18 - 06 - 2012, 10:15 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
تطلعوا وانظروا !
أما إليكم يا جميع عابري الطريق. تطلعوا وانظروا إن كان حزن مثل حزني الذي صُنع بي (مرا1: 12)
يا عجباً! الابن الذي به عُمل العالمين، حَمَل خطايانا في جسده على الخشبة، رئيس الحياة قُتل، البار أُحصيَ مع أثمة وشفع في المذنبين. ابن العلي نزل إلى أقسام الأرض السُفلى، الابن الوحيد الذي في حضن الآب أُخذ بأيدي أثمة وصُلب وقُتل، رب المجد حلَّ على الأرض وعُلّق على خشبة. عبد الرب البار، مختاره الذي سُرّت به نفسه، تُرك وهو يعاني الآلام المُبرحة وشدة الأوجاع التي أدت به إلى الصراخ « إلهي إلهي لماذا تركتني ». يا للكمال غير المحدود الذي اجتمع في الصليب. يا لدروس النعمة السامية والقداسة والبر والحق والسلام التي أُعطيت لتعليمنا!
يا للكرب، يا للآلام، يا للخزي، بل يا للهول لما اجتاز فيه عمانوئيلنا المعبود متألماً لأجل خطاياناً تحت دينونة الله العادلة. أي إنسان بل أي ملاك في مقدوره أن يدرك، بل أن ينطق بملء معنى هذه الأحزان التي لا يُسبر غورها والآلام التي لا يدرك قرارها أو يوصل إلى أعماق أعماقها! وأي مخلوق يستطيع أن يعبر المياه التي دخلت إلى نفسه. وأي فكر يدرك كنه ما اجتاز فيه إرضاء لمطاليب عدل الله وإيفاء لحقوقه تبارك اسمه. مكتوب « حمل خطايانا » « تألم لأجل الخطايا » « مات لأجل خطايانا حسب الكتب ».
حقاً إن عمل المسيح الكفاري لا يدركه مخلوق كائناً مَنْ كان، فهل يدرك المحدود غير المحدود؟ ونعلم لتعزيتنا أنه شرب الكأس المملوءة بدينونة الله ضد الخطية، تلك الكأس التي لما ألقت بظلها من بعيد، جعلت عرقه يتصبب كقطرات دم على الأرض. فليت شعري ماذا كان حزنه وألمه لما « سُرّ (الرب) بأن يسحقه بالحزن، إن جعل نفسه ذبيحة إثم » (إش53: 10)!
يا تُرى، ماذا كان تأثير الألم في نفسه؟ يا لعظمة عمل الصليب لا سيما إن تأملنا في بعض نتائجه. ألم يحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها؟ عن قريب ستبطل أنّات الخليقة ويؤتى بها إلى حرية مجد أولاد الله بناء على موت الصليب. سترنم الخليقة في المستقبل، لأنه صنع صُلحاً بدم صليبه ليُصالح الكل لنفسه ما على الأرض وما في السماوات.
تشارلس ستانلي
|