الإصحاحان الحادي عشر والثاني عشر
1 فسمع الرسل والإخوة الذين كانوا في اليهودية أن الأمم أيضًا قبلوا كلمة الله.
2 ولما صعد بطرس إلى أورشليم خاصمه الذين من أهل الختان.
3 قائلين أنك دخلت إلى رجال ذوي غلفة وأكلت معهم.
4 فابتدأ بطرس يشرح لهم بالتتابع قائلاً.
5 أنا كنت في مدينة يافا أصلّي فرأيت في غيبة رؤيا إناء نازلاً مثل ملاءة عظيمة مدلاة بأربعة أطراف من السماء فأتى إليّ.
6 فتفرست فيه متأملاً فرأيت دواب الارض والوحوش والزحافات وطيور السماء.
7 وسمعت صوتًا قائلاً لي قم يا بطرس اذبح وكل.
8 فقلت كلا يا رب لأنه لم يدخل فمي قط دنس أو نجس.
9 فأجابني صوت ثانيةً من السماء ما طهره الله لا تنجسه أنت.
10 وكان هذا على ثلاث مرات ثم انتشل الجميع إلى السماء أيضًا.
11 وإذا ثلاثة رجال قد وقفوا للوقت عند البيت الذي كنت فيه مرسلين إليّ من قيصرية.
12 فقال لي الروح أن أذهب معهم غير مرتاب في شيء. وذهب معي أيضًا هؤلاء الإخوة الستة، فدخلنا بيت الرجل.
13 فأخبرنا كيف رأى الملاك في بيته قائمًا وقائلاً له: أرسل إلى يافا رجالاً واستدعِ سمعان الملقب بطرس.
14 وهو يكلمك كلاما به تخلص أنت وكل بيتك.
15 فلما ابتدأت أتكلم حل الروح القدس عليهم كما علينا أيضًا في البداءة.
16 فتذكرت كلام الرب كيف قال أن يوحنا عمد بماء وأما أنتم فستُعمَّدون بالروح القدس.
17 فان كان الله قد أعطاهم الموهبة كما لنا أيضًا بالسوية مؤمنين بالرب يسوع المسيح فمن أنا، أقادر أن أمنع الله.
18 فلما سمعوا ذلك سكتوا وكانوا يمجدون الله قائلين: إذًا أعطى الله الأمم أيضًا التوبة للحياة.
19 أما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس، فاجتازوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية وهم لا يكلمون أحدًا بالكلمة إلاَّ اليهود فقط.
20 ولكن كان منهم قوم وهم رجال قبرسيون وقيروانيون الذين لما دخلوا أنطاكية، كانوا يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع.
21 وكانت يد الرب معهم فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الرب.
22 فسمع الخبر عنهم في آذان الكنيسة التي في أورشليم فارسلوا برنابا لكي يجتاز إلى أنطاكية.
23 الذي لما أتى ورأى نعمة الله، فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب.
24 لأنه كان رجلاً صالحًا وممتلئًا من الروح القدس والإيمان، فانضم إلى الرب جمع غفير.
25 ثم خرج برنابا إلى طرسوس ليطلب شاول، ولما وجده جاء به إلى أنطاكية.
26 فحدث أنهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة، وعلّما جمعًا غفيرًا، ودُعيَ التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولاً.
27 وفي تلك الأيام انحدر أنبياء من أورشليم إلى أنطاكية.
28 وقام واحدٌ منهم اسمه أغابوس، وأشار بالروح أنَّ جوعًا عظيمًا كان عتيدًا أن يصير على جميع المسكونة، الذي صار أيضًا في أيام كلوديوس قيصر.
29 فحتم التلاميذ حسبما تيسّر لكل منهم أن يُرسل كل واحد شيئًا خدمة إلى الإخوة الساكنين في اليهودية.
30. ففعلوا ذلك مرسلين إلى المشايخ بيد برنابا وشاول.
1 وفي ذلك الوقت مدّ هيرودس الملك يديه ليسيء إلى أُناس من الكنيسة.
