العظيم أنبا أنطونيوس
لنيافة الأنبا مكاريوس
نتذكر في عيد نياحة القديس أنطونيوس، كيف كان مسوقاً بالروح القدس، ذلك الروح الناري الذي تحدث عنه كثيرا وطلب إلى الله لكي يهبه لأولاده الرهبان، دخل بالوصية إلى حيز التنفيذ، فالوعظ والإرشاد والتعليم والكتب والشرائط والنصح، ما لم تقترن بقوة الإرادة فتتحول إلى عمل وتدخل إلى حيز التنفيذ، فإنها ستظل مجرد كلمات (إمّا حبر على ورق أو أصوات وترددات ..).
وهذا هو الفرق بين شخص وآخر بين الذين يقرأون أو الذين يسمعون، فكثيرين قرأوا هذه الوصية (بع كل مالك وتعال اتبعني) وكثيرين سمعوها منذ قالها السيد المسيح بفمه الطاهر وحتى الآن، غير أن قليلين هم الذين حولوها إلى حياة. لقد استخف أنطونيوس بالمال والعظمة وطلب الاسم الحلو الذي لربنا يسوع المسيح .. اسم الخلاص .. وواجه حروباً شديدة، وصبر على الشدائد بفرح. قيل عنه أنه كان رصين الأخلاق، ورغم نسكه الشديد وصل إلى سن المئة وخمس، ولم تكل عيناه ولا سقطت سِنّة من أسنانه. حارب الأريوسية وسعى نحو الاستشهاد وتلمذ عشرات الألوف وأصبح أب جميع رهبان العالم. نذكره بفخر وفرح كثير وصار اسمه حلو في أفواهنا. اذكرنا يا أبانا في صلواتك.