نشأته:
يوحنا المعمدان تربّى يوحنا في بيت تقي ترك فيه أعمق الأثر؛ فقد قيل عن زكريا وأليصابات: «كان كلاهما بارين أمام الله، سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم» (لوقا1: 6). هذان الوالدان عاشا حياة التقوى الحقيقية في زمن رديء وشرير، وكانت حياتهما شهادة قوية ضد العصر الذي يعيشان فيه. وبلا شك أن يوحنا تشرَّب من روحهما، لذا عاش حياته شاهدًا بقوة ضد الفساد المحيط به.
والكتاب لا يذكر عن الثلاثين السنة الأولى من حياته سوى عبارة واحدة: «أما الصبي فكان ينمو ويتقوى بالروح، وكان في البراري إلى يوم ظهوره لإسرائيل» (لوقا1: 80).
هل كان لوجوده في البراري أثر على حياته وخدمته؟ بلا شك! فمن أين تعلم البساطة التامة في الطعام والثياب؟ إذ كان يلبس وَبَر إلابل ومَنْطَقَة من جلد على حقوية ويأكل جرادًا وعسلاً بريًّا. لقد حرَّرته حياة العزلة والاختلاء مع الله فترات طويلة من كل إغراء أو خوف، وأعطته جرأة فائقة في خدمته.