رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
روى لنا البطريرك (( صفرونيوس )) في كتابه (( المرج الروحي )) قصة تاجر فاضل من مدينة الاسكندرية , تحلى بتقوى صادقة للعذراء , وجعل داره ملاذا ً للفقراء والمعوزين , وكانت زوجته ذات فضل واحسان , دائبة على العبادة وفعل الخير مع الجميع . اقتضت مهام الرجل أن يسافر بضعة أيام , وعندما ازفت ساعة الرحيل سألته زوجته : الى من أوكلت أمر حراستنا والسهر عليَّ وعلى صغيرتنا ؟ فأجاب بثقة عالية : ليس لي غير العذراء القديسة , فقد سلمتكما الى حمايتها فهي ستسهر عليكما . تحققت المرأة الأمينة الفاضلة , بعد ايام , قيمة حماية مريم , فان احد الخدم عقد العزم على اغتيال سيدة البيت وأبنتها , ثم ينهب الدار ويولي هاربا ً . واذ شرع بأ نجاز مآربه الشنيع أخذ مدية حادة وتوجه نحو مخدع السيدة اصيب بعمى فجائي فأمسى عاجزا ً عن التقدم الى الغرفة وعن العودة من حيث اتى , فأخذ ينادي سيدته أن تبادر اليه ليسر اليها بأمر هام جدا ً , لكنها أجابته ببساطة أن يأتي الى المقصورة حيث كانت مع طفلتها . ولما ايقن أن مؤامرته الدنيئة باءت بالفشل , وخشية من اكتشاف أمره , انهال يضرب نفسه بالمدية التي أعدها لأغتيال الغير , وصراخه وعويله يملآن أرجاءالدار . اضطرت ربة البيت عند ئذ الى مغادرة غرفتها لتتحقق مما يجري , واذ رأت الخادم على تلك الحال استنجدت بجيرانها الذين بادروا الى الدار وأخذوا في استجواب الخادم لمعرفة سبب انتحاره واذ به يعترف بنيته الأثيمة أمام الجميع . هكذا سمحت حكمة الله أن يبقى للجاني رمق من الحياة ليدلي بذنبه أمام العدالة . فمجد الحاضرون العناية الألهية , شاكرين للعذراء القديسة حمايتها . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|