23 - 06 - 2016, 06:51 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سيرة القديسين كوزما ودميان، الماقتَي الفضّة
اسمعوا الآن عجيبة أخرى حدثت عند وضع جثمان القديس كوزما: كان أحد المسيحيين الطاعنين في السن مريضاً بمرض الاستسقاء، وكان ينتظر ساعة موته. لكن سمع بعجائب القديسين التي تجري في كنيسة القديسين، فترجّى أقاربه أن يحملوه على فراش ويضعوه أمام أيقونة القديسين. بالفعل بقي هناك لأيام عديدة دون أن يرى أية نتيجة، فقد كان القديسان يمتحنان إيمانه فلم يشفياه، أما هو فكان يرى كيف يُشفى مرضى آخرون، بينما هو أمضى عدة أيام دون أن يشفى. بدلاً من أن يصبر ويتضرع أكثر للقديسين جدّف عليهما لأنهما تجاهلانه ولم يشفياه للحال. ولقلة إيمانه طلب من أقاربه في أحد الأيام أن يعودوا به لكي يموت على الأقل في منزله. فحملوه مجدداً على الفراش وساروا به. ولما كانت منطقتهم بعيدة، وضعوه في مكان فيه شجر وماء ليرتاحوا قليلاً من سفرهم. وبينما هم جالسون غفوا بسبب تعبهم من الطريق، لكن المريض بقي مستيقظاً لأنه لم يكن قادراً على النوم بسبب شدة آلامه. عندها ظهر له القديسان كوزما ودميان بهيئة عابرين وقالوا له: “ماذا دهاك يا إنسان وأنت مريض على هذه الحال؟ وإلى أين تذهب”؟ فأجابهما: “أما مرضي فهو واضح أمامكم، وأنا ذاهب إلى منزلي لكي أموت قرب أولادي”. فقال له القديسان: “لماذا لا تذهب إلى كنيسة القديسين ماقتي الفضة فهي قريبة من هنا علّك تُشفى. ألا تسمع كيف يأتي المرضى من سفر خمسة أو عشرة أيام ويشفون”. فأجابهم: “أنا أيضاً قد ذهبت وها إني قادم لتوّي من هناك لكني لم أحظَ بأية معونة، لهذا تأكدت أن الناس يقولون أكاذيباً بأن القديسين يصنعان العجائب لكن حسب ما ظهر لي فهما غير قادرين على شفائي”. فقال له القديسان: “لا تجدف يا إنسان على قوة المسيح ونعمة القديسين عادمي الفضة، أصغِ لنا، وعُدْ مرة أخرى وسترى قوة المسيح”. فأجاب المريض: “وما الذي سيعيدني هناك ثانية، وقد تعب هؤلاء الناس حتى أحضروني إلى هنا”. فقالوا له: “دَعْ هؤلاء الناس يرتاحون أما نحن فلأجل محبة المسيح سنحملك ونأخذك إلى هناك”. وهكذا حمل القديسان المريض مع سريره الخشبي وأخذاه إلى كنيستهما ووضعاه أمام أيقونتهما ثم اختفيا. بعد مضي ساعة من الزمن استيقظ أقاربه فلم يجدوه في الموضع حيث تركوه هناك فعادوا إلى كنيسة القديسين وإذ بهم يجدونه هناك. في تلك الليلة ظهر له القديسان حاملين سيفاً بيدهما، فقال كوزما لأخيه: “شق بطن الشيخ فإنه عجوز ومجدّف”. فتهيئ له أنه شقّه من أحشائه. عندها استيقظ المريض من شدة خوفه وبدا له بطنه كما لو كان مشقوقاً فعلاً بمشرط. وللحال نزف مادة غريبة وعفونة حتى نحل جسمه وعاد إلى حالته الطبيعية، وشفي الجرح أيضاً الذي سببه السيف، وظهرا له في الليلة الثانية وكان معافى. وهكذا عاد إلى منزله صحيحاً ماشياً وممجداً الله.
