|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العظيم الأنبا مكاريوس كان محبوباً جداً من جميع الشعب، وذكر نيافته أنه في تلك الفترة قرأ كمية هائلة من الكتب الكنسية المقدسة، ثم استدعاه بعد ذلك قداسة القديس البابا كيرلس السادس ليكون سكرتيراً خاصاً له، فكان محبوباً جداً لديه، وكان يدعوه أبونا بولس البسيط، ويقول له تعال: "يا مبروك". وكان أب اعتراف دير الشهيد أبي سيفين للراهبات بمصر القديمة وكان يصلى قبل سماعه لأي اعتراف للراهبات كي يمنحه الرب نعمة الإرشاد لكل راهبة حسب ما يناسب حياتها الروحية، فإذا قابلته مشكلة أو سؤال لم يستطع أن يعطى عنه جواباً أو إرشاداً كان في بساطة واتضاع حقيقي يقول: "أنا لا أعرف لكن اذهبي يا بنتي إلى قلايتك وصلى واتركيني هنا لأصلى لكي يرشدني اللَّه مخلصي" وبعد الصلاة كان يخبرها قائلاً: "أنا ما أعرفش حاجة ولكن ربنا أرشدني إلى هذا الرد" وبالفعل يكون هو الإرشاد الشافي. كان أبونا بولس عظيماً في قوة روحه البسيطة المتضعة فاستنارت حياته بقوة عمل الروح القدس. فهؤلاء الذين استأمنهم اللَّه على كنوز معرفته الحقيقية يأخذون منها بخفة أرواحهم الطاهرة ليوزعوا على شعبه وغنم رعيته من ينابيع الحق إلى الأبد. فكان لأحاديثه وتوجيهاته الأثر النافذ إلى أعماق القلب ومفارق النفس، حقـاً كانت الفضيلة التي تلمع على هامة القمص بولس البراموسي هي الإتضاع الشديد ونقاوة القلب فكان درساً حياً لجميع راهبات الدير وقدوة ومثالاً عملياً بسلوكه المتضع الوديع فكانت تشع من جميع تصرفاته التقوى الشديدة واستقامة الروح أمام الله. وذكرت الأم إيريني رئيسة الدير في ذلك الحين أن من الأمور التي يعتز بها الدير أن أبونا بولس البراموسى هو أول كاهن صلى أول قداس على أول مذبح بالدير. كما كان آخر قداس صَلاّه نيافته بالدير في ليلة عيد الغطاس 19/1/1991م أي قبل نياحته بحوالي خمسة عشر يوماً. أما إذا نسيت إحدى الراهبات أن تذكر أثناء اعترافها خطية معينة أو موضوع تحتاج فيه إلى إرشاد كان يرشده روح اللَّه الساكن فيه، فيعالج ذلك بمحبة أبوية فيذكر أمامها أنه هو أحياناً يصنع كذا أو محتاج لشيء معين، وبذلك كانت تتذكر الراهبة ما قد نسيته أو الأمر الذي تحتاج فيه إلى إرشاد. |
|