف يؤمنوا إن لم يسمعوا ؟ (رومية 10: 14) . ولذلك فأنه غير ممكن لأي من الناس أن يرتقي إلى مجد الألوهة ولكن من اللائق بل من المعقول أن نعتقد أن الله الكلمة الذي به خُلقت كل الأشياء أشتهى أن يخلص ما قد هلك فنزل إلينا ونزل إلى ما دون مستواه حتى يرفع الطبيعة البشرية إلى ما هو فوق مستواها أي ترتفع إلى أمجاد اللاهوت بسبب الاتحاد به . لذلك كان ارتفاع الطبيعة البشرية إلى فوق بسبب التجسد مقبولاً ومعقولاً عن أن ترتفع الطبيعة البشرية إلى أمجاد اللاهوت بدون التجسد وأن تنال عدم التغير الخاص بالله دون أن ينزل الله إليها . ومن اللائق أن ينزل غير الفاسد إلى الطبيعة المستعبدة للفساد حتى يُحررها من الفساد . وكان من اللائق أن الذي لم يعرف خطية يصبح مثل الذين تحت الخطية ليبطل الخطية . ففي النور تُصبح الظلمة بلا عمل . وحيث يوجد عدم الفساد يهرب الفساد . لأن الذي لم يعرف خطية ( الله ) جعل الذي تحت الخطية ( الجسد ) خاصاً به حتى تصير الخطية إلى عدم . |
|