ثم أن كل أحدٍ يمكنه بسهولةٍ أن يتصور بعقله كم تكبدت مريم العذراء من المشقات في سفرٍ هكذا عسرٍ، فمسافة الطريق من اليهودية الى مصر هي شاسعةٌ بالكفاية. لأن الخبيرين بها عموماً مع الرجل الشهير بيرادا يرتاءون بأن هذه المسافة هي أربعماية ميلاً. ولذلك يبان أن هذه العيلة المقدسة أستمرت نحو ثلاثين يوماً معانيةً هذا السفر. ثم أن الطريق كانت. حسبما يكتب عنها القديس بوناونتورا. وعرةً متعبةً مملؤةً من الصعوبات. غير مستعملة الا من القليلين. مجهولة المسلك ذات أحراشٍ في بعض أجزائها. مهملةً من الناس. وقد كان زمن هذا السفر في فصل الشتاء وبالتالي أشد صعوبةً. ولا بد من أن تكون صادفتهم الأمطار والبرد، وربما الثلج مع الأهوية، وتعكيس الطريق والوحل. ولم يكن وقتئذٍ عمر البتول المجيدة أكثر من خمس عشرة سنةً. فتاة لطيفة الجسم غير معتادة على اسفارٍ ومشقاتٍ وأتعابٍ وأضاماتٍ هذه صفتها. ولم تكن معها أمرأةٌ تخدمها أو تساعدها.