الاسم/ أ . ا . إ ... الخلفاوى/ القاهرة، يقول:
أسست مع اثنين من أصدقائى شركة للاستيراد والتصدير، وقمنا باستيراد بضاعة من الخارج قيمتها حوالى ثمانون ألف جنيه .. ثم حدث خلاف بيننا فقررت إعادة البضاعة مرة أخرى، خاصة أن شركائى لم يساهموا فى ثمنها، بل قد أُرسلت إلينا بضمان أخى المقيم فى ألمانيا .. وبعد أن تم شحنها لإعادتها، انتظرت أن أحصل على بوالص الشحن لإرسالها إلى أخى .. خاصة أن إجراءات الشحن كانت قد تأخرت.
وذات يوم كنت فى زيارة لأديرة مصر القديمة، وأخذت بركة دير الشهيد أبى سيفين للراهبات وكان يوماً جميلاً ولكن أنهكت من التعب، وعند الاتصال بالمستخلص الجمركى عرفنى أنه تم الشحن وأن البوالص جاهزة وعلىَّ أن أستلمها.. وعندما وصلت إليه أخذ يحكى لى عن شخص ما فقد بوالص الشحن ولم يستطع أن يسترد بضاعته .. وأخذت منه جميع بوالص الشحن وصورها ما عدا صورة واحدة احتفظ هو بها .. وإستقليت الأوتوبيس ليوصلنى إلى منزلى بالخلفاوى، وكانت جميع الأوراق موجودة فى حقيبة من الجلد ملصق عليها صورة للقديس الأنبا مكاريوس وأخرى لأبونا بيشوى كامل، وجلست إلى جوارى فتاة أخذت تحملق فى صور القديسين بضيق وضجر .. ونزلت من الأتوبيس وعند دخولى إلى المنزل اكتشفت أننى فقدت الحقيبة الجلد التى بها بوالص الشحن وصورها .. وبحثت فى كل مكان حتى نزلت السلم وإلى الشارع وكنت أسأل المارة ولكن دون جدوى .. واتصلت بالمستخلص لأخبره عن هذه المشكلة فأخافنى كثيراً عندما وجدته قد انزعج جداً لهذا الخبر ونزل بنفسه ليبحث عن الحقيبة ...
وفكرت أن الفتاة التى كانت بجوارى فى الأتوبيس هى التى أخذت الحقيبة، وصرت أعاتب القديس الأنبا مكاريوس بشدة طوال الطريق وأطلب صلواته، ونذرت له نذراً – وفيته فيما بعد – وأخذت تاكسى إلى محطة المظلات وهى آخر محطة لذلك الأتوبيس لعلى أجده .. فعرفت أن الأتوبيس اتجه إلى الهرم فقررت أن أتبعه.. والعجيب أن سائق التاكسى وهو لا يعرفنى لكنه أظهر تعاطفاً كثيراً وسار بسرعة شديدة، ومررت على المستخلص الذى ندم كثيراً على تسليمى أُصول البوالص وكان ينبغى أن آخذ الصور فقط. ووصلنا إلى المحطة النهائية للأتوبيس وهى محطة الكهرباء بجوار نادى الرماية وعندما دخلنا إلى الممر وجدنا أوتوبيساً يسير فى الاتجاه المعاكس ولم نتعرف على رقمه فى الظلام ولكننا تجرأنا ودخلنا فى اتجاهه فثار السائق وغضب ولكن عندما سألته عن الحقيبة .. أعطاها لى وهو يقول أنها كانت آخر دور له .. ففرحت جداً وشكرت الله وقديسه الأنبا مكاريوس.