|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوسف وعطايا المحبة وأعطاهم يوسف عجلات بحسب أمر فرعون. وأعطاهم زادًا للطريق. وأعطى كل واحدٍ منهم حُلل ثياب... وقال لهم: لا تتغاضبوا في الطريق ( تك 45: 21 -24) أرسل يوسف إخوته بمهمة صعبة، وهي إخبار أبيهم أنه حي، وهي عكس ما ابتدعوه أمام أبيهم عن كون يوسف افتُرس ومات. لذلك أدرك يوسف خطورة هذه المهمة، وصعوبة موقفهم بإخبار أبيهم بالحقيقة التي ستؤدي إلى كشف كذبهم وخبثهم القديم. ولأجل إعانتهم على تتميم هذه المهمة الصعبة والحَرجة، قدم لهم معونات وتسهيلات وتشجيعات، ليبرهنوا ويؤكدوا لأبيهم بأن يوسف حي في مصر. إن المحبة تسند مُرسليها، وتملأ كل احتياجهم طول الطريق. لقد زوَّدهم يوسف في هذه الإرسالية بكل متطلبات الرحلة، بل أعطاهم من ملء غنى مركزه الجديد عطايا ومعونات. قدَّم لهم عجلات لتحملهم وتخفف عنهم عناء الطريق، وليؤكد لهم أنهم محمولون بعناية وقوة محبته. ولقد أشعرهم من خلال تلك العطايا أنه معهم طول الطريق كأفضل رفيق. ولقد كانت تلك العجلات سبب راحة وسلام لهم. كما وأعطاهم أيضًا زادًا للطريق وطعامًا من يده ليذهبوا من قوة إلى قوة، يمدهم بطاقة جديدة وإنعاش وشبع، لئلا تضعف نفوسهم. ويا لها من نعمة فائضة، تُشبع وتُريح! لقد أراد يوسف أن يُشغل إخوته في هذه الرحلة بمحبته من خلال عطاياه. فكل الأشياء التي معهم: العجلات التي تحملهم، والطعام الذي بين أيديهم، الكل يؤكد ويشهد عن محبة يوسف لهم، لئلا يشكّوا أو يخوروا في الطريق. ولقد كساهم يوسف ثيابًا فاخرة، ثيابًا سترت كل عيوبهم وكل ماضيهم، وقد أشعرهم بمركزهم الجديد، وأنساهم ذلك الماضي الكئيب. إن حُلل الثياب أعلنت موقف يوسف الجديد، وكأنه يقول لهم: دعونا ننسى الماضي وجروحه، وننظر للمستقبل وشروقه. والآن كلما نظروا بعضهم لبعض، أو الواحد لنفسه، سيرى يوسف من خلال الحُلة الجديدة. أشعرهم بأنهم في حالة جديدة، وأن الأشياء العتيقة قد مضت، وأوصاهم «لا تتغاضبوا في الطريق»، بل «كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضًا بعضكم بعضًا». فكلما كانت عيونهم على الحُلل الجديدة، كانوا أكثر احتمالاً بعضهم لبعض، فلا يتغاضبون في الطريق. لقد متّعهم بسلام مع الله، ومع شخصه، وسلام لضمائرهم، وسلام مع بعضهم البعض، ومع أبيهم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوسف و المحبة الكاملة |
يوسف وتصرف المحبة ( تك 42: 7 ، 8) |
يوسف وتنكر المحبة |
يوسف وجفاء المحبة |
يوسف وقيود المحبة ! |