2 فقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف.
3 واذ رأى أن ذلك يُرضي اليهود، عاد فقبض على بطرس أيضًا، وكانت أيام الفطير.
4 ولما أمسكه وضعه في السجن مسلمًا إياه إلى أربعة أرابع من العسكر ليحرسوه، ناويًا أن يُقدمه بعد الفصح إلى الشعب.
5 فكان بطرس محروسًا في السجن، وأمَّا الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من أجله.
6 ولما كان هيرودس مزمعًا أن يُقدمه، كان بطرس في تلك الليلة نائمًا بين عسكريين، مربوطًا بسلسلتين، وكان قدام الباب حراس يحرسون السجن.
7 وإذا ملاك الرب أقبل، ونور أضاء في البيت، فضرب جنب بطرس وأيقظه قائلاً قم عاجلاً، سقطت السلسلتان من يديه.
8 وقال له الملاك: تمنطق والبس نعليك، ففعل هكذا، فقال له البس رداءك واتبعني.
9 فخرج يتبعه، وكان لا يعلم أن الذي جرى بواسطة الملاك هو حقيقي، بل يظن أنه ينظر رؤيا.
10 فجازا المحرس الأول والثاني، وأتيا إلى باب الحديد الذي يؤدي إلى المدينة، فانفتح لهما من ذاته، فخرجا وتقدما زقاقًا واحدًا، وللوقت فارقه الملاك.
11 فقال بطرس وهو قد رجع إلى نفسه: الآن علمت يقينًا أن الرب أرسل ملاكه وأنقذني من يد هيرودس، ومن كل انتظار شعب اليهود.
12 ثم جاء وهو منتبه إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس، حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلّون.
13 فلما قرع بطرس باب الدهليز جاءت جارية اسمها رودا لتسمع.
14 فلما عرفت صوت بطرس لم تفتح الباب من الفرح، بل ركضت إلى داخل وأخبرت أن بطرس واقف قدام الباب.
15 فقالوا لها أنت تهذين، وأمَّا هي فكانت تؤكد أن هكذا هو، فقالوا إنه ملاكه.
16 وأمَّا بطرس فلبث يقرع، فلما فتحوا ورأوه اندهشوا.
17 فأشار إليهم بيده ليسكتوا، وحدثهم كيف أخرجه الرب من السجن، وقال أخبروا يعقوب والإخوة بهذا، ثم خرج وذهب إلى موضع آخر.
18 فلما صار النهار، حصل اضطراب ليس بقليل بين العسكر، ترى ماذا جرى لبطرس.
19 وأمَّا هيرودس فلما طلبه ولم يجده، فحص الحراس وأمر أن ينقادوا إلى القتل، ثم نزل من اليهودية إلى قيصرية وأقام هناك.
20 وكان هيرودس ساخطًا على الصوريين والصيداويين، فحضروا إليه بنفس واحدة واستعطفوا بلاستس الناظر على مضجع الملك، ثم صاروا يلتمسون المصالحة، لأن كورتهم تقتات من كورة الملك.
21 ففي يوم معين لبس هيرودس الحلّة الملوكية وجلس على كرسي الملك وجعل يخاطبهم.
22 فصرخ الشعب هذا صوت إله لا صوت إنسان.
23 ففي الحال ضربه ملاك الرب، لأنه لم يعط المجد لله، فصار يأكله الدود ومات.
24 وأمَّا كلمة الله فكانت تنمو وتزيد.
25 ورجع برنابا وشاول من أورشليم بعد ما كمّلا الخدمة، وأخذا معهما يوحنا الملقب مرقس.
" فسمع الرسل والإخوة الذين كانوا في اليهودية أن الأمم أيضاً قبلوا كلمة الله ".
هل تقبل كلمة الله الليلة؟ لتنال فرح الخلاص وبهجته. إن كانت كلمة الله قد ماتت في حياة البعض أصلي الآن باسم يسوع أن تحيا هذه الكلمة في داخلكم من جديد.
