" فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفًا." هذا يدل علي شدة الخطر المحيط بالمؤمنين والحاجة إلي إعداد الوسائط لدفع الخطر حتي يضطر الإنسان إلي بيع أثوابه التي لا بد له منها .
وليس مقصود المسيح هنا أمر رسله بأن يذهبوا تلك الليلة ويشتروا سيوفاً ليدفعوا من يريدون إمساكه في البستان بدليل قوله " «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! " (متي26 : 52) . لكن كلامه موجه إلي المؤمنين عامة في الأزمنة المستقبلية وهو إنباء بإتيان أزمنة الضيق والخطر والإضطهاد والموت فيلزم أن يكون لهم من الأدوات اللازمة العادية من أسلحة وغيرها لدفع الخطر من الوحوش الضارية أو من اللصوص أو من الذين يضطهدونهم علي إيمانهم وطوعاً به لهذا الأمر لجأ بولس إلي سيف الدولة الرومانية ليقي نفسه من مكايد اليهود ( أعمال22 : 26-28 و 25 : 11) .
وليس للكيس والمزود والسيف هنا من معني روحي ولا يلزم مما ذكر أن يتكل المسيحي علي تلك الوسائط المادية دون الوسائط الروحية كالصلاة والإستغاثة بالله .
ولا يلزم من كلام المسيح هنا أنه يجوز للكنيسة أن تتخذ قوة السيف لتجبر الوثنيين علي التنصر لأنه " أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً " ( 2كورنثوس10 : 4) بل إنه يحل للأفراد المسيحيين أن يتخذوا الوسائط الشرعية لحماية جياتهم الجسدية .
وينتج من ذلك أنه لا يحسن بالمسيحي أن يترك وسائل المعاش والوقاية من الخطر ويعتمد مجرد الإتكال علي الله . فعليه مع ذلك الإتكال أن لا يعدل عن إتخاذ تلك الوسائل علي قدر طاقته .