كواليس الزلزال الذي هز أركان الجماعة وهدد بقاء أبناء البنا
انقسامات شديدة بين جناحي "الإخوان" إلى حد "استباحة الدماء" كيف يعمل المحمودين "عزت وحسين" على تصفية شباب الجماعة على أيد الأمن؟ "العواجيز" يلجأون لتأسيس منبر جديد لهم "إخوان سايت" خبير في الجماعات الإسلامية: الحرب حقيقية بين جناحي "الجماعة" وستصل إلى التشرذم والتفكك الكامل مع حلول العام الجديد، وقرب حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، ظهرت في الأفق صراعات جديدة بين أجنحة جماعة الإخوان المسلمين ما بين مجددين "الشباب" وبين "عواجيز" الجماعة، ووصل الانقسام بينهما إلى تكسير العظام، فتارة يخرج شباب الجماعة ببيان فيما يخص هيكلة الجماعة من الداخل، وتارة أخرى يظهر شيوخ الجماعة لينقلبوا على اختيارات الشباب، وما بين صحة هذه الاختلافات من كونها مجرد إلهاء للأمن والرأي العام يؤكد الخبراء أنها انقسامات حقيقية بين جناحي الجماعة وقد تؤدي فعليًا إلى هلاك التنظيم ككل. طرفي الخلاف بات الخلاف، داخل الجماعة بين طرفين، الأول يتمثل في اللجنة العليا لإدارة الجماعة الموصوفة إعلاميا "باللجنة الإدارية" والتي تشكلت في فبراير 2014، برئاسة عضو مكتب الإرشاد، محمد كمال لتسيير أعمال الجماعة بدلا عن مكتب الإرشاد، ويضم هذا الطرف أيضا المكتب الإداري للإخوان خارج مصر، والذي تشكل في مارس الماضي برئاسة عضو مجلس شورى الجماعة أحمد عبد الرحمن، ومعه 11 عضوا من قيادات الجماعة أبرزهم عمرو دراج وزير التعاون الدولي السابق، ويحي حامد وزير الاستثمار في عهد مرسي. أما الطرف الثاني فيضم أعضاء بمكتب الإرشاد، في مقدمتهم محمود عزت نائب المرشد والقائم بأعماله، والأمين العام للجماعة محمود حسين، والأمين العام للتنظيم الدولي إبراهيم منير، وبدأت الأزمة الجديدة عندما أعلن بيان صادر عن مكتب الإخوان المسلمين في لندن إقالة المتحدث باسم الجماعة محمد منتصر "اسم حركي" من مهمته، وتكليف طلعت فهمي المقيم خارج مصر بدلا منه، وقام بعد ذلك جناح عزت بحل مكتب الجماعة في الخارج، ومحاولة السيطرة على الجماعة ، في حين رفض المكتب قرار الحل وأحالته للتحقيق. أسباب الخلاف وأصل الخلاف الذي نشب، الرغبة في السيطرة على الجماعة، فضلا عن أن جناح محمود عزت والقيادات التاريخية لديهم رؤية مختلفة لإدارة أزمة الجماعة الحالية، مفادها أن الأزمة الحالية يمكن حلها بالتنازل عن شرعية "مرسي"، والمصالحة مع الدولة والقبول بأقل الخسائر، في حين يتبنى القطاع المنتخب ومن خلفه القيادات الشابة، خيار الدفاع عن شرعية مرسي، ومواجهة النظام بالاحتجاجات والتظاهرات. الأمر الأغرب والأخطر والذي قد يهدم معبد الجماعة بيد أبناءها هو أن الخلاف فاق مرحلة التجاذبات الفكرية، ولكن وصل حد تكسير العظام، واستباح كل تيار دماء وأعراض التيار الآخر حتى يثبت وجوده، فوفق مصادر داخل جماعة الإخوان قام تيار محمود عزت والقيادات المنتخبة بالسيطرة على الجماعة والقيادات بالداخل، بالترغيب والترهيب. جبهة "محمود عزت" تتسبب في القبض على الذراع اليمنى لـ"الشاطر" يأتي، من أبرز المعارضين لتيار القيادات