رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سِتر خيمتهِ «يَسترُنِي بسِترِ خيْمَتِهِ» ( مزمور 27: 5 ) في مزمور 91 يُطمئن الرب كل مؤمن ساكن في ستر العلي وفي ظل القدير يبيت، قائلاً: «لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ، وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ، وَلاَ مِنْ وَبَأٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى، وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ. يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرَبَوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ». ولماذا كل هذه الحماية؟! لأنه «بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي»، ولأَنَّكَ قُلْتَ: أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي. جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ». لذلك لا نخشـى من هبوب الريح؛ لأن خيمة الله قوية، وقوات إبليس لن تقوى عليها. وأيضًا يقول الرب عن كل مؤمن: «لاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ» ( مز 91: 10 ). فإن كان إبليس يستطيع أن يُهيِّج الأمور من حولنا ليُزعجنا، والأفكار في داخلنا ليُرعبنا، فإننا لن نخاف ولن نرتعب. والرب في طريق حمايتنا من مكايد الشيطان يفعل معنا ثلاثة أمور: أولاً: الرب يمنع أي سهم، أو تجربة من إبليس، أن تصل إلينا إلا في حدود إمكانياتنا، ولغرض مُعيَّن في قلب إلهنا، بحيث يعمل في النهاية لخيرنا. وهذا ما نراه في تجربة أيوب، أنّ الرب هو الذي يعطي الإذن والسماح «فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ، وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ» ( أي 1: 12 ). وعندما هاج عليه ثانيةً قال له: «هَا هُوَ فِي يَدِكَ وَلَكِنِ احْفَظْ نَفْسَهُ» ( أي 2: 6 ). فأمورنا ليست في يديّ الشيطان، ولكنها في يديّ أبينا الصالح المُحب. ثانيًا: وقت حرب الشيطان علينا، الرب يضمن سلامتنا، ولن يسمح أبدًا بفناء إيماننا. وهذا نراه في تجربة الشيطان لبطرس حين قال الرب له: «سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ» ( لو 22: 31 ، 32). فالشيطان قد يستطيع أن يُهيِّج ظروفنا وأفكارنا، ولكنه لن يستطيع أن يفني إيماننا. ثالثًا: الرب يعطي قوة ونعمة في داخلنا تستطيع أن تحوِّل الضعف إلى قوة، ومكايد إبليس إلي خير وبركة. هذا ما نراه واضحًا في لطم إبليس لبولس الرسول، عندما قال له الرب: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ». أحيانا يسمح الرب للشـرير أن يلطمنا، ولكنه يعطي نعمة غنية تقوّينا وترفعنا؛ تجعلنا نهتف مع بولس قائلين: «فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. لِذَلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاِضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ» ( 2كو 12: 9 ، 10). . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 102 |مزمور مسياني يتنبأ عن السيد المسيح المتألم |
«أنتَ سترٌ لي»: وأي سِتر يا ترى هذا؟ |
في سِتر العلي وفي ظل القدير |
🌹 تأمل في مزمور رفعت عينيَّ إلى الجبال (مزمور 121) |
سِتر المعاقل |