|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنبا متاؤس
الصوم المقبول ومعناه الصوم المقبول الصوم هو الركن الثالث من أركان العبادة المسيحية المقبولة ونحاول الآن أن نتعرف على بعض نواحي ومعاني الصوم. معنى الصوم: للصوم معنيان: معنى نسكي ومعنى روحي:- 1 - المعنى النسكي: الصوم هو الانقطاع عن الطعام فترة معينة من النهار ثم تناول أطعمة صيامية خالية من الدسم. وهذا هو المعنى المعروف والمشهور بين المؤمنين، لأن فترة الانقطاع في الصوم هي العمود الفقري للصوم ويمكن تحديد هذه الفترة بالاتفاق مع أب الاعتراف الذي يحدد لكل واحد فترة انقطاع مناسبة لسنة ولعمله ولظروفه ولحالته الصحية وقامته الروحية: الخ. 2 - المعنى الروحي الصوم هو الفرصة الذهبية لانتعاش النفس وانطلاق الروح من رباطات وسلطان الجسد، لكي تتحد بالله وتتلامس معه لأن الله روح ولا يستطيع شيء أن يتلامس معه إلا الروح والعلاقة الروحية بين الإنسان والله. إذا شبهناها بأسلاك التليفون فيكون عمل الصوم في هذه العلاقة هو جلي الأسلاك حتى تصبح جيدة التوصيل للصوت. |
28 - 10 - 2021, 10:16 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الصوم المقبول ومعناه
شروط الصوم المقبول
لكي نصوم صومًا مقبولا أمام الرب ولا نضيع تعبنا سدى يجب أن تتوافر في أصوامنا بعض الشروط الضرورية والهامة مثل: 1- ينبغي أن يصحب الصوم صلاة 2- ينبغي أن تصحبه صدقة 3- أن يكون مصحوبًا بالمحبة 4- ينبغي أن يكون مصحوبًا بالاتضاع 5- ينبغي أن يكون مصحوبًا بالنقاء لنصيحة الرب معنى آخر روحي أعمق وأعظم 1- ينبغي أن يصحب الصوم صلاة: الصلاة المصحوبة بالصوم لها قوة فعالة وجبارة، فهي تعلو وترتفع حتى تدخل إلى داخل الحجاب أمام عرش النعمة ولا تخرج من هناك حتى تأخذ طلبتها. كما أنها تذل فخر الشياطين وتكسر قوتهم وتهدم جبروتهم، فقد قال الرب يسوع المسيح عن أقوى وأمرد نوع من الشياطين" إن هذه الجنس لا يخرج بشيء إلا بالصوم والصلاة" (مت 17: 21). الصلاة المدعمة بالصوم تقدر بنعمة الله على حل أكبر المشاكل وأعقد الأزمات سواء على المستوى الفردي أو الجماعي لأن الله محب البر لا يستطيع أن يتغاضى عن صلاة اللجاجة المصحوبة بالصوم والتذلل والانسحاق والتسليم. لما عرف النبي قوة الصلاة المصحوبة بالصوم نصحنا قائلًا "قدسوا صومًا نادوا باعتكاف. اجمعوا الشيوخ إلى بيت الرب واصرخوا للرب" (يوئيل1: 14) وذلك لأن الاعتكاف هو الجو المناسب للصلاة والتعبد خصوصًا إذا كان مصحوبًا بالصوم والنسك والتذلل. س. وقد كرر النبي نداءه مرة أخرى قائلًا "قدسوا صومًا نادوا باعتكاف.. ليبك الكهنة خدام الرب بين الرواق والمذبح ويقولوا أشفق يا رب على شعبك ولا تسلم ميراثك للعار" (يوئيل2: 15- 17). الصوم والصلاة صنوان لا يفترقان وكل منهما لازم للآخر ونحن نرى عمليًا أن في أيام الصوم تمتلئ الكنائس بالعابدين أثناء القداس وتمتلئ بالمستمعين أثناء النهضات والعظات وأحس بنشاط روحي ملحوظ ومبارك. لأنبا تكلاهيمانوت 2- ينبغي