* * * |
||||
23 - 06 - 2016, 06:51 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سيرة القديسين كوزما ودميان، الماقتَي الفضّة
اسمعوا عجيبة أخرى للقديسين. كان أحد أسياد ممالك المسيحيين مريضاً بمرض عضال وهو مرض حبس البول، وكان قد صرف كل ممتلكاته أملاً بالعلاج لكن دون جدوى، وإذ فقد الأمل من كل الأطباء تذكَّر القديسين عادمي الفضة وطلبَ من أقاربه وأصدقائه أن يحملوه إلى كنيستهما. ومن كثرة محبة هذين القديسين للبشر وإحسانهما، إذ رأوا مرض هذا السيد، ظهرا له في إحدى الليالي وقالا له: “يا إنسان، خذْ بعضاً من شعرات كوزما وبعد أن تحرقها وتطحنها تناولها مع قليل من الماء وستتعافى”. وعندما استيقظ تعجب متسائلاً عما عساه يكون معنى هذه الرؤية؟ أين سيجد كوزما ليأخذ منه الشعرات؟ إذ أنه أعتقد أن المقصود هو كوزما بالحقيقة إلا أنه كان هناك معنى آخر. فاسمعوا.
في تلك الأيام وقبل أن يأتي ذلك السيد إلى كنيسة القديسين ليسجد لهما، وهب أحد المسيحيين خروفاً للكنيسة ليذبحوه في عيديهما. وإذ كان هناك عدة أيام حتى يأتي يوم عيديهما، احتفظوا بالخروف في حديقة الكنيسة وبقي هناك لعدة أيام، وكان خدّام الكنيسة ينادونه تداعباً كوزما مطلقين عليه اسم القديس كوزما. من ذلك الخروف كان قصد القديس أن يأخذ بعض الشعر ويحرقها ويطحنها ويتناولها مع ماء. لكن السيد كان يتساءل عما يكون قصد تلك الرؤية غير عالم بوجود الخروف ولا بتسميته. والآن سنروي كيف رتب القديسان الأمر. عندما شارف النهار على الانتهاء اتجه الخروف مُقاداً بنعمة القديسين ووقف أمام السيد صارخاً بصوت عظيم كصوت الخراف كما لو كان يريد شيئاً ما. عندها تعجب المرضى الآخرون وخدّام السيد إذ رأوا الخروف منزعجاً وصارخاً بهذا الشكل، ما عساه يعني هذا الأمر؟ عندما شارف النهار على الانتهاء اتجه الخروف مُقاداً بنعمة القديسين ووقف أمام السيد صارخاً بصوت عظيم كصوت الخراف كما لو كان يريد شيئاً ما. عندها تعجب المرضى الآخرون وخدّام السيد إذ رأوا الخروف منزعجاً وصارخاً بهذا الشكل، ما عساه يعني هذا الأمر؟ وبعد قليل جاءوا إلى هيكل الكنيسة وإذ بهم يجدون الخروف على نفس الحالة فسألوه: ما بك يا كوزما تصرخ هكذا؟ للحال لما سمع السيد كلمة كوزما روى رؤيته للحاضرين وهكذا أمسكوا بالخروف وقصوا بعض شعراته وبعد أن أحرقوها وطحنوها جيداً حسب وصية القديسين قدموها له مع قليل من الماء، وللتو – يا لعجائبك أيها المسيح الملك – تعافى هذا الإنسان وعاد إلى منزله ممجداً الله الصانع العجائب بواسطة قديسيه المؤمنين. * * * |
||||
23 - 06 - 2016, 06:51 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سيرة القديسين كوزما ودميان، الماقتَي الفضّة
اسمعوا، أيها المسيحيون المباركون، عجائب أخرى عظيمة: كان أحد الأسياد الأغنياء من المشرق تقياً يخاف الله وكان مريضاً جداً في قلبه ومعدته منذ حداثته، وكان مرضه هذا عضالاً ولم يكن بمقدوره حتى أن يأكل أو يشرب. وإذ كان يتساءل ما الممكن عمله، كان في حالة اكتئاب وحزن شديدين، وكانت تعزيته الوحيدة الله. ولما لم يجد علاجاً لا في أي مكان ولا بأية طريقة اتجه إلى كنيسة القديسين وبقي هناك عدة أيام منتظراً من دون نتيجة، فظن أن رغبة الله ألاّ يشفى أبداً. ففي الليلة التي قرر فيها العودة إلى منزله، ظهر