|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إحتفال الشكر كلمة "شكرا" كلمة جميلة نستخدمها كثيرا في كلامنا، وتقريبا في كل يوم. و نحن نستخدم كلمات الشكر كوسيلة لإظهار نبل اخلاقنا وأصالة معادنا في إحترام وتقدير الآخر: فعندما يقدم لنا شخصا ما خدمة، او لمجرد سؤاله عن احوالنا، يكون رد فعلنا هو ان نقول لهذا الشخص: "شكرا"، او "شكرا حزيلا" او "متشكر جدا" الخ. كما اننا نهتم جدا بتعلم اولادنا ان يقدموا الشكر هم ايضا عندما يعطيهم احدا شئ ما. ونغضب جدا، او نشعر بالخجل، إذا أخذوا شيئا بدون ان يقولوا "شكرا" ونعتبر هذا من عدم اللياقة وعدم الإحترام، ويحتاجون إلى مزيد من التربية والأدب. ولكن في احيان اخرى نرغم على تقديم الشكر خوفا على مصالحنا، او إلحاق الأذى والخسارة بنا كنتيجة لغضب الطرف الآخر الذي لم ينل التقدير او الإحترام المناسب. وبهذا فإننا نستخدم كلمات الشكر والتي قد تكون مصحوبة بتقديم هدايا مناسبة، كنوع من الرشوة. وعلى أية حال، فتعبير الشكر والإمتنان للأشخاص الذين من حولنا ونتعامل معهم، هو شئ جميل ورائع يجب ان نستمر في فعله وان نعلمه ايضا لاولادنا. لكن هناك شيئا اهم من هذا ونريد ايضا ان نفعله. نريد ان نرفع عيوننا الروحية والإيمانية، إلى أعلى من مستوى الشخص الذي يقدم لنا الخدمة، حتى نستطيع ان نرى يد الله القديرة وهي تعطي اولا لهؤلاء الأشخاص كي يقدروا ان يساعدونا ويباركونا. فنقدم الشكر للناس ولكن لا ننسى ان نقدم الشكر لله. فالله هو المصدر الرئيسي والأساسي لكل الخير والبركات وليس الإنسان. أما الإنسان فهو الوسيلة او القناة التي يستخدمها الله من اجل امداد مساعداته وعطاياه الصالحة إلينا. الكتاب المقدس يعلمنا في كثير من اجزاءه المقدسة عن الله مصدر الخير والبركات اَلرَّبُّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، طَوِيلُ ٱلرُّوحِ وَكَثِيرُ ٱلرَّحْمَةِ. ٱلرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ. يَحْمَدُكَ يَا رَبُّ كُلُّ أَعْمَالِكَ ، وَيُبَارِكُكَ أَتْقِيَاؤُكَ. بِمَجْدِ مُلْكِكَ يَنْطِقُونَ، وَبِجَبَرُوتِكَ يَتَكَلَّمُونَ، لِيُعَرِّفُوا بَنِي آدَمَ قُدْرَتَكَ وَمَجْدَ جَلَالِ مُلْكِكَ. مُلْكُكَ مُلْكُ كُلِّ ٱلدُّهُورِ ، وَسُلْطَانُكَ فِي كُلِّ دَوْرٍ فَدَوْرٍ. اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ ٱلسَّاقِطِينَ، وَمُقَوِّمٌ كُلَّ ٱلْمُنْحَنِينَ. أَعْيُنُ ٱلْكُلِّ إِيَّاكَ تَتَرَجَّى ، وَأَنْتَ تُعْطِيهِمْ طَعَامَهُمْ فِي حِينِهِ. تَفْتَحُ يَدَكَ فَتُشْبِعُ كُلَّ حَيٍّ رِضًى. ٱلرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ. ٱلرَّبُّ قَرِيبٌ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَهُ ، ٱلَّذِينَ يَدْعُونَهُ بِٱلْحَقِّ. يَعْمَلُ رِضَى خَائِفِيهِ، وَيَسْمَعُ تَضَرُّعَهُمْ، فَيُخَلِّصُهُمْ. (اَلْمَزَامِيرُ 145: 8-19) فَقَالَ: «أَرِنِي مَجْدَكَ ». فَقَالَ: «أُجِيزُ كُلَّ جُودَتِي