رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يعقوب الصغير يسمي القديس يعقوب الرسول بـيعقوب الصغير تمييزا له عن القديس يعقوب الكبير المعروف بابن زبدي, وذلك إمالأنه كان أقصر قامةأو لأنه كان أصغر سنا,وقد تكون دعوته الرسولية جاءت متأخرة نوعا ما عن سميه يعقوب بن زبدي. إذ أن اسمه يرد التاسع في الترتيب بين تلاميذ المسيح الأثني عشر (متي 10:3), (مرقس 3:18), (لوقا 6:15), (أعمال الرسل 1:13). ويسمي بـيعقوب بن حلفي كما يسمي بـيعقوب أخي الرب (متي 13:55), (غلاطية 1:19) لأنه كان قريب للسيد المسيح بالجسد, فأم يعقوب الصغير هي مريم زوجة كلوبا وهي الاخت الصغري للعذراء مريم كما يتضح من قول الإنجيل للقديس يوحنا وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه, وأخت أمه مريم زوجة كلوبا (يوحنا 19:25), وكما يروي التاريخ الكنسي. وإذ كانوا لقبوه بـيعقوب أخي الرب فلقرابة الإخوة بين أمه وبين العذراء مريم.وقد كان مألوفا عند العبرانيين, وعند الشرقيين عموما, أن يسمي الأقرباء إخوة, فقد قال إبراهيم الخليل عن لوط إنه أخوه (التكوين 13:8) مع أنه في الحقيقة هو ابن أخيه (التكوين 12:5), وكما قال لابان عن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم إنه أخوه (التكوين 29:15) مع أن لابان هو في الواقع خال يعقوب, وشقيق رفقة أمه (التكوين 27:43), (29:10). وذكر الإنجيل المقدس ليعقوب الصغير إخوة ثلاثة من الذكور غير الإناث, وهم يوسي, وسمعان, ويهوذا (متي 13:55), (مرقس 6:3). وكان أبوه يسمي حلفي أو كلوبا, فقد كان من عادة العبرانيين أن يتخذ الواحد منهم اسمين: اسما عبرانيا أو آراميا, واسما يونانيا, فكان حلفي هو الاسم الآرامي وكان كلوبا (KLOPAS) هو الاسم اليوناني. وأما أمه, فهي كما قلنا تسمي مريم. وقد جاء ذكرها في الإنجيل أنها مريم زوجة كلوبا (يوحنا 19:25) كما سميت مريم أم يعقوب ويوسي (متي 27:56), ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي (مرقس 15:40), ومريم أم يعقوب (مرقس 16:1), (لوقا 24:10). وقد دعي القديس يعقوب للخدمة الرسولية, وتبع السيد المسيح وصار من بين تلاميذه الاثني عشر. وكذلك صار أخوه المدعو يهوذا ليس الإسخريوطي (يوحنا 14:22) وقد تسمي في الإنجيل أيضا لباوس الملقب تداوس (متي 10:3), (مرقس 3:18) كما سمي يهوذا أخو يعقوب (لوقا 6:16), (أعمال الرسل 1:31), (رسالة يهوذا:1). ولما قام المسيح له المجد من بين الأموات ظهر عددا من المرات لتلاميذه, فرادي ومجتمعين, ولغيرهم, ما لا يقل عن اثنتي عشرة مرة, توكيدا لحقيقة قيامته. وكان من بين مرات الظهور, ظهوره للقديس يعقوب علي حدة, كما أشار إلي ذلك القديس بولس الرسول في (1. كورنثوس 15:7). والقديس يعقوب بن حلفي كان أول أسقف تعين علي مدينة إلهنا أورشليم كما يشهد بذلك عدد من الآباء الأولين, منهم يوسبيوس القيصري في كتابه تاريخ الكنيسة- الجزء الثاني فصل 1:2, فصل5:2, فصل 23:1- الجزء الرابع فصل 5:4- الجزء السابع فصل 19. ولعله لهذا السبب وصفه القديس أكليمنضس الروماني أسقف روما في رسالة إليه بأنه يعقوب أخو الرب, وأسقف الأساقفة. وقد رأس القديس يعقوب الصغير المجمع الرسولي الذي انعقد بأورشليم سنة 52/51 لميلاد المسيح للنظر في مشكلة المسيحيين من الأمم (غير اليهودية) وهل يلتزمون بشريعة الختان وغيرها من طقوس العهد القديم, لكي يخلصوا. وقد حضر هذا المجمع القديس بطرس الرسول وسائر الرسل الباقين كما حضره القديس بولس الرسول. وبعد أن تكلم القديس بطرس وسائر الرسل, ختم القديس يعقوب الرسول برأي واضح وتعبيرات محددة أخذ المجمع بها في القرار الرسولي المجمعي الذي أتخذه مجمع الرسل بإزاء المشكلة. وقدد تضمن القرار ذات الألفاظ التي نطق بها فم القديس يعقوب الرسول قد رأي الروح القدس ونحن ألا نضع عليكم ثقل أكثر غير هذه الأشياء الواجبة, أن تتمنعوا عما ذبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنا… قارن أعمال الرسل 15(13-21) مع (22-29). وعندما أخرج الملاك القديس بطرس الرسول من السجن استجابة لصلاة القديس يعقوب والكنيسة من أجله, ذهب القديس بطرس إلي بيت أم يوحنا الملقب مرقس الإنجيلي والرسول (كاروز الديار المصرية) وحدثهم كيف أخرجه الرب من السجن. وقال: أخبروا يعقوب