منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 04 - 2016, 06:02 PM
 
jaguar Male
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  jaguar غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 47
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 670

افرحْ يا قلب وابتسمْ، فعلامَ الخجل، وقد غطت ملامحك قطرات الندى، يفوح عطرها بلسماً وشفاء؟
لماذا يبخل الإنسان على نفسه بسويعات من الفرح، وأصبح جّل تفكيره على القصور والسلبيات، والحزن على الماضي، والقلق من المستقبل، ونسيان اللحظة الحالية، وما تحمله من ألف معنى في الاستفادة من عطايا الحياة الوفيرة، أقلها ابتساماً ورضا؟
نسينا لحظات الفرح مع أحبابنا وأصدقائنا وأبنائنا، وبدأنا في البكاء والتباكي بهمومنا، ومشكلاتنا بصورة دائمة ومكررة، حتى لصقت بنا الأوجاع لا لكثرتها، بل بتمارضنا وجهلنا بقيمة الحياة يومياً، ألا يجعلنا ذلك نتأمل يوماً واحداً للفرح؟ اختزلنا أنفسنا فقط في وسط العاصفة والأفكار المشوشة، والحكايات البائسة، ألا يوجد في حياتنا مشاهد تستدعي الفرح ولو للحظات -وإن قلت وصغرت- أم أصبح الفرح عيباً، على رغم أنُه يطُّل علينا ببوادر الانفراج والإشراق في حياتنا؟ ونحن ما زلنا متمسكين بكل ما يجلب لنا الإحباط والقلق، بقصد أو من دون قصد، ونكرر السيناريو نفسه كل يوم بصورة رتيبة، تجعلنا نمقت حتى أنفسنا، ويسأم منا الحجر وكل جمادات الأرض. نكرر النكت السلبية والمتشائمة والخائفة، ونعيد القصص المؤلمة والفواجع والنواقص، نذكِّر بالموت وننسى الحياة، نمارس النميمة وحديث الناس ونّدعي الفضيلة، ونحن نغلق جميع أبواب ونوافذ الحياة. وتجاهلنا روح الأمل والعزيمة والتفاؤل في حديثنا ونبرة أصواتنا وتعاملنا مع الغير.
الحياة تحوي الضدين، الحزن والفرح، الخير والشر، النور والظلام، الحرب والسلام، فلا شيء مطلق. الحياة لا تخلو من المشكلات والخلافات والقضايا الشخصية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، هذه طبيعة الحياة، فلماذا يتم تركيزنا على محور واحد يشل حركتنا وعزيمتنا؟ لماذا لا نستمتع بضحكة طفل أو بدعاء أم، أو بعلاقة جميلة مع زوج أو زوجة أو صديق، أو فرحة بقطعة خبز دافئ وبيت مستقر وآمن؟
الحياة مليئة بالخيرات الكثيرة والوفيرة، ولاسيما إذا اكتسبنا القناعة والرضا وفسحة الأمل، ومشاركة الجميع بكل ما تحويه الحياة من إيجابية؛ أصغرها ابتسامة بسيطة وتبرير لظروف الآخرين.
يردد الكثير في مجتمعنا: «راحوا الطيبين»، يجعلنا نسأل لماذا «راحوا الطيبين»؟ وما الذي يمنعنا أن نعيد زمنهم؟، ألسنا نحن من تغيرت نظرتنا للحياة، فأصبحنا نجلدها وندَّعي ونسقط فقط على الظروف؟ لماذا لا نبدأ بطيبة وحسن الظن والمعاملة الجيدة مع أقرب الناس إلينا، من أبنائنا وأهلنا؟ لماذا لا نطبق ذلك ساعةً أو يوماً؟ بعدها لنحكم كيف هو شعورنا تجاه الحياة عامة، وتجاه حياتنا الخاصة، لنعرف ما هو الفرق؟ الفرح ينبع من القلب، لا أحد يملي علينا ذلك، هل طريقة تفكيرنا تمنعنا من ذلك بسبب العادة والأسلوب الذي اعتدنا عليه في التركيز على النواقص والقصور؟ فدخلنا إلى دائرة الإحباط واليأس، فلم نعد نشاهد في هذه الحياة غير المآسي، وترديد الإشاعات، والهمز واللمز، وإظهار عيوب الآخرين، وأصبحت سعادتنا وملء فراغنا يقومان على سيرة الناس وعيوبهم، وهذا ما نشاهده في وسائل التواصل الاجتماعي، وتجاهلنا ونسينا ماذا نستفيد من كل ذلك؟
أصبح تركيز الغالبية في عيوب الآخرين، وهذا للأسف يظهر عيوبنا نحن، لأن كل ما نضمره في الداخل يعكس صورته في الخارج، فمن يشاهد الناس بصورة سلبية ويتحدث عنهم بسلبية هذا يوضح مدى سلبيته هو، ومدى نظرته للحياة، كم من عبارات التراشق السلبية قرأناها في «تويتر» أو «فيسبوك» ومن شخصيات وقدوة في المجتمع! صراحةً كانت صدمة أن نشاهد نموذجاً كنا نحسبه واعياً ومتفهماً، واكتشفنا مدى سطحية بعضهم ومدى سخرية آخرين وتهجم أناس على غيرهم، وهو في الأساس تهجم وسخرية على أنفسهم، فأصبحوا فجأة من دون غطاء ولا رداء. ما يقلق هو تأثير هؤلاء في العامة من الأفراد، وجعلهم يعيشون حالاً من الفراغ النفسي والروحي والمعنوي، بسبب كمية السخرية والمبالغة في المآسي، والتركيز فقط على الضعف والقنوط، والأخطر إذا كانت تغذي ثقافة الكره والعنصرية، كل ذلك يجعلنا نتأمل ماذا نستفيد منه؟ وماذا يضيف لنا؟ وعندما نتعمق أكثر ماذا قدمنا للشباب من روح التفاؤل والفرح والإرادة، للأسف لا شيء، بل قدمنا الإحباطات، وكأن الرسالة التي سيفهمها: «لا تعمل لا تجتهد فكل الطرق مغلقة»، نصنع منهم جيلاً محبطاً كسولاً. نعم التركيز على النواقص يزيد الإحباط والتبلد، ويجعل العقل فارغاً، من دون حراك. حتى مؤشرات الطقس الجوية لم تسلم منهم، يبالغون فيها وينشرون التحذير والتخويف بين الناس، هل القصد هو الإثارة أم هناك بُعد نفسي أعمق من ذلك؟ يجعلنا ندرك مدى الفراغ الداخلي الذي يعاني منه الأفراد، وعدم معرفة استغلال الطاقات والمواهب والقدرات في الحياة، وهو ما صنعت جيلاً يعتمد على الآخر، الاتكالية والامبالاة، وتعطلت كل تلك الطاقات لتصبح خطرة في تحولها إلى عنف أو عدوان أو اتكالية بليدة.
عمَّ يبحث الأفراد؟ ولماذا لا يتم التوجيه إلى ثقافة الفرح، والنظرة الإيجابية للحياة، وإن قلت الأشياء بأيدينا، فأيهما أفضل الفرح أم القنوط والتراخي؟ وما مدى تأثير كليهما فينا وعلى حياتنا وفيمن حولنا؟ هي دعوة للفرح والنظرة الإيجابية للحياة، الحياة رحبة وجميلة، فقط لمن أراد ذلك، وتحلّى بالعزيمة والتفاؤل بأن كّل لحظة نعيشها في حياتنا تستحق الفرح.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دعوة للفرح
دعوة للفرح مع بداية يوم جديد
دعوة للفرح
دعوة للفرح
دعوة للفرح المسيحي


الساعة الآن 03:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024