أن تصحبه صدقة: أيام الصوم حيث السمو الروحي والشفافية الروحية يستطيع الإنسان أن يعطي للمحتاجين بسخاء وسهولة وبسرور وفرح متذكرًا كلمات الرب يسوع "الغبطة في العطاء أكثر من الأخذ" (أع20: 35) ونصيحة الرسول القائلة "المعطي المسرور يحبه الله" (2كو9: 7) إذا شبهنا الصلاة الروحانية بطائر يعلو ويحلق تكون الصدقة والصوم هما الجناحان اللذان يحلق بهما هذا الطائر، فإذا عدم الطائر هذين الجناحين أو فقد أحدهما عجز عن الطيران وهكذا المصلي إذا فقد أو تهاون في الصوم والصدقة أو في أحدهما ضعفت صلاته. ويقول الحكيم "من يسد أذنيه عن صراخ المسكين أيضًا يصرخ ولا يُستجاب له" (أم 21: 13). ويعلمنا الرب على فم إشعياء النبي الإنجيلي عن الصوم المقبول المصحوب بالصدقة قائلًا "أليس هذا صومًا أختاره.. أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك. إذا رأيت عريانًا أن تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمك" (إش58: 7) وتكون النتيجة "حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك. وتنبت صحتك سريعًا ويسير برك أمامك ومجد الرب يجمع ساقتك. حينئذ تدعو فيجيب الرب وتستغيث فيقول ها أنذا" (إش58: 8-9). 3- أن يكون مصحوبًا بالمحبة: من شروط الصوم المقبول أن يكون مصحوبًا بمحبة الآخرين ومصالحتهم فيقول الرسول "إن سلمت جسدي حتى احترق (بالصوم والنسك والتقشف) وليست لي محبة فلا أنتفع شيئًا (1كو13: 2). وليس من المعقول أن يصوم الإنسان عن اللحم المستوى والناضج ويأكل لحم أخيه نيئًا ويحذرنا الرسول من ذلك بقوله "إن كنتم تنهشون وتأكلون بعضكم بعضًا فانظروا لئلا تفنوا بعضكم بعضًا" (غل5: 15) ويعلمنا الرب عن أهمية الصوم بالمحبة وأنه هو الصوم الذي يختاره بقوله"أليس هذا صومًا اختاره حل قيود الشر فك عقد النير. إطلاق المسحوقين أحرارًا وقطع كل نير" (إش58: 6) ويحذرنا من الصوم المصحوب بالخصومة والكراهية لأن الرب يقبل الصوم المصحوب بالمحبة والسلام ونقاوة القلب 4- ينبغي أن يكون مصحوبًا بالاتضاع: فليس المقصود بالصوم أن نشعر بالجوع ونذلل أجسادنا فقط بل يصحب الصوم تذلل لنفوسنا أمام الرب حتى يتحنن الرب ويغفر لنا خطايانا ويرفع غضبه عنا كما حدث مع أهل نينوى الذين صاموا ولبسوا المسوح وتذللوا أمام الرب فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طرقهم الرديئة غفر لهم خطاياهم ورفع غضبه عنهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وقد مارس داوود الصوم المصحوب بالتذلل والاتضاع فيقول: "أذللت بالصوم نفسي" (مز35: 13) كما يقول أيضًا "أبكيت بالصوم نفسي" (مز69: 10). وحينما هدد الله آخاب الملك صرخ إلى الرب وتذلل وجعل مسحًا على جسده وصام واضطجع بالمسح ومشى بسكوت فكان كلام الله إلى إيليا التشبي قائلًا "هل رأيت كيف أتضع آخاب أمامي، فمن أجل أنه قد أتضع أمامي، لا أجلب الشر في أيامه.." (1مل 21: 27- 29). 