الآية 2 " ولما صعد بطرس إلى أورشليم خاصمه الذين من أهل الختان ".
هناك إخوة لديهم موهبة الخصام، يحبون أن يخاصموا الآخرين، وهنا بطرس تواجه مع هذه الموهبة من قبل أهل الختان المتمسكين بختان اليهود، " أنك دخلت إلى رجال ذوي غلفة وأكلت معهم "، هنا نرى تدين أهل الختان، لكن بطرس أخبرهم أنه كان متدين مثلهم، لكن الرب حرره وأن يسوع هو للجميع وليس لفئة خاصـة مـن النـاس. ومـن ثـم نـرى الإخـوة يقتنعـون مـن كـلام بطـرس " فلمـا سمعـوا ذلك سكتوا وكانوا يمجدون الله قائلين: إذًا أعطى الله الأمم أيضًا التوبة للحياة ".
عندما يكون هناك الكثير من التدين لدى البعض، الله يعطي رؤى ومعجزات لإزالة هذا التدين، كذلك نحن لن نخشَ ما سيحصل في المستقبل معنا لأننا سنتكل على روح الله وعلى عمله في وسطنا، وكل نفس ستخضع وتنحني للروح القدس، لبنان للرب يسوع.
الآيـة 19 " أمـا الذيـن تشتتوا مـن جـراء الضيـق الـذي حصـل بسبب استفانوس، فاجتازوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية وهم لا يكلمون أحدًا بالكلمة إلاَّ اليهود فقط ".
حدث هذا في الإصحاح الثامن، وبعد أن ذهبوا إلى السامرة واليهودية ٱجتازوا إلى فينيقية، على ساحل لبنان وسوريا، نرى هنا كيف أن هذا التشتت ساعد في نشر البشارة. هكذا نحن أيضاً لا ينبغي أن نكون محدودين، بل يجب أن نرسل إخوة ومرسلين إلى بلاد أخرى إلى مناطق أخرى ناس جدد...
الآيات 19 – 21: " ... وهم لا يكلمون أحدًا بالكلمة إلاَّ اليهود فقط، ولكن كان منهم قوم وهم رجال قبرسيون وقيروانيون الذين لما دخلوا أنطاكية، كانوا يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع، وكانت يد الرب معهم فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الرب ".
إفتح معي على رسالة أفسس 2: 19- 22 : " فلستم إذًا بعد غرباء ونزلاء، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله، مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية، الذي فيه كل البناء مركبًا معًا، ينمو هيكلاً مقدسًا في الرب، الذي فيه أنتم ايضًا مبنيون معًا مسكنًا لله في الروح ".
ورسالة أفسس 3 : 5 تقول: " الذي في أجيال أُخر لم يعرف به بنو البشر، كما قد أُعلن الآن لرسله القديسين وانبيائه بالروح ".
يجب أن نكون مبنيين على أساس الرسل وعمل الروح القدس فينا. هذه هي الأسس التي يجب أن نكون مبنيين عليها.
رسالة أفسس 4: 8 - 16 " لذلك يقول، إذ صعد إلى العلاء، سبى سبيًا وأعطى الناس عطايا... وهوَ أعطى البعض أن يكونوا رسلاً، والبعض أنبياء، والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلّمين، لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح، إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله، إلى إنسان كامل، إلى قياس قامة ملء المسيح، كي لا نكون فيما بعد اطفالاً مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم، بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال، بل صادقين في المحبة، ننمو في كل شيء، إلى ذاك الذي هو الرأس المسيح، الذي منهُ كل الجسد مركبًا معًا، ومقترنًا بمؤازرة كل مفصل، حسب عمل على قياس كل جزء، يحصّل نمو الجسد لبنيانه في المحبة ".
