01 - 06 - 2012, 08:59 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
أبوة الله لنا
في هذه المقالة سنتكلم عن موضوع في غاية الأهمية تهم كل إنسان مسيحي يريد أن يتمتع بشفاء ربنا يسوع المسيح من ذكريات الماضي المؤلمة، سنرى كيف أن المشاكل التي سببها إبليس‘ إما من خلال الظروف المحيطة بنا أو بسبب أشخاص آخرين أو بسبب أكاذيب إبليس نفسه، إن الله لم ولن يعجز عن حل أي مشكلة مهما كانت خطورتها وكبرها.
قال يسوع"السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك, أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وحياة افضل"{ يو10:10 } يجب أن الذي سلبه منك إبليس يرد إلى المصلوب الذي فداك واشتراك بدمه الثمين لكي تتمتع بحياة وحياة افضل. هذا هو هدف الله في حياتك لأن الله لم يخلقك لكي يعذبك. إبليس يريد أن يشكك في محبة الله لك ولكن الله خلقك لكي تتمتع بأبوته لك.
وللأسف الشديد فإن هي الأكذوبة [إن الله خلقك لكي يعذبك] وجدتها مع جنسيات مختلفة من خلال خدمتي. كل جنسية تعتقد أن هذه المشكلة فريدة بوطنهم فقط وان سببها البيئة التي نشئوا بها. أقول لهم أن إبليس كذاب وأبو الكذاب في كل مكان وزمان مهما كان وطنهم‘ بلاد نامية أو بلاد غنية. من فضلك صلي من اجل أن يفتح الروح القدس عيونك وآذانك الروحية لتفهم.
إن إبليس يحسدك من اجل فداء ربنا يسوع المسيح لك:
"فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يضل العالم كله طرح إلى الأرض وطرحت معه ملائكته"{رؤ9:12} من الآية السابقة نرى إن إبليس سيضل العالم كله.
إن إبليس سارق ولص ومضل أيضا. قد يكون قد سرق منك سلامك أو إيمانك أو فرحك أو صحتك أو مالك أو أضلك في أهم شيء في حياتك وهو علاقتك بإلهك. إن من أهم الأشياء التي تربطنا بأبينا السماوي هي إدراكنا بأبوة الآب السماوي لنا وأدراك بنوتنا له.
إن علاقة الآباء بالأبناء من أهم العلاقات في حياة أي إنسان. إن هذه العلاقة هي العلاقة التي يترتب عليها تكوين شخصية الإنسان،إذا كانت هذه العلاقة قوية ويشعر فيها الأبناء انهم محبوبون فسوف تكون شخصيتهم سويه لا تعاني من الإحساس بالرفض أو صغر النفس والعكس هو صحيح،أما إذا شعر الأبناء بأنهم غير مرغوب فيهم فسوف يعانون من الإحساس بالرفض وصغر النفس والخوف.إن إبليس يعلم جيدا هذه الحقيقة لذلك فهذه هي أول حيله ومكره. إن أول خطة له هو أن يحاول أن يشكك في بنوتك لله
بنوتنا لله و أبوة الله الآب لنا
إن كنت ابن الله..(ثم اصعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرب من إبليس. فبعد ما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة جاع أخيرا. فتقدم إليه المجرب وقال له إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزا) {مت4: 2و3} نرى من هذه الآيات أن أول تجربة جرب بها إبليس ربنا يسوع المسيح هي أن يشككه في بنوته للآب السماوي لذلك قال ليسوع "أن كنت ابن الله". إن إبليس مازال يستخدم هذا الأسلوب المدمر مع كل أبناء الله‘ يأتي إليك في وسط الظروف العصيبة في حياتك ويشكك في محبة الله لك. إن أحد أساليب إبليس المدمرة هي أن يفصلك عن ينبوع ومصدر الحياة، ربنا يسوع المسيح حتى تموت روحيا وبعد ذلك نفسيا والنتيجة الحتمية بعد ذلك إن جسدك يضعف ويصاب بكافة الأمراض"روح الإنسان تحتمل مرضه. أما الروح المكسورة فمن يحمله"{ ام14:18} وأيضا {ام15: 13}
إن كلمة الله هي مرجع لكل أمور الحياة. إن البعض يزعم أن الكتاب المقدس لا يدون لنا كل شيء عن الحياة التي نحياها، هذه أكذوبة.الله لم ولن يترك أولاده بدون إرشاد.
إبليس يريد أن يسلب أهم واعظم شيء في الوجود وهو بنوتك لأله الكون. الإله الذي احبك وبذل ابنه الحبيب من أجلك، من اجل أن يفديك.
أنت ابن هذا الإله (أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه) {يو12:1} إن الآية تقول كل الذين قبلوه، مهما كان عمرك وحالتك الاجتماعية.
