ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الدهش والرؤية _ سمعان اللاهوتي الدَهَش هو فقط بداية المجد القديس سمعان اللاهوتي الجديد تخيَّل - على سبيل المثال - شخصاً وُلد ونشأ في زنزانة سجن مظلمة وكئيبة. ومن خلال بصيص خاطف من مصباح، يبدأ بالتعرف بصعوبة على شيئاً ما من غرفته، لكنه يظل جاهلاً أن هناك في الخارج شمس تشرق، ناهيك عن كل شيء آخر، أعني هذا العالم المرئي وجميع الأعمال التي لا حصر لها ومخلوقات الله. هذا هو بالضبط حال الشخص الذي يعيش في السجن المظلم الذي لتصورات هذا العالم، عندما يستنير ولو حتى بمعرفة ضئيلة جداً، يبدأ بصعوبة في إدراك القليل الباهت من أسرار إيماننا، لكنه يظل جاهلاً في ما يتعلق بالخيرات الأبدية وميراث القديسين. لنفترض الآن أنه قد تم إجراء فتحة في سقف زنزانة هذا الشخص الجالس لسنوات عديدة في سجنه مظلم، فتمكن من رؤية السماء الزرقاء. ولنفترض أن الثقب تم توسيعه قليلاً قليلاً، بحيث أنه يرى الآن نورا عظيما لم يشاهده قط من قبل، بل ولم يتصوَّر حتى ولو لوهلة أنه موجود. حالاً تستولى عليه الدهشة ويصير كشخص مُختطف، مُثبتاً عينيه عالياً نحو النور، متعجباً في ما حدث له فجأة. هذا هو بالضبط ما يحدث للشخص الذي يختبر فجأة رؤية النور الروحي. يتحرر من كل قيود الأهواء والتصورات الحسية، ويدهَّش، ويبدو لأولئك الذين لم يروا النور بعد كشخص قد خرج عن وعيه. فهو أمام إشراق الرب المُستعلن له، يسحَّب عقله بالكامل إلى نفسه في دهش وتعجُّب للرؤية. التشبيه أيضاً ينطبق على ما يلي. تخيَّل ذلك الشخص ينظر بشكل مستمر من خلال تلك الفتحة كل يوم، ويستمر النور في الإضاءة والكشف أكثر فأكثر، وتوسيع مساحة السجن الكئيبة. إذا أستمر الشخص لبعض الوقت على هذا المنوال، يبدأ في الإعتياد على النور، فيبدأ ذهوله الأولي في الإنحسار. الشيء نفسه يحدث معنا جميعاً فيما يتعلق بالشمس، فرؤيتها أصبحت عادة بالنسبة لنا، لذلك نأخذها كأمر مفروغ منه. ولكن، إذا كان لم يسبق لنا رؤيتها، ثم فجأة في يوم من الأيام نراها، لكنا نصرخ في إنذهال ودهش. هكذا وبنفس الطريقة، عندما تتقدم النفس ولو قليلاً، وتصير معتادة على رؤية النور الروحي، تترك وراءها إنذهالها الأولي، ومن ثم تبدأ في إدراك أشياء أعلى وأكثر كمالاً من نشوتها السابقة. لنستمر في الإستعارة، الشخص يكتشف من خلال ضوء الشمس أنه محتجز منذ الولادة ويعيش في سجن كئيب. ومن هذا الضوء الضئيل، يبدأ في الشعور بوجود بعض الأشياء الرائعة في الخارج، لكنه غير قادر على إدراك أو فهم ما هي هذه الأشياء في الواقع. لكن وقتما يتم إطلاق سراحه من سجنه، حينئذ يأتي إلى النور ويكتشف معه كل شيء وكل أحد يسكن في نطاقه. تصوَّروا معي الإنسان الذي تم إطلاق سراحه الآن من عبودية إحتياجات الجسد، يعبر تماماً ولفترة من الوقت إلى خارج العالم وبؤس الأشياء المرئية. أيضاً، تصوَّر هذا العالم كله على أنه في الحقيقة سجن قاتم ومظلم، وأن ضوء شمسنا كمثل ذلك النور المنبعث من المصباح الصغير، في حين أنه في الخارج هناك النور الفائق غير المعبر عنه الذي للشمس الإلهية في ثلاثة أقانيم، النور الذي يسمو فوق الكلام والفكر وكل نور مخلوق. الأشياء التي في العالم الآخر التي تستنير بتلك الشمس الإلهية هي بالنسبة لكل إنسان يقيم في سجننا غير مرئية وغير مدركة، بل وغير مُعبَّرعنها وغير مفحوصة. نعم، هناك بعض الناس