أهمية المداومة على التناول
لذلك أمر فى غاية الأهمية، أننا ننظر إلى سر القربان وسر التناول، على أنه هو شجرة الحياة، ومن الأهمية أيضا أن نتناول بتواتر من هذا القربان، لا يكفى أن الإنسان يتناول مرة واحدة، كيف يحيا؟ كيف يحيا الإنسان الحياة الروحانية؟ لا يأخذها إلاّ من شجرة الحياة، وهذا هو السر العظيم الذى أمامنا باستمرار فى الكنيسة، لكى نحيا به.
يُعطى خلاصاً وغفراناً للخطايا، وحياة أبدية لمن يتناول منه. باستمرار الكاهن عندما يسجد أثناء القداس، يقول: ربنا يسوع المسيح يُعطى خلاصاً، وغفرانا للخطايا، وحياة أبدية لمن يتناول منه إذن الإنسان الذى ينقطع عن سر التناول بإرادته، يحرم نفسه من الحياة، ويقطع نفسه من شجرة الحياة وبالتالى يجف، كما قال المسيح: أنا الكرمة وأنتم الأغصان، حياة الغصن لابد أن يأتى من الكرمة، لو الغصن ابتعد عن الكرمة أو انقطع من الكرمة لابد أن يجف، لأن حياته يأخذها من الكرمة، عندما يكون الغصن ثابت فى الكرمة، عصارة الحياة التى فى الكرمة تنتقل للغصن، إذن الغصن لا يمكن أن يحيا بذاته، إنما يأخذ حياته من الكرمة، قال: أنا هو الكرمة وأنتم الأغصان، حياة الغصن يأخذها من الكرمة من هنا يا أولادنا، أهمية أن نأخذ الحياة الأبدية من شجرة الحياة، وهو سر القربان، لكن المفروض أن نكون مؤهلين بالتوبة، وبإعداد أنفسنا بالطاعة للشريعة، وأيضا لا تكون هناك أوساخ الخطيئة لاصقة بنا، وتعطل عمل النعمة الكبيرة، التى نأخذها من سر التناول، ولذلك لابد أن التوبة تسبق التناول، لكى يتأهل بها الإنسان للتناول، ليست التوبة هى التى تعطى الغفران ولا الحياة الأبدية، التوبة تؤهل الإنسان، لكن الحياة الأبدية من المسيح، نأخذها من المسيح ومن هذا السر المقدس، فلا ننسى هذا التعليم، وهذا الكلام العظيم الثمين، والمهم والخطير، المسيح يتكلم عن نفسه فى هذا الفصل: أنا خبز الحياة، أنا الواهب الحياة، ولا يمكن أن نقدر أن نأخذ الحياة، إلاّ من صاحب الحياة، الذى قال: أنا القيامة وأنا الحياة.
ورد فى موسوعة عظات فى آحاد الخمسين المقدسة رقم (46)