إذا قبلت يسوع المسيح كمخلص وفادي ورب فالله قد أعطاك السلطان أن تصير ابن له بكل امتيازات الابن لأب غني جدا جدا. لك دالة أمامه في المسيح يسوع ربنا إذا قبلت خلاصه.
انه كامل في رحمته وحكمته وعظمته وقدرته وكامل أيضا في حبه لك. إن أباك السماوي هو سيد كل الكون وكل الكون في يده. انه ملك الملوك ورب الأرباب. إن أولاد الملوك والرؤساء لهم امتياز خاص. وأنت أيضا لك هذا الامتياز. "ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم" {مز7:34} إن كلمة حال في اللغة العبرية التي كتب بها العهد القديم تعني: ينصب خيمة, يسكن في خيمة,ويسكن في راحة. إن حماية ربنا يسوع المسيح لنا تحيطنا وتحمينا وتريحنا. وإذا كنت ابن لله ورجعت بذاكرتك فسوف تتذكر كم من مرة حرسك وحماك الله في ظل خيمته من مخاطر كثيرة على مر السنين. وما اكثر حماية الله لنا من مشاكل لا نعرفها لان يده القوية كانت معنا وحمتنا. إن الله أب حنون وسهل لنا الحياة على الأرض في كل أمور حياتنا, مهما كانت صعوبتها وكثرتها، كل المطلوب منا إن تكون لنا العلاقة القوية معه‘ مع راعي نفوسنا ومخلص أرواحنا. علينا أن نعطي الله حقه كل يوم. علينا أن نقرأ الإنجيل يوميا. نقرأه بروح الطاعة وبروح الصلاة.
صلي معي: إن كنت تعرف انك ابن لله، اشكره على هذه المعرفة.وإن كنت تشك في بنوتك لله، صلي من اجل إن إلهنا الصالح يعطيك أيمانا ويقينا انك ابنا وابن محبوب جدا.
من خلال خدمتي وجدت انه يوجد مبدأ هام له تأثير على حياة الكثيرين، مهما كان عمر ومركز أو تعليم هذا الإنسان وهو إن كل منا يرى الله الآب من خلال رؤيته لأبيه الجسدي. إن الأب له دور كبير في أن يقربنا إلى الله أو يبعدنا عنه. إن أبانا الأرضي هو الذي يرشد ويسد الاحتياجات. هو الذي ينصح عندما نحتاج نصيحة وهو أيضا يحمينا بدفاعه عنا. هو الذي يمثل إلى حد كبير أبانا الذي في السماوات. وسوف نتعامل مع الله كما نتعامل مع أبونا الأرضي. إن احترمنا الأب سوف نحترم الله. إذا أرذلنا نصيحة الأب سوف نرذل كلام الله .
إن هذا المنطق هو حقيقة كتابية "كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه" {مز103: 13} إن إبليس يستخدم هذه الآية ليقنع كثيرين بمفاهيم خاطئة منها: إن الإله الصالح الحنون هو مثل الأب الجسدي في قسوته، بخله أو محبته. فمثلا : كما يقسو الأب على البنين يقسو الرب على خائفيه‘إن الآب السماوي لن يقسو علينا إطلاقا بل هو دائما أبدا حنون ويهتم بنا "لأنه قال لا أهملك ولا أتركك" {عب5:13}
إننا سوف نرى ابوة الله من خلال رؤيتنا لأبينا الجسدي .
من هذا نرى أهمية الأبوة الصالحة في حياتنا لأن ذلك ستكون بركة كبيرة لنا. لو كان لنا أب محب وتقي و يخاف الله في كل طرقه فرؤيتنا لله ستكون رؤية صحيحة. وإذا كان العكس صحيح‘ فسوف نرى الله بصورة مشوهه جدا إلي حد محزن.
بعض الأمثلة:أعطي مثلا من أمثلة كثيرة جدا وجدتها من خلال خدمتي كمرشدة روحية. قابلتها وكانت امرأة متعلمة و كانت تمر بمشكلة. كانت تشعر أن مشكلتها كبيرة جدا‘ وكانت بالفعل مشكلة كبيرة. قلت لها إن الحل الوحيد هو إننا نصلي من اجل هذه المشكلة ونثق أن الله يتمجد ويحلها. ولكنني لاحظت أنها لم تبدي أي مشاعر عندما قلت هذا. وسألتها هل تؤمنين أن الله يستطيع أن يحل هذه المشكلة ؟ وكان ردها أنا لا اعرف هل الله سيتدخل ويحل المشكلة أم لا. قلت لها هل تذكرين وأنت طفلة كيف كان بابا يهتم بك؟ وكان ردها أنا لا اذكر إن بابا كان يهتم أو يعتني بي‘ وعرفت بقية القصة...كان بحكم عمله بعيدا عن البيت. وفي النهاية ترك الأم والعائلة وبدأ يزني مع إنسانة أخرى وترك العائلة. وكبرت الابنة بعيدا عن الأب . وللأسف الشديد لم تختبر محبة وعناية الأب لأبنته .كان الحل الوحيد لهذه ألانسانة أن اشرح وأوضح لها من الإنجيل محبة الله لها ‘ انه فعلا يحبها. انه بذل ابنه من اجلها، مات على الصليب من اجل أن يعطيها كل بركة في السماويات. وكانت هذه السيدة أم لطفلين صغيرين. وكان طفلها الرضيع معها. وسألتها لو أنا الآن أخذت ابنك الرضيع وآذيته بأي طريقة ما‘ وقبل أن اكمل الجملة في الحال نظرت إلى وقالت: لن اسمح لأي إنسان أن يؤذي أولادي. ضحكت وقلت لها هل تعتقدين انك كأم قلبك ملئ بالحنان والشفقة والحب اكثر من قلب ربنا عليك. ابتسمت وقالت لي الآن فهمت قصدك. لا طبعا من المستحيل إن قلبي احن من قلب ربنا.