يعتقدون أنهم من خلال الكتاب المقدس يمكنهم فهم ورؤية تلك الأشياء، إلا أن معظم الناس ليس لديه أي فكرة على الإطلاق أنَّ مثل هذه الخبرة ممكنة. لذا، عندما نسعى بكل جدية، بكل إيماننا وإشتياقنا، بالطبع ليس لكي نرى النور الذي يقع خارج هذا السجن أو الأشياء الموجودة في نطاق هذا النور وهذا العالم الآخر - لأنه ليس هناك أحد مطلقاً سعى لرؤية هذه الأمور وحُسب مستحقاً لرؤيتها بل وليس من الممكن أبداً رؤيتها هكذا - ولكن من يسعى بدلاً من ذلك وقبل كل شيء أن يحفظ وصايا الله، أن يتوب، أن يحزن، أن يتضع، وكل الأمور الأخرى التي تكلمنا عنها قبلاً، آنذاك حقاً سوف ينفتح فيه شيئاً - مثل ثقب صغير في السقف المرئي للسموات – لينبعث من خلاله نور العالم السماوي، غير المادي والروحاني. عندما ترى النفس ذلك، تدخل بالكامل في نشوة، وتصير في حالة دهَّش كامل. فهي ترى أعجوبة جديدة، أعجوبة غير عادية وسامية جداً، لم يسبق لها رؤيتها قط من قبل، وفيها تمكث، كما ولو أنها إنخطفت نحو السماء وأجبرت على الوجود هناك، لتدرك ما لا يمكن إدراكه. برؤية النور السماوي ليلاً ونهاراً، تستنير النفس منه، وتتعلم كل يوم منه أنه نور بلا مساء، نور لا نهائي فائق للوصف. بالعودة إلى هذا السجن مرة أخرى، لا تعد النفس ترغب في العالم الأرضي، بل تتوق لرؤية ذلك الموضع الآخر مرة الأخرى - الذي تحتويه داخلها. الآن ، يجب أن تدرك أن كل هذا ليس سوى مقدمة أولية للمبتدئين في التقوى، لأولئك الذين جرَّدوا أنفسهم للمشاركة في مباراة الفضيلة. متى ثابر الشخص بثبات نحو تلك الغاية، تنفتح له، دون أن يعرف ما هي. ما الذي ينفتح؟ أتنفتح السماء؟ لا أعرف. أتنفتح عين القلب؟ أيضاً، لا أعرف أي الأثنين أصح. إلا أنه من خلال ذلك النور ومن داخل بيت النفس – أعني بوضوح خيمة الجسد هذه – يدخل ذلك النور العجيب - الذي يفوق أي سطوع - ويُنير النفس، بحسب القياس الذي تسمح به الطبيعة. هكذا وبالتالي، عندما يثابر بالأكثر فيما هو عليه، بحيث أنه يصبح شيئاً فشيئاً مُعتاداً على النور، ويعيش كما ولو أنه كان على الدوام في داخل النور، آنذاك يرى ويدرك أكثر، ويبدأ في إختبار وتعلم عجائب فوق عجائب، وأسرار فوق أسرار، ورؤى فوق رؤى. وإذا أراد أن يكتبها كلها، فإنه لن يكون هناك من الورق أو الحبر ما يكفي لكتابتها. وأعتقد أنه سيعوزه الوقت حتى ليتكلم عن هذه الأمور بأي قدر من التفصيل. حقاً، كيف يستطيع بأي حال أن يكتب ما لا يمكن قوله، تلك الأمور فائقة الوصف التي لا يمكن التعبير عنها؟! الآن وهو في النور – أو بالأحرى وهو متحد بالنور – لم يعد بعد في حالة نشوة أو دهش، لكنه عوضاً عن ذلك يتقدم الآن نحو معرفة ذاته وإدراك ما يخصه. ومن ثم يرى أقربائه في وضعهم الصحيح. ويعلم ويتنبأ أنه عندما يأتي لمغادرة هذا السجن - بالتحديد بعد القيامة العامة - سوف يحدق أيضاً في ذلك النور الثابت كما هو، وأن كل الخيرات المتضمنة فيه – "ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه ( 1 كو 2) - سوف تُستعلن له بأكثر وضوح بواسطة النور ذاته الحال في داخله الآن، والذي من خلاله يستنير. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صلاة للقدّيس سمعان اللاهوتي الجديد ... |
القدّيس البار سمعان اللاهوتي الحديث |
حامل بالمسيح _ سمعان اللاهوتي |
نصيب مُضاعف _ سمعان اللاهوتي |
آدم أين أنت؟ _ سمعان اللاهوتي الحديث |