والإخوة بهذا (أعمال الرسل 12:17). وعندما دعي بولس الرسول للخدمة الرسولية قال إنه لم ير في أورشليم غير بطرس من الرسل, إلا يعقوب أخا الرب (غلاطية 1:19). وفي كل مرة يعود القديس بولس إلي أورشليم, كان يذهب أولا لمقابلة أسقف أورشليم, القديس يعقوب الصغير (أعمال الرسل 21:18). وكلما تكلم عنه في رسائله يتحدث عنه بصفته الأسقف المسئول عن كرسي أورشليم (غلاطية 2:12). ويروي التاريخ الكنسي أن ماريعقوب الرسول المعروف بالصغير, كرز بالإنجيل في أورشليم وفي غزة وفي صور وبلاد العرب. أما في أورشليم فقد كان أثره عظيما. وقد أشتهر فيها بتقواه وزهده وورعه وقداسة سيرته, وصار معروفا ببرارته حتي بين اليهود أنفسهم, ولقبوه بأنه أبر الأبرار بين الناس (يوسابيوس- تاريخ الكنيسة). ويروي عنه أكليمنضس الأسكندري أنه كان يصوم كثيرا, وأنه كان نباتيا لا يأكل اللحوم علي الإطلاق, وأن الله قد صنع علي يديه عجائب كثيرة. وقد عرف لهذا كله بـيعقوب البار وقال عنه القديس يوحنا ذهبي الفم إن أعضاء جسمه كانت ميتة. ويعطينا القديس هيجسيبوس HEGESIPPUS من آباء القرن الثاني, أكثر التفصيلات دقة عن حياة القديس يعقوب البار, وذلك في مذكراته الخامسة, يقول: إن يعقوب أخا الرب قد أسس الكنيسة مع الرسل, وقد لقبه جميع الناس بـالبار, وذلك منذ زمن الرب يسوع وحتي زماننا. فإن كثيرين آخرين كانوا يحملون اسم يعقوب. لقد كان يعقوب البار قديسا منذ كان في بطن أمه, لم يشرب خمرا أو مسكرا ولم يأكل شيئا فيه حياة, ولم يمر موسي علي رأسه, ولا مسح بالزيت نفسه, ولم يستحم, وهو الوحيد الذي سمحوا له بدخول المكان المقدس لأنه لم يكن يلبس صوفا, بل كان يرتدي ملابس من الكتان, وهو وحده الذي دخل الهيكل, وكان يركع علي ركبتيه يسأل الغفران عن الشعب حتي أمست ركبتاه جافتين شبيهتين بركبتي الجمل, لأنه كان دائما يجثو علي ركبتيه وهو يتعبد لله ويسأل الغفران عن الشعب. والحق أنه بسبب استقامة سيرته العظيمة سموه بـالبار بل ولقبوه أيضا بما معناه حصن الشعب (يوسابيوس- تاريخ الكنيسة- الجزء الثاني, فصل23: 3-8). ويقول عنه القديس إيرونيموس, إن قداسة سيرته كانت شائعة بهذا المقدار بين جماهير الشعب حتي كان كل واحد يسعي مزاحما لعله يتوصل إلي أن يلمس طرف ثوبه, بكل احترام. استشهاده وقد استشهد القديس يعقوب البار في أورشليم, مقر كرسيه, نحو سنة 62لميلاد المسيح. ولذلك قصة جديرة بالذكر: روي يوسبيوس القيصري, وأكليمنضس الأسكندري أن اليهود كانوا يعتقدون في برارة القديس يعقوب الرسول, وقداسته, وصدقه, واستقامة سيرته, فطلبوا إليه أن ينكر إيمانه بالمسيح أمام جميع الناس, لكنه بكل شجاعة وجرأة خيب آمالهم, وأعترف بأن يسوع مخلصنا وربنا هو ابن الله. فلم يحتملوا شهادته إذ كانت معروفا بين جميع الناس بأنه أبر الأبرار بين الناس. لذلك قتلوه, وقد انتهزوا فرصة موت فستوس والي اليهودية في ذلك الوقت, وكانت البلاد بغير حاكم, فطرحوه من شرفة الهيكل وضربوه بهراوي غليظة حتي مات. ويستطرد يوسبيوس القيصري قائلا: لقد كان يعقوب شخصية رائعة, وكان جميع الناس يشهدون باستقامته وبرارته لدرجة أن العقلاء حتي بين اليهود, اعتقدوا أن موته كان سببا في حصار أورشليم الذي حل بها بعد استشهاده مباشرة, وهو حصار أصابهم لا لسبب آخر غير جريمتهم في قتل يعقوب, بل أن يوسيفوس المؤرخ اليهودي لم يتردد هو في نفسه أن يشهد بذلك في كتابه آثار اليهود حيث يقول: إن هذه الأشياء قد حدثت لليهود عقابا لهم علي قتلهم يعقوب البار, الذي كان أخا ليسوع الذي سمي المسيح, نظرا لأن اليهود أماتوه, علي الرغم من أنه أبر الأبرار بين الناس؟. (يوسابيوس- تاريخ الكنيسة- الجزء الثاني, فصل23: 1:24). تلك سيرة القديس يعقوب الرسول الصغير, البار, والمعروف بأخي الرب, وهي عينة لرسول للمسيح في سيرته الطاهرة العطرة التي شهد لها الأعداء فضلا عن أبناء الإيمان, بل صورة للوفاء وللثبات علي الإيمان, كما أنها نموذج ممتاز للغفران للمسيئين, وللأمانة الكاملة في الخدمة حتي الموت. ولذلك فقد استحق إكليل المجد. كن أمينا حتي الممات, فسأعطيك إكليل الحياة (سفر الجليان- الرؤيا 2:10). وللقديس يعقوب الرسول, الرسالة المنسوبة إليه بين أسفار العهد الجديد, وهي أولي الرسائل المعروفة بالرسائل الجامعة. |
|