|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
....مَن أراد الدفء،يَدعْ الشمس تظلله،ومن أراد الخلاص يضع نفسه في مجال عمل المسيح لينال النعمة.... ... (لوقا ١٠:١٣) شفاء المرأة المنحنية.. من حادثة شفاء المرأة المنحنية منذ ثمانية عشرة سنة.. حالها يُشبه حال الكثيرين منّا..سنوات ونحن نرزح تحت ثقل مرضٍ ما أو ضعفٍ أو عادة سيئة أو خطيئة صعبة،فيما نحن مداومون على الكنيسة كما هذه المرأة داومت على التردد للمجمع..لم تكن قد علمت بيسوع أو لم تكن قد جاءت ساعة يسوع بعدُ ليشفي ويُجري العجائب..لكن حين جاء الوقت، وقت الشفاء ( الذي يعلمه هو وحده ..) خاطبها بالكلمة وحلّها من ضعفها هذا دون حاجة إلى صلاة أو طلبة أو إلحاح،وجعلها متقومة ورأسها إلى فوق إلى سيد الخليقة كلها،كونه هو الكلمة والشافي بسلطان كلمته.. ...* ملاحظة : معنى كلمة الإنسان باللغة اليونانية ( أنثروبوس أي: الناظر إلى فوق..).. لو لم تكن هذه المرأة في المجمع ( الكنيسة) لما شُفيتْ..كما النازفة الدم والمرأة الخاطئة ومخلّع البركة الغنمية،وأعمى أريحا وكثيرين مثلهم..لو لم يكونوا بحضور الكلمة ومجال عمله لما انشفوا..إذاً الكنيسة الآن هي مجال عمل الرب وينابيع أسراره المقدسة، مَن داوم على المجيء إليها سيكون دائماً في مجال ودائرة عمل الرب وفاعلية أسراره وخاصة سر الشكر ( القداس الإلهي).. لم تستطع قوة على شفائها وفكاكها من سلطة الشرير إلا بقوته هو وسلطانه الإلهي..إذ كان الشيطان يسود على البشرية بمقدار كثرة خطاياهم و بُعدهم عن إلههم الحقيقي وخالقهم..أما بعد الصليب والقيامة، تكبلت سلطة الشرير وانربطت متروكة إلى حسابها الأخير في النار المُعَدة لكل قوات الظلمة..لماذا لم يبيد الخالق بقيامته هذا الشيطان وتوابعه؟..أولاً..: ربطه وقيّده ولم يستطع بعد الشيطان أن يفعل شيء..!! وكل ما نراه الآن من شرور، لهو جزء بسيط من شرّ وكره ابليس لكل البشر ولولا لم يُربَط لكان استهلك البشرية جمعاء،وخاصة من يسمح للشيطان أن يقترب منه بكثرة الخطايا المتراكمة ولعدم التوبة.... ثانياً..: تركه المسيح كالأفعى المسحوقة الرأس وما زال ذَنبُها يتلّوى قليلاً قبل أن تموت..!! لماذا تركها..لأن الرب أراد أن يستخدم مكر الشياطين بتجاربهم لنا ليكتشف كل واحد منا ضعفاته وخصاله السيّئة ونصلح أنفسنا قبل أن نموت ..أي كما قال الرب لبطرس.." هوذا الشيطان يغربلكم كالحنطة.." فبالغربال نتنقى من شوائبنا وزؤان الخطيئة الذي فينا.. والآن ظلمة الشر تزداد، ليس لأن الشر قوي..لا..بل لأن نور المسيح الذي فينا يخبو وينطفء لقلّة إيماننا وندرة صلواتنا..الشر ضعيف وليس له كنه..لكنه يقوى بغياب النور والخير..فنحن المسيحيين خاصةً، الذين وُهبنا نعمة النور الإلهي في المعمودية والميرون والمناولة الإلهية، نحن المسؤولون الأوائل على ما يزداد من عتمة وظلمة الشر ، كوننا لا نفعّل نور المسيح ومواهبه فينا..وكأننا قد انغلبنا لفتورنا،لذلك العالم اليوم يقول أن المسيح قد غُلب..حاشا..لكننا نحن مَن يُظهِر وجهه و وأعماله ومحبته في العالم البائس هذا..وخاصة مصّاف الإكليروس الخادم لنعمة المسيح، الذين يُفتَرض أنهم في الصفوف الأمامية وفي مواجهة كل شر يطال الكنيسة.. فإذا تحصنوا بأسلحة الإيمان والوداعة والإستنارة والمحبة، انحمت الكنيسة وبقيت منارة للعالم..وإذا تكاسلوا صارت الكنيسة مُخترَقة بتيارات الإلحاد والهرطقة وكل ما يدّنس قدسية هذا الجسد الإلهي ( الكنيسة) وكأنها صارت منارة منطفئة لا نفع لها.. التحدي الأكبر الآن أن نُثبت حقيقة الإله الحقيقي، المتجسد لأجلنا والمخلص العالم الوحيد، أن نُثبت ذلك لا بمواعظ طنانة ولا بتراتيل رنانة بل بسيرة حياة نسلكها على هدي وصايا الإنجيل الخلاصية لنكون مثل المعلم الذي قال." كونوا قديسين كما أني أنا قدوس.." و." تعلموا مني .." " ومن يتبعني لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة..".. أنر يارب قلوبنا وبصائرنا بنورك البهي لكي يتبدد بهذا النور _الذي لا يعروه مساء كل ظلمةٍ وشرٍّ ونكون غالبين بك يا يسوعنا الحلو..ونمجد الثالوث القدوس،الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين.. الأرشمنديت باييسيوس سابا |
|