كان هذا التابوت الصامت، يؤكد لكل مَن ينظره، الدرس القديم، الذي يمتد عبر كل الأجيال، عن حقيقة الموت الصارمة والحزينة. ولكن ثمة حق مُشرق أكثر أهمية ولمعانًا من درس الموت. فتلك الشفاه المتصلبة الشاحبة، التي تضطجع في تابوت، تركت في نطقها الأخير: «أَنَا أَمُوتُ، وَلكِنَّ اللهَ (حتمًا) سَيَفْتَقِدُكُمْ» ( تك 50: 24 ). لا يوجد انسان دائمٌ. ولكن إسرائيل يمكن أن يظل باقيًا حيًا، رغم فقدانه للرجل الأقوى والأحكم؛ يوسف. فالله موجود وحي، وإن مات مئة واحد كيوسف. وفي الواقع، إنه ربح صريح أن نفقد السند البشري والعائل المنظور، إذا كان ذلك يؤول إلى وعي أعمق بحاجتنا إلى ذراع الرب وقلبه، وإلى إدراك حقيقي بكفاية الله الكلية الدائمة لنا. مبارك هو زوال كل عابر، إذا كان زواله سيدع نور الأبدية الصافي الدائم، يشرق علينا.