له في نومه إنسانٌ وقال له: “لا تسرع في العودة إلى منزلك بل ابقَ حتى الأحد القادم إن أردت أن ترى قوة الله ومجد القديسين ماقتَي الفضة الذائعَي الصيت. وعندما أتـى يوم الأحد، سجد المريض كعادته أمام أيقونة القديسين، فرأى بوضوح في منتصف الليل أن القديس كوزما الأخ الأكبر خرج من المذبح المقدس وأخذ يجول في الكنيسة كلها يزور المرضى المجتمعين فيها. أما إليه هو فلم يلتفت القديس على الإطلاق، فظن المريض أنه على الأقل سيراه لدى عودته، لكن دون جدوى. وعندما رأى المريض كيف أن القديس قارب على الدخول إلى المذبح المقدس مجدداً دون أن يلاحظه على الإطلاق، سقط على قدميه متضرعاً إليه لكي يشفيه، عندها قال له القديس: “خذْ هذه الحلوى وحالما تتناولها ستتعافى”. وبمجرد أن تناولها السيد من يدي القديس كوزما ارتمى أمامه قائلاً: “أرجوك يا قديس الله تضرع لأجلي لكي لا يعود هذا المرض ويزعجني”. عندها مدَّ القديسُ يدَه ورسم إشارة الصليب المقدس وقال: “باسم الله لا يعُدْ هذا المرض ويزعجك. لكن أوصيك بألاّ تتناول البقول طيلة حياتك”. وكان لدى هذا الإنسان مرض آخر إذ تنتابه آلام في الأسنان من الجهتين، فترجى القديس أن يشفيه من هذا المرض أيضاً. عندها قال له القديس: “يكفيك شفاء معدتك، أما هذا المرض الصغير فإرادة الله أن يلازمك، لأن من يحبه الله يؤدبه”. هكذا عاد السيد سريعاً بعد شفائه إلى منزله ممجداً الله ومعظماً هذين القديسين الشافيين ماقتي الفضة.
* * * |
||||
23 - 06 - 2016, 06:52 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سيرة القديسين كوزما ودميان، الماقتَي الفضّة
اسمعوا عجيبة أخرى سأرويها لمجد الله ولأكمل سيرة القديسين: أراد أحد الأسياد النبلاء الصالحين من “فرمان” أن يسافر إلى منطقة بعيدة لقضاء أعماله التجارية، فأخذ معه امرأته وتوجه إلى قبر القديسين. هناك بسط يديه تجاههما وقال: “أيها القديسان العادما الفضة العجائبيان، إني أترك زوجتي تحت رعايتكما هذه، فلتظللها نعمتكما إلى حين عودتي”. هذا ما قاله السيد وعاد إلى منزله موصياً امرأته ألاّ تصدق أيّ خبر عنه إن لم ترَ كتابته وخاتمه بالذات. قال هذا وانطلق في رحلته البعيدة. أما الشيطان عدو الحقيقة فقد حسد السيد لأنه أمّن زوجته للقديسين ورغب بأن يجعله يتألم ويفقد إيمانه، فماذا صنع؟ ابتكر مكتوباً وهمياً موجهاً من السيد إلى زوجته وختَمه بختم مزوّر. أما مضمون المكتوب فكان يوصي بأن تتوجه زوجة السيد لملاقاة زوجها على عجل. بعد أن جهّز الشيطان الماكر كل هذا، ظهر بهيئة ساعي بريد وجاء إلى المرأة مسلماً إياها الرسالة وخاتم زوجها. حالما رأت المرأة رسالة زوجها وتعرّفت على خاتمه قررت أن تذهب إليه برفقة المرسَل إليها طبعاً. لكن لاحظوا ماذا فعلت شفاعة القديسين. قاد الشيطان المتحوّل المرأة إلى جرف هائل بهدف أن يقتلها هناك، أما تلك المسكينة وهي على حافّة ذلك الجرف الهائل لم تكن قادرة على شيء سوى القول: “أيها القديسان الماقتا الفضة ساعداني أنا عبدتكما”. ّ يا للعجب! انتقلت المرأة للتوّ من الجرف ووُجدت في بيتها. هكذا تحررت من سلطة الشرير فمجدت وشكرت الله والقديسين العادمي الفضة كوزما ودميان. ولنقرأ أيضاً في كتاب النبي دانيال كيف انتقل النبي حبقوق من أورشليم إلى بابل لرؤية دانيال وهو في الجبّ.
