فلما أخذ يسوع الخل قال: قد أُكمل. ونكَّس رأسه وأَسلمَ الروح
( يو 19: 30 )
هذا التغيير الكُلي والانتقال المفاجئ في المسيرتين؛ مسيرة الاتضاع، ومسيرة الرِفعة، نجده مذكورًا بوضوح في آخر المزمور109، مقارنة ببداية المزمور110. ففي آخر المزمور109 نجده كالإنسان المسكين، أما في بداية المزمور110، فنراه الرب المُمجَّد حيث نقرأ القول «قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك». نعم، لقد انتهت بالصليب مسيرة تواضع المسيح وخزيه. لن يراه العالم في ما بعد كما رآه سابقًا مُحتقرًا ومخذولاً من الناس، ولن يكون وجهه كذا مُفسدًا أكثر من الرجل وصورته أكثر من بني آدم، بل إن الناس الأشرار لن يروه حتى يأتي في قوة ومجد كثير.