فَاسهَروا إِذاً، لأَنَّكُم لا تَعلَمونَ أَيَّ يَومٍ يَأتي ربُّكم.
"لا تَعلَمونَ" فتشير إلى مجيء المسيح الذي هو أمرٌ محتومٌ وإن لم نعلم يومه. لا نعرف موعد مجي الرب على وجه التحديد، إذ هو مَخفيٌ في علم الآب وحده، حتى إنَّ الابن نفسه في حدود تجسُّده تخلى عن معرفته باختياره.
ويعلق القديس أوغسطينوس قائلا " السيد المسيح لا يجهل اليوم إنما لا يعرفه معرفة من يبيح بالأمر". لا يريد الإنجيل أن ينتقص من مساواة لابن للآب، ولكن العَالَم اليهودي يُعلن أنَّ الله وحده يعرف النهاية ويُحدّدها، وجاء كلام يسوع مؤكداً امتيازات الله الآب "لَيَس لَكم أَن تَعرِفوا الأَزمِنَةَ والأَوقاتَ الَّتي حَدَّدَها الآبُ بِذاتِ سُلطانِه (أعمال الرسل 1: 7). والبحث عن هذه المعرفة هو عائق للإيمان، لا مساعد له. فالمطلوب هو الاستعداد وليس الحساب. وإذا عرفنا يوم مجيء الرب، فسنتوقف عن القيام بالأمور العادية كالأكل والشرب والعمل والتزاوج من أجل انتظاره. بينما يأتي الرب بالتحديد، ويتجلى في داخل هذه الأمور الطبيعية العادية اليومية في الحياة كما ورد في الآيتين (24: 40-41).