رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اختلاف ترجمات الكتاب المقدس وألفاظها س15: هل عدم دقة الترجمة أو اختلاف الألفاظ بين الترجمات، في بعض المواقع الكتابيَّة، يعدُّ نوعًا من التحريف؟ ج: أولًا: أود أن أشير إلي مدى صعوبة الترجمة ولا سيما من الأصل العبري: 1 - كُتب الأصل العبري كله على شكل حروف متراصة يفصل بين كل حرف وآخر مسافة شعرة، والكلمة الأخيرة من السطر إذا انتهى السطر ولم تستكمل حروفها تستكمل في بداية السطر التالي. 2 - يلتزم المترجم بأمرين وهما الترجمة الحرفية، ونقل المعني كما يقصده الكاتب، حتى أن المترجمين كانوا يقضون أحيانًا شهرًا كاملًا يبحثون عن معني كلمة معينة، وقد تستغرق ترجمة الكتاب المقدَّس الكامل عشرات السنين. 3 - أمثلة من صعوبة الترجمة:
ثانيًا: جميع الاختلافات في جميع الترجمات لجميع لغات العالم، ولا واحدة منها تؤثر علي أصغر عقيدة إيمانية: لأن أي عقيدة إيمانية لا تُبنى علي آية واحدة، أما اختلاف الألفاظ في الترجمات فهو أمر وارد ومتوقع ومقبول، فلك يا صديقي أن تتصوَّر صفوف المترجمين في أزمان شتى وهم يترجمون من العبرية إلي اللغات المختلفة، فهل تتوقع أن تأتي جميع الترجمات تحمل نفس الألفاظ..؟! ولك أيضًا أن تتصوَّر أحداث العهد الجديد وقد جرت في ظل اللغة الآرامية التي نطق بها السيد المسيح وتلاميذه، بينما تم تسجيل الأحداث باللغة اليونانية، وهذا يعتبر نوعًا من الترجمة، ثم ترجمت من اليونانية إلى معظم لغات ولهجات العالم، مع ملاحظة أن اللغة اليونانية الثرية في التعبير تحمل ألفاظًا لا تجد ما يقابلها في اللغات الأخرى، فيبحث المترجم جاهدًا علي أقرب الألفاظ التي تؤدي لنفس المعني، أو أقرب ما يمكن للمعني، فهل بعد كل هذا تتوقع أن تأتي جميع الترجمات في شتي أنحاء العالم وفي الأزمنة المختلفة تحمل نفس الألفاظ؟! خذ مثلًا عمليًا، لو كلفت عشرين طالبًا بترجمة قطعة من لغة أجنبية إلى لغة محلية، فهل تتوقع منهم أنهم جميعًا يستخدمون ذات المفردات ويتفقون في جميع الألفاظ؟!. كلاَّ لأن المتوقع أن الألفاظ تتفاوت ولكن المعني سيظل واحدًا، ولذلك جاء في الترجمة الإنجليزية R.S.V" يتضح للقارئ المدقق في ترجمتنا عام 1946 م، وترجمة سنة 1881م، 1901م أن تنقيح الترجمة لم يؤثر علي أي عقيدة مسيحية، وذلك لسبب بسيط هو أن الألفاظ والقراءات المختلفة لم تغير في العقيدة المسيحية" (42). بل نقول أن كثير من الألفاظ في نفس اللغة تتطوَّر مع الزمن، ويدخل اللغة مصطلحات لم تكن تُستخدم من قبل، ولك أن تقرأ كتاب كُتب باللغة العربية منذ ثلثمائة عام فقط لتجد صعوبة في بعض الألفاظ، فتتفهمها من سياق الكلام، ولو جاءت منفردة ما كان يمكنك التعرُّف عليها. ثالثًا: إن كانت بعض الترجمات تحمل لنا بعض الكلمات غير الدقيقة، فان هذا لا يمثل مشكلة عويصة لا حل لها: ففي ظل التقدم الذي نعيش فيه نستطيع التوصل بسهولة إلى ترجمات مختلفة وربما في لغات مختلفة، فنستجلي غوامض ما ظهر في ترجمة معينة، أو عدم دقة الألفاظ في آية معينة، ودائمًا علماء الكتاب ينصحون الدارسين بقراءة الأسفار المقدسة بلغتها الأصلية للتمتع بغنى ثراءها، ويقول "د. أميل ماهر اسحق": "الوحي ثابت ومؤكد بالنسبة للأصول المكتوبة بخط مؤلفي الأسفار وحدها، ولا