كلمات رائعة وأساسية وذهبية يجب علينا أن نتعلمها، أن نصل لمقياس قامة ملء المسيح، لكن كيف سيتم هذا؟ سيتم عندما نُبنى على أساس الرسل والأنبياء والمعلمين والمبشرين والقادة الذين وضعهم الله، الله يريد أن يعيد مركز القيادة للكنيسة. لقد فُقِد هذا الكيان من الكنيسة، لكننا نرى في هذه الأيام الأخيرة كيف أن الله يُقيم الرسل والأنبياء والرعاة والمبشرين... ستأتي أيام يُقيم فيها الله الكثيرين من بيننا لاختراق مناطق جديدة، لطرد أرواح، لفتح أبواب جديدة، لفتح أمم جديدة للرب يسوع، ليصنعوا آيات وعجائب في الشعب... الله سيقيم هكذا أشخاص فيما بيننا ليعيد القوة لكنيسته. صوت الله واضح في الكنيسة، الكنيسة لا تُقاد ببشر ولا بتعاليم لاهوت، الكنيسة تُقاد بصوت الله وحضوره. يجب أن نكون مبنيين على أساس الرسل والأنبياء. هذه إرادة الله لكنيسته، الله يريدنا أن ننمو معًا لقياس قامة ملء المسيح. يقول الكتاب: " كي لا نكون فيما بعد اطفالاً مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم، بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال "، هذا هوَ هدف الله من المواهب أو المراكز الخمسة في الكنيسة، هم لقيادة الكنيسة تحت سلطان الله. الله لا يريدنا أن نفتح الكنائس هنا وهناك دون قيادة منه، يجب أن يكون هناك رؤية، ويجب أن يكون عمل الله جلي وسط كنيسته. الله سيقيم هذه الخدمات من جديد، مواهب الروح القدس هيَ لكي نستخدمها لجلب الناس للرب يسوع المسيح. الرب لم يصنع عمله داخل الجدران بل في الشارع. أتى إليه أب وقال له: ٱبني مسكون، قال له الرب: هاته، إلى متى أكون معكم أيها الجيل الملتوي؟ الله يبني كنيسته من جديد، الرعاة المبشرين والمعلمين والأنبياء...
إفتح معي على رسالة كورنثوس الأولى 12: 27 - 31 " وامَّا أنتم فجسد المسيح وأعضاؤه أفرادًا، فوضعَ الله أُناسًا في الكنيسة، أولاً رسلاً، ثانيًا أنبياء، ثالثًا معلمين، ثم قوات، وبعد ذلك مواهب شفاء، أعوانا تدابير وأنواع ألسنة، ألعلَّ الجميع رسل، ألعلَّ الجميع أنبياء، ألعلَّ الجميع معلمون، ألعلَّ الجميع أصحاب قوات، ألعلَّ للجميع مواهب شفاء، ألعلَّ الجميع يتكلمون بألسنة، ألعلَّ الجميع يترجمون، ولكن جدّوا للمواهب الحسنى، وأيضًا أُريكم طريقًا أفضل ".
كلمة الله اليوم تتحدانا، الله وضع أولاً الرسل، أين هم؟ أين المسحة الرسولية؟ أين الرسالة؟ لدينا رسالة من الله هل نحن نعلنها؟ لكني أقول لكم أن الله سيقيم الرسل والأنبياء والقوات والشفاء... وكل مواهب الروح القدس. إسأل نفسك ما هي موهبتك. كلنا أعضاء جسد واحد، والعضو الصغير مطلوب أكثر من العضو الكبير. أي خلل في هذا الجسد يؤثر في الجسد ككل. واليوم نصلي أنه إن كان هناك أي نقص أو خلل، أن الله سيصحح هذا الخلل أيًا يكن اليوم. أمر آخر أريد التعليق عليه هو إن كان الكتاب يقول أن الرسل أولاً، هذا لا يعني أن الرسل أهم من غيرهم، لكن هذا يشير إلى دورهم، أنهم يجب أن يبدأوا أولاً، أن دورهم يأتي أولاً. لنفهم هذا الأمر.