إذا كنت أبا أو أما أسال نفسك, هل هدفك عذاب أولادك آم راحتهم؟ يا أحبائي إن قلب إلهنا الصالح ملئ بحب عجيب يعجز أي إنسان أن يدركه. إن الله محبة. إذا أكرمته فسوف يكرمك.
وفعلا المشكلة حلت عندما ابتدأت هذه السيدة تدرك محبة الله الآب لها وأمنت أن الله يعتني بها كأب حنون. وهي الآن في احسن حال. يا أحبائي أن الله هو اعظم أب في الوجود.
مثل آخر: عندما تقابلت معها قالت لي أنا لا أستطيع أن أتكلم أمام أي إنسان بسبب الخوف الشديد . قالت اشعر برعشة عجيبة عندما أتكلم مع أحد. كان أول سؤال اسألها ما هي علاقتك بوالدك ؟ قالت لي كل من والداي يعمل ساعات طويلة. كانت عائلة مفككة. وطبعا الحل كان أني شجعتها أن تقرأ الإنجيل فقالت لي أنا لا افهم أي شئ عندما اقرأ الإنجيل . قلت لها ابتدئي من أول العهد الجديد بإنجيل يوحنا. وان لم تفهمي أي جزء سوف اشرحه لك. وابتدأت اشرح لها كيف إن الله "الذي لم يشفق على ابنه الوحيد بل بذله لنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضا معه كل شئ" {رو32:8 } ابتدأت أشجعها أن تطلب طلبات من الله. كانت تطلب أشياء بسيطة في البداية. ووجدت أن الله يسمع ويستجيب. وفعلا ابتدأت تقرأ الإنجيل ولها الآن عشرة رائعة مع الله. هذه الأخت كانت تخاف أن تتكلم أمام أي إنسان لأنها كانت تخاف أباها. ولم تفهم الإنجيل لأنه لم يوجد حوار بين أبيها وبينها لذلك شعرت انه من المستحيل أن تفهم الإنجيل.
إذا كان أبوك بخيلا فسوف ترى أباك السماوي بخيل. سوف تخاف من المستقبل. تشعر أنها مسؤليتك أن تعمل حساب الزمن. إذا كان والدك إنسان صارم فلن تشعر برحمة الله لك. مهما كانت يد الله الحنونة ممدودة إليك لتحميك وترفعك وتؤيدك.
ما هو الحل؟ في منتهى البساطة مهما كانت ظروفك صعبة. إن القسوة التي مررت بها لن تحول قلب الله ضدك. بل العكس صحيح. إن قلبه يشفق علينا فوق كل تصور. انه يحبنا محبة حتى الموت. ألم يبذل ابنه الوحيد من أجلنا. إنه اعظم أب في الوجود. "ولذلك ينتظر الرب ليتراءف عليكم ولذلك يقوم ليرحمكم لان الرب اله حق" {أش18:30}
انه الوحيد الذي يعرف كل جرح في أعماقك. يعرف كل الظروف المحيطة بك.
قال ربنا يسوع المسيح "روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفي المنكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة" {لو4: 17-19} إنه أرسل ابنه الوحيد إلينا ومات موت الخطاة ليخلصنا. كلمة خلاص في اللغة اليونانية تعني كل هذه الكلمات: يخلص, ينجي , يحمي, يشفي, يحفظ, ويشفي شفاء كامل. هذا هو خلاص ربنا يسوع المسيح لنا.
يا أحبائي أن هذه الآيات تعبر عن قصد الله نحو كل ابن وابنة من أبناءه.
اصلي إلى إلهنا الصالح : أن ينير الروح القدس أعين كل منا حتى نرى البركات السماوية عند الآب في المسيح يسوع لنا. لكي يتمتع كل منا بأبوة اعظم أب في الوجود ونحيا مع الذي" أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع" {أف6:2}
صباح نصر
|