يقول القديس أنطونينوس: أن الشهداء الآخرين قد تعذبوا بواسطة ذبيحة حياتهم الذاتية. واما البتول البطوباوية فتعذبت بواسطة ذبيحة حياة أبنها الذي كانت هي تحبه أشد حباً بما لا يحد من حياتها الذاتية. ولهذا ليس فقط قد تكبدت هي بنفسها كل الأوجاع التي تكبدها أبنها في جسده. بل أيضاً قد سبب لقلبها نظرها بعينيها تعاذيب أبنها أوجاعاً أعظم مما لو كانت هي نفسها أحتملت تلك التعاذيب في جسدها عينه. فعن القول أن مريم العذراء قد تكبدت في قلبها جميع العذابات التي شاهدت هي أبنها الحبيب يسوع معذباً بها. لا يمكن أن يوجد ريبٌ أو أشكالٌ. فكل أحدٍ يفهم أن عذاب الأبناء هو نفس عذاب أمهاتهم. اذا كن حاضراتٍ وناظراتٍ مباشرة ذاك العذاب.