قُدَّامَكَ. وَأُنَادِي بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ قُدَّامَكَ. وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ، وَأَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ». (اَلْخُرُوجُ 33: 18, 19 AVD) أولا: الله هو مصدر الخير والعطايا والبركات. مت ٧: ٧ـ ١١ «اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ٱبْنُهُ خُبْزًا، يُعْطِيهِ حَجَرًا ؟ وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً، يُعْطِيهِ حَيَّةً؟ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلَادَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ! فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ ٱفْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ ، لِأَنَّ هَذَا هُوَ ٱلنَّامُوسُ وَٱلْأَنْبِيَاءُ. (مَتَّى 7:7-12) يستخدم الله الظروف والأفراد في حياتنا كقنوات لكي يرسل لنا هباته وعطاياه. قد يمتنع بعض الأفراد عن تقديم المساعدة والبركة لك. وهذا لا يعني توقف الخير و إلحاق الخسارة والأذي لك. بل ان الله، مصدر كل الخير والبركات والذي يريد ان يباركك، سيجد طريقا اخرا واشخاص آخرون لينقلوا لك بركاته ومساعدته في الوقت المناسب. لكننا بالرغم من هذا فإننا كثيرا ما نهتم جدا بشكر الناس ونكون حساسين جدا معهم، ونعمل بجد حتى نرضيهم، وننسى ان نشكر الله. ونحن نفعل هذا كأننا نشكر السحب من اجل المطر، على الرغم من ان الله هو الذي جعل السحب تتكون لتعطي مطرها. أو اننا نشكر الظروف، بالرغم من ان الله هو الذي شكل الظروف بهذا الشكل حتى يباركنا. نشكر الله انه هو مصدر الخير ولذلك لا يقدر انسان، مهما كانت سلطته وسلطانه وقدرته، ان يمنع عنا الخير والإحسان. وعندما نؤمن بهذا يرتاح بالنا ونعيش في سلام بدون خوف او قلق. فالإنسان الذي يصنع معنا المعروف الآن، قد تتغير مشاعره من نحونا، وقد يحاول منع البركة عنا، او اذائنا. لكن شكرا الله لأن الإنسان ليس هو مصدر الخير والبركات بل الله، والله لا يتغير كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي ٱلْأَنْوَارِ، ٱلَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلَا ظِلُّ دَوَرَانٍ. (يَعْقُوبَ 1: 17) الله ليس مصدر الشرور ولا صانعها بل إبليسفالله هو مصدر كل عطية صالحة، ويرغب ان يغمرنا ببركاته وصلاحه، ولن يتغير عن هذا ولن يندم على صنع الخير لِأَنَّ هِبَاتِ ٱللهِ وَدَعْوَتَهُ هِيَ بِلَا نَدَامَةٍ. (رُومِيَةَ 11: 29) لَا يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ ٱللهِ»، لِأَنَّ ٱللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِٱلشُّرُورِ، وَهُوَ لَا يُجَرِّبُ أَحَدًا. وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا ٱنْجَذَبَ وَٱنْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ ٱلشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً ، وَٱلْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا. (يَعْقُوبَ 1: 13-15) كثير من البشر ينسبون الحروب والخصومات والأمراض والشرور إلى الله كأنه هو مصدرها او مبسببها. ولكن الإله الصالح ومصدر الخير لا يمكن ان يكون مصدر للخير والشر في نفس الوقت. الشرور تأتي عندما ننجذب وننخدع من شهواتنا ولا نسير في طريق الله ثانيا: ثمار الشكر كُلُّ أَيَّامِ ٱلْحَزِينِ شَقِيَّةٌ، أَمَّا طَيِّبُ ٱلْقَلْبِ فَوَلِيمَةٌ دَائِمَةٌ. اَلْقَلِيلُ مَعَ مَخَافَةِ ٱلرَّبِّ، خَيْرٌ مِنْ كَنْزٍ عَظِيمٍ مَعَ هَمٍّ. أَكْلَةٌ مِنَ ٱلْبُقُولِ حَيْثُ تَكُونُ ٱلْمَحَبَّةُ، خَيْرٌ مِنْ ثَوْرٍ مَعْلُوفٍ وَمَعَهُ بُغْضَةٌ. (أَمْثَالٌ 15: 15-17) وهنا يذكر لنا الكتاب المقدس ان طيب القلب والذي يعني ايضا شكور القلب او القلب الشاكر يعيش في وليمة دائمة. وكلمة الوليمة هنا تطعي لنا كثير من المعاني١- الوليمة تعبر عن الفرح: فلا يصنع وليمة انسان حزين او مكتئب. وهنا إعلان إلهي ان الإنسان الشاكر سيختبر الفرح الدائم. فهل انت حزين، تشعر بالتعاسة والكأبة بسبب ظروف الحياة المحيطة بك. ثق في وعد الكتاب المقدس، وابدأ في حياة الشكر حتى تجد ثمار ومعجزات الشكر في حياتك ٢- الوليمة تعطي إحساس بالشبع والغني: فلا يقدر الفقير ان يصنع وليمة بل الأغنياء. وهنا تأكيد من الله بأن الإنسان الشاكر في كل شئ يختبر معجزة الكفاية والشبع. بينما تجد ان الذي يجرى وراء الغنى، يجري وراء ثراب ويضيع عمره كله دون الوصول إلى الإرتواء او الشبع. ٣- الوليمة تعطي فكرة اسعاد وبهجة الآخرين: فالشخص الذي يدعو لوليمة هو شخص يزف السعادة والبهجة في قلوب الآخرين. لأن الإنسان المشتكي المتزمر كل أيامه شقاء وتعاسه. ومع الأسف فإنه ينقل هذا اليأس والشقاء إلى الآخرين فيمتلئوا بكأبة القلب. إبدا في حياة الشكر الدائم حتى تكون مصدر سعادة وبهجة للآخرين. ٤ـ الوليمة إعلان عن الحب والعطاء: الوليمة هي إعلان محبة وتقدير للآخر، كما انها تؤكد جانب العطاء والتضحية في حياة صاحب الوليمة. والشخص الشاكر هو شخص يملأه الروح القدس بالحب الدائم للآخرين وبذل النفس والعطاء الدائم من اجلهم. فالقلب الشاكر ليس به مكان للحقد او الكراهية ولا إلى إفتعال المشكلات و الخصومات. بل الإنسان الشاكر يتمتع بفيض الحب الدائم لله وللأخرين والرغبة المخلصة للعطاء والبذل. ما أحوجنا في هذه الأيام العصيبة، والتي تتميز بسرعة احداثها و ضغوطها ومتاعبها المستمرة، إلى قلب شكور ينعم بالسلام والراحة والفرح والشبع والحب ويعكس بثماره على حياة الآخرين. دعونا في هذه المناسبة ان نختار ان نكون شاكرين على كل شئ وان نبدأ فورا بالتمتع ببركات ومعجزات الشكر في حياتنا. آمين ق. نشأت وليم خليل التعديل الأخير تم بواسطة sama smsma ; 11 - 10 - 2014 الساعة 08:07 AM |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إختفاء الحشرات |
إختفاء روزاليند بالينغال |
إختفاء أنطون بليبيا |
إختفاء لارس ميتانك |
إختفاء سلاح الجو الهندي |