ينطبق (هذا) علي الترجمات.. كما أننا نلاحظ في الترجمات إلى اللغات المختلفة قديمها وحديثها وُجد فيها قصورًا. ولذلك فإننا لا نقول بعصمة الترجمات، وإنما قد يستخدم وجود أكثر من ترجمة في اللغة الواحدة علي اكتشاف ذلك القصور وتفاديه.. وبالرغم من إننا لا نمتلك في الوقت الحاضر الأصول الأولى لأسفار الكتاب المقدَّس، فإننا لدينا عددًا وفيرًا جدًا من المخطوطات القديمة، واقتباسات الآباء باللغات الأصلية، وأيضًا الترجمات القديمة وكلها تساعد علي استعادة النص الأصلي بصورة تكاد تكون كاملة وكافية بالغرض" (43). ونود أن نشير إلى أن محاولات ضبط الخلافات في الترجمات الأساسية مثل السبعينية والسريانية والقبطية.. إلخ. يدخل من صميم عمل مدرسة النقد الأدنى، ويقول "أيريل كيرنز": "قد ساهم النقد الأدنى Lower Criticism في تأكيد درجة الدقة العالية للنص الكتابي الذي بين أيدينا، حتى أننا نستطيع أن نجزم بأننا نملك الكتابات الأصلية لأسفار الكتاب، وتصبح بذلك تعاليم الكتاب وعقائده أقنع من أن تتعرَّض للشك ولو من أكثر النقاد تطرفًا" (44). رابعًا: إمكانية ترجمة الأسفار المقدّسة أمر يُحسب للكتاب المقدَّس وليس عليه، لماذا؟ 1 - لأن الكتاب المقدَّس هو كتاب الله للعالم كله وليس قاصرًا علي شعب بذاته، ولا قَيدْ لغة بذاتها، فإن الله يريد أن الجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون، فلو افترضنا أن الكتاب المقدَّس لم يسمح الله بترجمته، وعلى من يريد مطالعته أن يتعلم اللغة العبرية واليونانية، وكأنه يستحيل التعامل مع الله إلاَّ من خلال العبرية أو اليونانية. تُرى أية صعوبة كانت ستقف أمام القاعدة العريضة لشعوب العالم أجمع؟!! 2 - لو لم يكن ممكنًا ترجمة الكتاب المقدَّس، فإن هذا وبلا شك، كان سيضع الله في موقف المتحيز لشعب معين، وحاشا لله ذلك. أنه يريد الإنسان وليس اللغة، ولهذا سمح باستخدام أكثر من لغة في تدوين الأسفار المقدسة. بل أن الروح القدس قد قام بترجمة فورية لعظة بطرس الرسول يوم الخمسين إلى لغات مختلفة (أع 20: 7 - 11) والسيد المسيح له المجد قد أوصى كنيسته قبل الصعود قائلًا " أذهبوا إلي العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر 16: 15). 3 - ترجمة الكتاب المقدَّس لمعظم لغات العالم، إلى نحو ألفي لغة ولهجة، أدى لانتشار الإيمان في المسكونة كلها، وتحققت نبؤة السيد المسيح " ويُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم" (مت 24: 14) كما قال عن المرأة ساكبة الطيب " الحق أقول لكم حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يُخبر أيضاّ بما فعلته هذه تذكارًا لها" (مت 26: 13). 4 - ترجمة الكتاب المقدَّس أدت لانتشاره منذ العصور الأولي في شتي أنحاء المسكونة، وبذلك أصبحت قضية التحريف التي مازال ينادي بها البعض قضية خاسرة تمامًا، فمن يصدق إنه أمكن جمع جميع النسخ بلا استثناء من على سطح الأرض وما خُفي في باطنها، وتم تحريفه أو حرقه؟!!.. أي عقل يقبل هذا؟!!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هل هناك ترجمات مختلفة لكلمة "الأب" في الكتاب المقدس |
ترجمات الكتاب المقدس |
ما هي أهم ترجمات الكتاب المقدس؟ |
ترجمات الكتاب المقدس |
ترجمات الكتاب المقدس المختلفة |