|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جاذبية شخصه «اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ» ( نشيد 1: 4 ) ما أعظم الجاذبية التي لا بد أن كانت في شخص الرب للعين والقلب اللذين استضاءا بنور الروح القدس، والرُسل هم خير شاهد على ذلك. فهم لم يعرفوا عنه إلا قليلاً من الوجهة التعليمية، ولم يستفيدوا شيئًا من بقائهم معه من الوجهة المادية، ومع ذلك فقد أمسكوا به، وتعلقوا بشخصه. ولا يمكن أن يُقال إنهم استفادوا من قوته على عمل المعجزات. فعندنا من الأسباب ما يجعلنا أن نحكم بأنه، عادة، لم يستخدم هذه القوة لهم، ومع ذلك فقد مكثوا معه، ولأجل خاطره تركوا بيوتهم وأهلهم. فأي تأثير كان لشخصيته على النفوس التي أعطاها له الآب! على أن هذا التأثير وتلك الجاذبية قد شعر بها أشخاص ذوي أمزجة متضادة، فنرى توما المتشكك البطيء القلب، وبطرس المُلتهب الجسور، قد اجتمعا معًا حوله وبقُربه. أفلا نتأمل هذه الأمثلة، أمثلة قُربه منا، ومعزّته لدى قلوب مثل قلوبنا، ونرى في هذا أيضًا عربونًا لِما سيصير لنا جميعًا، حين نجتمع من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، من كل لون وطبع وجنس من العائلة البشرية، ونوجد معه إلى الأبد؟ قال واحد، وقوله حق: إن من أخص مميزات الإيمان المسيحي وسر قوته، هو أن كل ما فيه، وكل ما يُقدِّمه، مُتجمَّع في شخص. وهذا ما قد جعله قويًا حيث ضعف كل شيء آخر، فليس لنا مجرد خلاص، بل أيضًا مخلِّص، وليس لنا فداء فقط، بل أيضًا فادٍ. ويا له من فرق هائل، بين أن تخضع نفوسنا لدستور مُعقد مليء بالقوانين، وبين أن نرمي بأنفسنا على قلب ينبض! بين قبول نظام، وبين التعلُّق بشخص حاضر وحي لجميع العصور والأجيال. . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بحق إن النظر إلى فوق، إلى شخصه الكريم |
كيف وصف شخصه |
فما أعظم شخصه وهو يقف في وسط كل هذا الخبث |
قيمة شخصه |
شخصه الفريد |