اهتمام الله بصغار النفوس
ومن محبة الله أيضًا: الاهتمام بصغار النفوس.
وهكذا ورد في أقوال الوحي الإلهي (شجعوا صغار النفوس. اسندوا الضعفاء تأنوا علي الجميع (1تس5: 14). ويقول أيضًا (قوموا الأيادي المسترخية والركب المخلعة) (عب12:12).. كل هؤلاء محبة الله ومراحمه تدركهم حتى لا يدركهم اليأس. وأليس هو الذي قيل عنه:
"قصة مرفوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنه لا يطفئ" (مت 12: 20) ( أش42: 4).
إنه يهتم بالفتيلة المدخنة، حتى لا تنهار من صغر النفس، قد تهب عليها ريح بنعمته فتشعلها. وكذلك القصبة المرضوضة قد يعصبها فتستقيم.
ومن اهتمامه بصغار النفوس قوله (ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد).. لحيظة تركتك، وبمراحم عظيمة سأجمعك)
(أوسعي مكان خيمتك.. لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى اليسار. ويرث نسلك أممًا، ويعمر مدنًا خربة) (أش54: 1-7).
ومن اهتمامه بصغار النفوس قوله (لأن الرب مسحني لأبشر المساكين، وأرسلني لعصب منكسري القلوب، لأنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق) (أش 61: 1).
لعل البعض يقول: من أنا حتى أحشر نفسي وسط رجال الله القديسين؟ نقول له: أحشر نفسك إذن مع الركب المخلعة،
والفتيلة المدخنة، ومع منكسري القلوب..
حقًا، ليس أحد منسيًا أمام الله، مهما كان صغيرًا ومسكينًا ومنكسرًا.
إنه رجاء من ليس له رجاء، عزاء صغيري القلوب، ميناء الذين في العاصف.. لقد عزى بطرس الذي صغرت نفسه بع إنكاره، وبكي بكاء مرًا (مت26: 75)،.. فظهر له بعد القيامة ورفع معنوياته بقوله له (أرع غنمي. أرع خرافي) (يو21: 15- 17).
كذلك ظهر الرب لأبينا يعقوب وهو خائف من أخيه عيسو وقد صغرت نفسه جدًا فعزاه وقواه وباركه (تك28: 32).