رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصوم المقبول تعلَّموا إذن كيف تصومون الأصوام الحقيقية لله كما يقول أشعياء النبي لكي ترضوا الله: "نَادِ بِصَوْتٍ عَالٍ. لاَ تُمْسِكْ. ارْفَعْ صَوْتَكَ كَبُوقٍ وَأَخْبِرْ شَعْبِي بِتَعَدِّيهِمْ وَبَيْتَ يَعْقُوبَ بِخَطَايَاهُمْ. وَإِيَّايَ يَطْلُبُونَ يَوْمًا فَيَوْمًا وَيُسَرُّونَ بِمَعْرِفَةِ طُرُقِي كَأُمَّةٍ عَمِلَتْ بِرًّا وَلَمْ تَتْرُكْ قَضَاءَ إِلَهِهَا. يَسْأَلُونَنِي عَنْ أَحْكَامِ الْبِرِّ. يُسَرُّونَ بِالتَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ. يَقُولُونَ: «لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ. ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟» هَا إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تُوجِدُونَ مَسَرَّةً وَبِكُلِّ أَشْغَالِكُمْ تُسَخِّرُونَ. هَا إِنَّكُمْ لِلْخُصُومَةِ وَالنِّزَاعِ تَصُومُونَ وَلِتَضْرِبُوا بِلَكْمَةِ الشَّرِّ. لَسْتُمْ تَصُومُونَ كَمَا الْيَوْمَ لِتَسْمِيعِ صَوْتِكُمْ فِي الْعَلاَءِ. أَمِثْلُ هَذَا يَكُونُ صَوْمٌ أَخْتَارُهُ؟ يَوْمًا يُذَلِّلُ الإِنْسَانُ فِيهِ نَفْسَهُ يُحْنِي كَالأَسَلَةِ رَأْسَهُ وَيَفْرِشُ تَحْتَهُ مِسْحًا وَرَمَادًا. هَلْ تُسَمِّي هَذَا صَوْمًا وَيَوْمًا مَقْبُولًا لِلرَّبِّ؟ أَلَيْسَ هَذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ. حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعًا وَيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ. حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: «هأَنَذَا». إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالإِصْبِعِ وَكَلاَمَ الإِثْمِ. وَأَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ. وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ وَيُشْبِعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ" (أش 58: 1ـ11) ففي شريعة موسى أمر الله بممارسة الخير والدين والعدل حسب الطبيعة؛ ولأنَّ قلب الشعب كان قاسيًا، أمر أيضًا ببعض الفرائض، وإذ يُسرّ الله بالذين يصنعون الخير، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.لذلك يُخلِّص المسيح من عاشوا بحسب الشريعة الموسوية في يوم القيامة كالأبرار الذين سبقوهم، نوح وأخنوخ ويعقوب والآخرين مع أولئك الذين يعترفون بأنَّ المسيح هو ابن الله، الكائن قبل الدهور، الذي ارتضى أنْ يتجسد ويولد من العذراء من نسل داود، يخلصنا ويدوس الموت. وسأل تريفون: لكن عن الذين يريدون أنْ يعيشوا الآن، يحفظون فرائض الشريعة الموسوية، ومع ذلك يؤمنون بالمسيح المصلوب، ويعترفون أنَّه ديّان للعالم وأنَّ ملكوته إلى الأبد، أيستطيع هؤلاء أنْ يخلصوا؟ فقال له القديس: وهل يمكن الآن ممارسة كل فرائض شريعة موسى؟ فردّ قائلًا: لا يمكن ذلك، فقد رأينا أنَّه لا يستطيع أحد أنْ يقدم ذبيحة حمل الفصح إلاَّ في أورشليم. قال القديس: ماذا يمكن إذن أنْ نحفظه من شريعة موسى؟ قال تريفون: السبت، والختان، وحفظ الشهور، والتطهيرات عندما نلمس أشياء ممنوعة. وقال القديس: إنَّ إبراهيم وإسحق ويعقوب ونوح وأيوب وسارة زوجة إبراهيم وربيكا زوجة إسحق وراحيل زوجة يعقوب وليئة وحتى أم موسى الخادم الأمين وصديقين آخرين كثيرين لم يحفظوا ولا واحدة من هذه الفرائض: فهل تظن أنَّهم يخلصون؟ إنَّك تعلم أنَّه حتى إنْ جاء موسى لم يحفظ أحد ولا أمر أحد بحفظ أصغر هذه الأمور التي نناقشها، إلاَّ الختان الذي بدأ بإبراهيم. وذلك كان بسبب قساوة قلوب شعبكم، فأمر الله بفم موسى بحفظ هذه الفرائض حتى إذا حفظتموها يكون الله أمام عيونكم في كل أعمالكم، فلا تتبعوا الشر والظلم. فإنْ كان البعض عن ضعف نفوسهم، يريدون أنْ يحفظوا فرائض شريعة موسى التي يمكنهم أنْ يحفظوها الآن، وفي نفس الوقت يمارسون الحق ويعيشون مع المسيحيين دون أنْ يفرضوا عليهم أنْ يُختتنوا مثلهم أو يحفظوا السبوت أو أيّة فرائض مماثلة، فإنِّي أعلن أنَّه يجب أنْ نقبلهم كأخوة. ففي نظر صلاح الله ومحبته للبشر وغنى لطفه، يكون التائب بارًا وبريئًا. "حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ" (تى 4:3) "أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟" (رو 4:2) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما هو الصوم المقبول؟! |
عظات الصوم † تعرف على الصوم الحقيقى المقبول † عظات الانبا رافائيل |
الصوم المقبول |
الصوم المقبول |
الصوم المقبول |