5- ينبغي أن يكون مصحوبًا بالنقاء: الذي يفتخر بصومه أو يحاول أن يظهره أمام الناس رغبة في المديح أو الثناء يكون مضروبًا بداء الكبرياء والمجد الباطل والرياء، وبمديح الناس يكون قد استوفى أجره عن تعبه في الصوم، ويا له من أجر تافه حقير لا قيمة له ولا وزن. ويحذرنا ربنا يسوع المسيح من هذا الداء الخطير فيقول "متى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم" (مت6: 16). ثم ينصحنا نصيحة أبوية غاية في الأهمية حتى لا يضيع أجرنا الإلهي عن الصوم نتيجة سوء تصرفنا والمباهاة بصومنا فيقول "وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائمًا بل لأبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية" (مت6: 17، 18). ومعنى نصيحة الرب في مظهرها أن يسلك الإنسان سلوكًا عاديًا أثناء الصوم حتى لا يظهر صيامه عن قصد فيضيع أجره السمائي العظيم. ولنصيحة الرب معنى آخر روحي أعمق وأعظم: *- فغسيل الوجه يعني تنظيفه من الغبار والأوساخ التي تلحق به ويوجد بالوجه معظم الحواس الظاهرة للإنسان، فيجب تنقية وتنظيف هذه الحواس من كل شر وشبه شر حتى يكون الصوم كاملًا وطاهرًا ومقبولًا. 1- فيوجد في الوجه حاسة النظر أي العين، فيجب علينا تصويم العين أو تنظيفها من كل نظره شريرة شهوانية حتى تكون قلوبنا نقية وأجسادنا طاهرة وأفكارنا مقدسة. 2- يوجد في الوجه حاسة السمع وهي الأذن، فيجب علينا تصويمها عن سماع الوشاية والنميمة والفتنة والإغراء على عمل الشر وسماع الأغاني الشيطانية المهيجة للشهوة، وما شاكل ذلك، ونستعملها في وظيفتها الأساسية في الاستماع إلى أقوال الله والتلذذ بالتراتيل الروحية، والتفاهم مع الناس في حياتنا العلمية والعملية. 3- يوجد في الوجه الأنف الذي هو حاسة الشم ويجب علينا تنظيفه وتصويمه عن اشتمام روائح الأطعمة اللذيذة التي تُهيج فينا شهوة الطعام كما نمنعه عن اشتمام روائح العطور التي تهيج فينا الشهوة الجنسية وغير ذلك. 4- يوجد في الوجه الفم وبداخله اللسان الذي هو حاسة التذوق وهو أيضًا العضو المخصص للكلام، وهذا يجب تنظيفه وتصويمه عن أكل الأطعمة الممنوعة في الأصوام حسب قوانين الكنيسة، والأهم من ذلك أن نمنعه عن الشتيمة والحلفان والكذب والهزل والوشاية والإدانة وكلمات اللهو والتهور وغير ذلك ولنستعمله في وظيفته الطبيعية التي هي التسبيح والصلاة لله والتكلم بالصدق والوقار مع الجميع عالمين أن كل كلمة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابًا يوم الدين. 5- عند غسل الوجه بالضرورة يجب غسل اليدين أولًا ثم نغسل بهما الوجه، واليدان هم وسيلة أو حاسة اللمس فيجب علينا حفظ هذه الحاسة الهامة من لمس أجساد الغير بقصد نجس لأن ذلك زنا فكري إلى ارتكاب الزنا الفعلي كما يجب أن نمتنع عن السرقة والغش والضرب والقتل ومن العمل في الصناعات المحرمة وبذلك نحفظ حواسنا صائمة طاهرة حتى يكون صومنا مقبولًا. |
||||
28 - 10 - 2021, 10:17 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الصوم المقبول ومعناه
تطهير الحواس الباطنية أثناء الصوم