لنعد معًا إلى سفر أعمال الرسل 11: 22 – 26: " فسمع الخبر عنهم في آذان الكنيسة التي في أورشليم فارسلوا برنابا لكي يجتاز إلى أنطاكية، الذي لما أتى ورأى نعمة الله، فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب، لأنه كان رجلاً صالحًا وممتلئًا من الروح القدس والإيمان، فانضم إلى الرب جمع غفير. ثم خرج برنابا إلى طرسوس ليطلب شاول، ولما وجده جاء به إلى أنطاكية، فحدث أنهما ٱجتمعا في الكنيسة سنة كاملة، وعلّما جمعًا غفيرًا، ودُعيَ التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولاً ".
الله يقيم هذه المراكز الخمسة حول العالم، ليُعيد شمل الكنيسة، وليُعيد القوة للكنيسة، ولكي تُصبح كنيسة اليوم، قوية كالكنيسة الأولى لا بل أعظم. الرب يُقيم هذه المواهب في وسطنا، يُقيم عمل القوات، عجائب، شفاء، تدبير... صلِّي للرب وهو يقودك لموهبتك ودعوتك. لنقم بعملنا دون تزاحم، ولننمو جميعًا إلى ملء قامة المسيح. ليس الناس من يقسمون، بل الروح القدس هو الذي يُعطي لكل واحد كما يشاء. خذ دورك في جسد المسيح من الروح القدس، إن كان الرب يقول أن الروح يعطي، إذًا الروح يعطي. إن كان يقول أن الأمر سهل إذًا الأمر سهل. يجب أن يتحرك جسد المسيح بقيادة واضحة من الرب.
الإصحاح 12 :1 - 3 " وفي ذلكَ الوقت مدّ هيرودس الملك يديه ليسيء إلى أُناس من الكنيسة، فقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف، وإذ رأى أن ذلك يُرضي اليهود، عاد فقبض على بطرس أيضًا، وكانت أيام الفطير ".
نرى هنا أن اليهود بدأوا يكرهون المؤمنين من جديد.
الآيتين 4 و 5: " ولما أمسكه وضعه في السجن مسلمًا إياه إلى أربعة أرابع من العسكر ليحرسوه، ناويًا أن يُقدمه بعد الفصح إلى الشعب، فكان بطرس محروسًا في السجن، وأمَّا الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من أجله ".
يجب أن نبدأ نصلي بلجاجة ليصنع الرب وسطنا ما صنعه مع بطرس. لنرى ما تأثير هذه الصلاة، واعلم أنه أيًا يكن السجن الذي وضعك العدو فيه، إعلم أن الله قادر أن يخلصك منه.
الآيات 6 – 15: " ولمَّا كان هيرودس مزمعًا أن يُقدمه، كان بطرس في تلك الليلة نائمًا بين عسكريين، مربوطًا بسلسلتين، وكان قدام الباب حراس يحرسون السجن، وإذا ملاك الرب أقبل، ونور أضاء في البيت، فضرب جنب بطرس وأيقظه قائلاً قم عاجلاً، سقطت السلسلتان من يديه، وقال له الملاك: تمنطق والبس نعليك، ففعل هكذا، فقال له البس رداءك واتبعني، فخرج يتبعه، وكان لا يعلم أن الذي جرى بواسطة الملاك هو حقيقي، بل يظن أنه ينظر رؤيا، فجازا المحرس الأول والثاني، وأتيا إلى باب الحديد الذي يؤدي إلى المدينة، فانفتح لهما من ذاته، فخرجا وتقدما زقاقًا واحدًا، وللوقت فارقه الملاك. فقال بطرس وهو قد رجع إلى نفسه: الآن علمت يقينًا أن الرب أرسل ملاكه وأنقذني من يد هيرودس، ومن كل انتظار شعب اليهود، ثم جاء وهو منتبه إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس، حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلّون، فلما قرع بطرس باب الدهليز جاءت جارية اسمها رودا لتسمع، فلما عرفت صوت بطرس لم تفتح الباب من الفرح، بل ركضت إلى داخل وأخبرت أن بطرس واقف قدام الباب، فقالوا لها أنت تهذين، وأمَّا هي فكانت تؤكد أن هكذا هو، فقالوا إنه ملاكه ".