* * * |
||||
23 - 06 - 2016, 06:52 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سيرة القديسين كوزما ودميان، الماقتَي الفضّة
في الزمان القديم كان من السهل أن يتقدس الناس، بينما في عصرنا الحاضر فإنه من الصعوبة أن نجد إنساناً فاضلاً. أيكون الله في الماضي هو غيره الآن؟ هل تغيرت السنوات والشهور والأيام والساعات؟ هل تحولت عناصر الطبيعة أو لربما سمعوا أولئك إنجيلاً غير الذي نسمعه نحن اليوم؟ لا، لا، كلها هي كما صنعها الله منذ البداية وهكذا ستبقى حتى نهاية الزمان. إذن ما هو السبب؟ لقد بدّلنا فكرَنا، قست قلوبنا، أخطأنا، لا يحثّ الواحد الآخر على الأعمال الحسنة، نسرق بعضنا البعض، نصنع الكثير ضد المسيح. قولوا لي بأية أعمال يمكننا أن نرضي الله؟ هل يحتمل أن ندعى أولاده؟ هل اقتدينا بالقديسين وظهرنا نحن بدورنا مستحقين للمسيح؟ بالطبع لا. لذلك أرجوكم من أجل محبة المسيح الذي صُلب لأجلنا، فلنهتم لنفوسنا التي لا يمكن شراؤها بكل خيرات الأرض، ولنتأمل دوماً بالمستقبل فنبتعد عن الأشياء الباطلة ولنطلب الأبديات. لا ننفقنّ حياتنا هائمين في بطلان هذا العالم بل لنوظفنّها للأعمال الصالحة. لا نتغافلْن عن الصالحات، لا نؤجلنّ عمل الصلاح الذي نريد أن نصنعه. فلنتذكر أن نعمل اليوم عملاً صالحاً إن كنا قادرين. لنصنعنّه اليوم إذ إننا لا نعلم ماذا يخبئ لنا الغد.
إلى متى سنبقى لامبالين بوصايا الله وكسالى في العمل بها؟ ألن نستيقظ من نومنا العميق الخمول. ألن ننتبه لنتعرف من هم أجدادنا وآباؤنا؟ أين هم الأسياد والملوك؟ أين هم أقوياء الأرض والأغنياء؟ أين المتكبرون والظالمون، السكارى والزناة وغيرهم؟ ألم يمرّ هؤلاء في العالم؟ ألم يفرحوا؟ ألم يعملوا مشيئتهم؟ لكن أين هم الآن؟ إنهم تراب فقط، عظام يابسة. ماذا استفاد أولئك؟ لا شيء. لم يربحوا شيئاً، لا بالغنى ولا بالأبنية البهية والحقول الواسعة والكروم المليئة. لا يأخذ الإنسان معه بعد الموت شيئاً ليحاكم أمام الديان العادل إلا أعمال روحه الصالحة أو السيئة. أبديّةٌ هي الفضيلة، وما تبقّى كلّه ظلال ودخان وأحلام،. لذلك دعونا نعمل الصالحات لنرث الأبديات. إن حياتنا وقتية لكن حياتنا المستقبلية أبدية. وفي النهاية فليسعَ كل مسيحي ليبنيَ مسكناً لنفسه. ليكن الاعتراف أساساً له وليحصّنْه بالفضائل ويوشخْه بنعمة الله. ما يريده اللهُ من الإنسان هو حسْن الاستعداد والباقي يكمّله الله. لا نظنَنّ أنه يمكننا إصلاح شيء دون مشيئة الله، لأنه “إن لم يبنِ الربّ البيت فباطلاً يتعب البناءون”. فليتحرك واحدنا باتجاه الآخر في عمل الصالحات، لكي نعبر حياتنا بفرح وسلام رافضين أي عمل شرير، عندها نكون مستحقين لملكوت المسيح، الذي يليق له كل مجد وإكرام وسجود إلى دهر الداهرين. آمين |
||||
23 - 06 - 2016, 07:04 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: سيرة القديسين كوزما ودميان، الماقتَي الفضّة
ميرسي مارى
ربنا يبارك خدمتك |
||||
24 - 06 - 2016, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سيرة القديسين كوزما ودميان، الماقتَي الفضّة
شكرا على المرور
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تصميم | القديسين قزمان ودميان |
القديسين قزمان ودميان | تصميم |
القدّيسَين قزما وداميانوس الماقتَي الفضّة وأمّهما… |
كتاب سيرة القديسين قزمان ودميان |
سيرة القديسان الشهيدين قزمان ودميان |