التاريخية، وهم "محمد طه وهدان"، مسؤول لجنة التربية بالجماعة، والذي تم ترشيحه لقيادة الجماعة، والذي كان يخطط مكتب الداخل لتعيينه مرشد عام للجماعة لينهي تأثير محمود عزت، ولكن جناح "عزت" لذلك قام بالوشاية به ليتم القبض عليه، وعبد العظيم الشرقاوي وهو من أكثر القيادات في الداخل تأثيرا على الشباب وهو الذراع اليمنى لخيرت الشاطر، واللذان عارضا فكر "عزت" والقيادات التاريخية، فكان مصيرهما السجن. وقام جناح "العواجيز" بقيادة محمود عزت، والقيادات التاريخية بإحكام السيطرة على الجماعة والسيطرة على الموارد المالية للجماعة عن طريق تحويلها لمكتب لندن الذي يديره عزت باعتباره القائم بأعمال المرشد وعضو التنظيم الدولي. القيادات الشابة تُهين "عواجيز" الجماعة أما جناح "الشباب" المعارض لقرارات شيوخ الجماعة، فأصبح هو الطرف الأضعف في هذه المعادلة، التي بنيت على السمع والطاعة للقيادات التاريخية، والذي شمل القيادات المنتخبة، ومن خلفهم الشباب، والذين حاولوا المقاومة، ولكنهم لم يستطيعوا الصمود في وجه "عزت" ورفاقه، ولم يعد لهم سبيل سوى السب والإهانة للقيادات التاريخية التي سيطرت على الجماعة، وبعض المعارضة لتلك القرارات فضلا عن تمرد بعض المكاتب بالداخل أبرزها مكتب الإسكندرية الذي قام بفصل المتحدث المنتمي لجبهة عزت. محاولات لحل الأزمة وخلال الشهور الماضية، سعى قيادات جماعة الإخوان المسلمين لحل الأزمة التي ضربت الجماعة، بعد قرار نائب المرشد محمود عزت، بإقالة محمد منتصر من منصب المتحدث باسم الجماعة، وتعيين طلعت فهمي بديلا عنه، وقدموا عددا من المبادرات وصلت لثلاث مبادرات، للشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وجمال حشمت، القيادي بالجماعة، وإبراهيم الزعفراني القيادي بالجماعة أيضا، وقبل محمد منتصر بها لمناقشة الأزمة والسعي لحلهن ولكن جناح عزت لم يرد عليها. اتهامات بحمل السلاح وأزمة أخلاقية من جانبه، واصل طلعت فهمي، المتحدث الجديد باسم جماعة الإخوان، والذي فجر قرار تعيينه أزمة الجماعة، بتثبيت قواعده رغم مطالبات كثيرين من أبناء الجماعة له بالتخلي عن المنصب؛ لنزع فتيل الأزمة، ورغم قرار مكتب الإخوان بالإسكندرية بفصله من الجماعة ولكنه تشبث بموقفه وحاول تدعيم وجوده كمتحدث باسم الجماعة، مؤكدا أن قرار تعيينه وإعفاء محمد منتصر من منصب المتحدث باسم الجماعة، جاء مرسلًا من القيادات المنتخبة في الجماعة بمصر، وليس من مكتب لندن، كما يشاع، رغم نفي "منتصر" لذلك، وبدأ في الظهور الإعلامي المكثف ومهاجمة جناح الشباب في الجماعة، وتأسيس موقع جديد للجماعة هو "إخوان سايت" بدلا من "إخوان أونلاين" وتأسيس صفحة للمتحدث باسم الجماعة خاصة به لإصدار البيانات والقرارات. وقد بلغ الخلاف بين الجناحين منتهاه، إذ وصل حد أن "محمد سودان" المنتمي لجناح عزت اتهم الجناح الآخر أنه يقوم بحمل السلاح ويواجه الدولة بالعنف ويخطط لأعمال مسلحة خلال الفترة القادمة وهو ما اعتبره قيادات الداخل نوع من الوشاية العلنية بهم واستباحة واستحلال لدمائهم وإعطاء فرصة غير مسبوقة للداخلية بتصفيتهم مع وجود المبرر