أما قول الرب "ادهن رأسك" فيعني نظافة الرأس ونقاوتها والرأس يوجد بها العقل والفكر، وبالعقل توجد الحواس الباطنية في الإنسان وهذه يجب تطهيرها وتصويمها أيضًا وهي: 1- الحاسة الفكرية 2- الحاسة التذكرية 3- الحاسة التمييزية 4- الحاسة التخيلية 5- الحاسة الوهمية أخي الحبيب 1- الحاسة الفكرية: يجب حفظ الفكر من الحقد والحسد وإلحاق الأذى بالآخرين كما يجب عدم التفكير في المجال الجسدي الذي يؤدي إلى الزنا والفجر بل علينا أن نفكر في مراحم الله علينا وفي مجد السماويات والحياة الأبدية كما نفكر في إصلاح أحوالنا وأعمالنا والضرورات الموضوعة علينا. 2- الحاسة التذكرية: يجب أن نتسامى بهذه الحاسة عن تذكر إساءات الغير ضدنا حتى لا نحقد عليهم ونسعى للانتقام منهم بل نتذكر خطايانا حتى نتوب عنها ليغفرها لنا الله، ومدة الصوم هي أنسب فترة لتذكر الخطايا وتقديم توبة عنها لنوال الصفح والغفران. 3- الحاسة التمييزية: فيجب استخدام هذه الحاسة في وضعها السليم فنميز بها النافع من الضار، والحق على الباطل والخير على الشر والطهارة على النجاسة، والكنيسة على السينما.. وهكذا والتمييز هو سيد الفضائل وربانها ويقول عنه الآباء أنه عين النفس وسراجها. 4- الحاسة التخيلية: لا يجب أن نترك لخيالنا الحبل على الغارب فنتخيل المواقف المثيرة للغريزة الجنسية أو لغريزة الغضب والانتقام، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. بل يجب علينا أن نستخدم هذه الحاسة في تخيل نعم الملكوت والحياة الأبدية وجمال أورشليم السمائية حيث مسكن الله مع الناس فنشتاق إليها، كما نتخيل نار جهنم والدود الذي لا يموت والصراخ والعويل المرعب المنبعث من المعذبين فاقدي الرجاء في الخلاص فنبغض أعمال جهنم ونطلب من الله أن ينقذنا ويرحمنا منها. 5- الحاسة الوهمية: فيجب ألا نتوهم بعدم وجود الله ونشبه الجهال حسب قول الكتاب "قال الجاهل في قلبه ليس إله" (مز14: 1) ونتوهم أنه لا يوجد دينونة أو عقاب بعد أن أوضحها لنا الكتاب المقدس في أماكن كثيرة منه لأن مثل هذه الأوهام تجعلنا نستهتر في حياتنا ونهلك هلاكًا أبديًا. أخي الحبيب: أرجوك ألا تفهم الصوم على أنه الامتناع عن بعض الأطعمة الفطاري وكفى بل ينبغي أن تتعرف على معانيه الروحية وشروطه الروحية العميقة وتحاول تنفيذها بقدر إمكانياتك حتى تصوم صومًا للرب ويشتم الرب من ذبيحة صومك رائحة الرضا والسرور. ولعظمته الشكر الدائم إلى الأبد.. آمين. |
||||
28 - 10 - 2021, 10:51 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: الصوم المقبول ومعناه ( عظة للأنبا متاؤس )
ميرسى على العظة الجميلة |
||||
29 - 10 - 2021, 10:31 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصوم المقبول ومعناه ( عظة للأنبا متاؤس )
شكرا على العظة ربنا يفرح قلبك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما هو الصوم المقبول؟! |
عظات الصوم † تعرف على الصوم الحقيقى المقبول † عظات الانبا رافائيل |
الصوم المقبول |
الصوم المقبول ومعناه |
الصوم المقبول |