القديس الأنبا أرسانيوس
معلم أولاك الملوك
* حدث مرة أن جاء أخ غريب (ومعه راهب من داخل الدير) إلى الإسقيط ليبصر الأنبا أرسانيوس، فلما قرع الباب فتح له فدخل وصليا معًا وبقى الأنبا أرسانيوس صامتًاُ طوال الوقت.. حتى تضايق الأخ ومشى..
وفي طريق العودة أخذه الراهب الذي من الدير إلى قلاية الأنبا موسى الأسود (الذي كان لصًا). فلما أتي إليه قابلهم بالترحاب وبفرح، وتحدث معه وأطعمه.
فقال له الأخ الذي أرشده: "ها قد أريتك اليوناني والمصري، فمن من الاثنين قد أرضاك؟!" فأخبره الغريب بأنه يفضِّل المصري أكثر.
فلما سمع أحد الأخوة ذلك صلّى إلى الله قائلًا: "يا رب اكشف لي هذا الأمر: فإن قومًا يهربون من الناس من أجل اسمك، وقومًا يقبلونهم من أجل اسمك أيضًا؟!" وألحّ في الصلاة والطلبة فتراءت له سفينتان عظيمتان في لجة البحر. ورأى في أحدهما الأنبا أرسانيوس وهو يسير سيرًا هادئًا وروح الله معه.. ورأى في الأخرى الأنبا موسى وملائكة الله معه وهم يطعمونه شهد العسل.