وهو حديث القيادي وذات الكلام كرره محمود حسين، ونفاه قيادات الشباب الذين أكدوا أن القيادات الحالية تعمل لصالح النظام وتخفف عنه وتسعى للتفاوض. كما أكد الشيخ عصام تليمة، والمحسوب على شباب الجماعة، في مقال له أن قيادات الجماعة يعانون من أزمة أخلاقية، موضحًا أنهم يتحدثون عن الإخلاص، والشورى، وعن قيم سامية، وعندما تتعارض هذه القيم مع حظ النفس، يسعون لمبررات لكي يحافظوا على مواقعهم ومكتسباتهم. فيما وصف أحمد المغير، القيادي في قسم الشباب بالتنظيم، "عزت" والقيادات المنتخبة، بأنهم مجرد عملاء لأمريكا، تم زرعهم بعناية خلال فترة تيه الجماعة عن مسارها الأصلي في السبعينيات، كما سخر كذلك القيادي الشاب في الجماعة عز الدين دويدار من قرارات القيادات التاريخية للجماعة بعد اختفاء دام لفترة طويلة، واصفا إياهم بانهم قيادات دمروا الجماعة في السابق ويصرون على تدميرها في الحاضر والمستقبل. صراع حقيقي يزلزل آخر أركان الجماعة من جانبه يرى أحمد بان، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن ما يثار حول هذه الصراعات أمر حقيقي وفعلي يزلزل آخر أركان الجماعة وليس مجرد استراتيجية جديدة للجماعة أو محاولة لإلهاء الدولة في حربها ضدها، مؤكدًا أن هذه الخلافات ظلت في طي الكتمان لفترة طويلة، ربما كانت تدور داخل "اعتصام رابعة" نفسه، ولكن الفض أسدل الستار عليها مؤقتًا حتى أنضجت. وأضاف بان، أن هذه الصراعات تعود إلى التصورات السياسية فيما بعد وتطلعات الأفراد من القيادات بالإبقاء في مناصبها وإصرارها على المضي في إدارة الجماعة على غير رضا بعض القواعد وتشابكات المصالح داخل هذا التنظيم والإصرار على الرؤية المغلقة التي قادت الفريق الأول والقيادات التاريخية إلى السيطرة على الجماعة وإدارتها بهذا الشكل الذي قادها إلى هذا المربع، مما خلف نوع من المرارة لدى بعض القطاعات والقيادات الوسطى التي تمردت على فكرة استمرار هذه القيادة بهذا النهج البائس فخرجت عليها وحاولت أن تؤسس لمجموعة جديدة. وأوضح، أن هذا الأمر لم يرضي شيوخ الجماعة متمثلة في "محمود عزت، ومحمود حسين" الذي أراد أن تستمر هيمنتها على التنظيم وعلى مقدراته، وبالتالي ظهر الخلاف للعلن وبدأ التراشق والتلاسن أمام وسائل الإعلام، وبدأت كل مجموعة تحاول السيطرة على منابر الإعلامية المحسوبة على الجماعة، فرفضت المجموعة الجديدة أن تسلم موقع إخوان أون لاين فدشنت المجموعة القديمة موقع "إخوان سايت" فبدأ سلسلة الاجراءات الجديدة ودارت عجلة الصراع. وأكد بان، أنه لا يعلم إذا ما كان هناك وشايات أمنية يلجأ إليها القيادات القديمة ضد جيل الشباب أم لا؟ ولكن هذا لا يعني أن هذه القيادات منحازة للسلمية على حساب العنف فتلك القيادات تؤمن بالعنف المعدل وتتحين الفرصة المناسبة لتنفيذ هذه العمليات ولكن على نطاق مبرمج دون توسع، موضحًا أنه قد تكون القيادات خشية أن تتحول الجماعة من وسيلة لتحقيق أهدافها إلى غاية لدى جيل الشباب، متوقعًا أن الخلاف بين هذه الجماعة سيصل إلى مرحلة التشرذم ولا يوجد إطار فكري واحد يجمع الجماعة.
هذا الخبر منقول من : جريده الفجر