نرى هنا أنه رغم صلواتهم وإيمانهم، إلا أن ضعفهم البشري لم يصدق عمل الله بسهولة.
الآيات 16 – 18: " وأمَّا بطرس فلبث يقرع، فلما فتحوا ورأوه اندهشوا، فأشار إليهم بيده ليسكتوا، وحدثهم كيف أخرجه الرب من السجن، وقال أخبروا يعقوب والإخوة بهذا، ثم خرج وذهب إلى موضع آخر، فلما صار النهار، حصل اضطراب ليس بقليل بين العسكر، ترى ماذا جرى لبطرس ".
هنا تأمُّل جميل يقول الكتاب لما صار النهار، أي أن الله خلص بطرس في النوبة الرابعة، في الهزيع الرابع. إلهنا إله الهزيع الرابع. الأمر نفسه حصل مع التلاميذ في المركب وسط البحر، لأن إلهنا إله الهزيع الرابع، أياً تكن مشاكلك أيًا تكن مصاعبك وضيقاتك، إعلم أن إلهنا إله الهزيع الرابع. إلهنا عظيم وسيمد يده بقوة ولن يقف أي شيء أمامنا، لبنان للرب يسوع والله سيقوِّي كنيسته وأبواب الجحيم لن تقوى عليها، مهما كان ما يحاول فعله العدو، فليعلم أن إلهنا إله الهزيع الرابع، إلهنا عظيم ولا يقف شيء في وجهه. الله يفتح الأبواب وليس من يُغلق.
الآيات 19 - 24 " وأمَّا هيرودس فلما طلبه ولم يجده، فحص الحراس وأمر أن ينقادوا إلى القتل، ثم نزل من اليهودية إلى قيصرية وأقام هناك، وكان هيرودس ساخطًا على الصوريين والصيداويين، فحضروا إليه بنفس واحدة واستعطفوا بلاستس الناظر على مضجع الملك، ثم صاروا يلتمسون المصالحة، لأن كورتهم تقتات من كورة الملك، ففي يوم معين لبس هيرودس الحلّة الملوكية وجلس على كرسي الملك وجعل يخاطبهم، فصرخ الشعب هذا صوت إله لا صوت إنسان، ففي الحال ضربه ملاك الرب، لأنه لم يعط المجد لله، فصار يأكله الدود ومات، وأمَّا كلمة الله فكانت تنمو وتزيد ".
كلمة الله وقوته ستنمو وتزيد، ونكون أعظم من منتصرين. هيرودس هنا يرمز للقوى الشريرة التي تحاول إعاقة عمل الرب، لكنها لا تنجح بل ستفشل باسم يسوع. هيرودس رغم أنه كان إنسان وملك أرضي إلا أنه كان يؤله نفسه، وكان مقادًا من ملك روحي شرير، من إبليس الذي يحاول إعاقة كنيسة الرب، لكن دعني أقول لك أنه عندما تسير الكنيسة بحسب التعليم الذي درسناه اليوم، ومتى أصبحت مبنية على أساس الأنبياء والرسل والمبشرين والرعاة الذين أقامهم الله، لن تقوَ عليها أبواب الجحيم، ولن يقف شيء أمامها. فلنقبل الكلمة اليوم، كما قبلها اليهود والأمم. لنقبل كلمة الله اليوم وندعها تغير حياتنا. أعطِ الرب من وقتك، واطلب منه قيادتك وإلهامك على مواهبك وخدماتك. هل تؤمن أن هذه الكلمة هي كلمة الرب، وأن الرب سيقسم لكل واحد كما هو يشاء؟ لتكن كنيسته مبنية على كلمته وبحسب كلمته، الرب يقسم لكل واحد كما يشاء، خمر جديد وزقاق جديد وعمل جديد في الكنيسة باسم يسوع، خاضعين لكلمته بروح واحدة، آمين.