|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا22 ..عرش الله قال القديس يوحنا الرائي السبت 02 اغسطس 2014 بقلم المتنيح قداسة:البابا شنودة الثالث وللوقت صرت في الروح.وإذا عرش موضوع في السماء,وعلي العرش جالس.وكان الجالس في النظر شبه حجر اليشب والعقيق,وقوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرد,وحول العرش أربعة وعشرون عرشا وعلي العروش أربعة وعشرون شيخا جالسين متسربلين بثياب بيض وعلي رؤوسهم أكاليل من ذهب.. ومن العرش يخرج بروق ورعود وأصوات وأمام العرش سبعة مصابيح نار متقدة,هي سبعة أرواح اللهرؤ4:2-5 +++ هناك عبارة لم أستطع يا إخوتي أن أفهمها ولا أظن أنني سأفهمها في يوم من الأيام لأن فهمها فوق طاقة عقلي..! من الجائز أن الروح يعطي شيئا من المعرفة,أما فهم العقل فلا.. انظروا ماذا يقول القديس في رؤياهوللوقت صرت في الروح وإذا عرش موضوع في السماء وعلي العرش جالس... أما الذي لم أفهمه في هذه العبارة فهو هذا: كيف استطاع يوحنا أن يري الله ويصفه لنا؟! وأن يراه وهو جالس علي عرشه!هذا أمر فوق طاقتي أن أفهمه القديس يوحنا نفسه يقول في انجيله الله لم يره أحد قط.الابن الوحيد الكائن في حضن الآب هو خبريو1:18أي أنه لم ير أحد الله الآب.ولما أراد أن يعطينا فكره قدم لنا ابنه في الجسد,هذا الذي قالمن رآني فقد رأي الآبيو14:9. فكيف رأيت الله علي عرشه أيها الرسول القديس؟! +++ لقد قال الرب لموسي النبي,لاتقدر أن تري وجهي لأن الإنسان لايراني ويعيشخر33:20 وقال الرب لموسيتقف علي الصخرة ويكون متي اجتاز مجدي أني أضعك في نقرة من الصخرة واسترك بيدي حتي اجتاز ثم أرفع يدي فتنظر ورائي وأما وجهي فلا تريخر33:21-33. موسي العظيم الذي قضي أربعين يوما مع الله,موسي أعظم نبي في العهد القديم,لم يستطع أن يري وجه الله,ولما رأي-بكل احتياط-شيئا من مجد الله,صار وجهه يلمع حتي أن بني إسرائيل خافوا أن يقتربوا إليه فجعل علي وجهه برقعا..خر34:29-33. وأنت يا أبي يوحنا كيف صعدت إلي السماء,ورأيت الله جالسا علي عرشه وأخذت تصفه لنا؟!لست أ فهم.. +++ إن القديس يوحنا نفسه في أول سفر الرؤيا قال أنه لما رأي الرب-وهو شبه ابن إنسان-سقط عند رجليه كميترؤ1:13-17. ذلك لأنه-علي الرغم من ظهوره شبه ابن إنسان كان وجهه كالشمس وهي تضيء في قوتها وكانت عيناه كلهيب نار. وأما رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج فخاف يوحنا ووقع كميت. إذن كيف في هذه الرؤيا,استطاع أن يري عرش الله ويصف هذا الجالس علي عرشه؟!أنا في حيرة من أمري ومن أمره... هل قولهصرت في الروحرؤ4:2تعني أنه صار في حالة روحية فائقة يمكن فيها أن يري الله, لأن الإنسان في الجسد لايستطيع أن يري الله ويعيش... +++ إن الآية الوحيدة التي تفتح لي طاقة من النور لأفهم هي: الروح يفحص كل شيء حتي أعماق الله1كو2:10 وقد كان يوحنافي الروح في يوم الربرؤ1:10وقال أيضا صرت في الروحرؤ4:2قبل أن يري عرش الله. أما قول الرب لموسي أن الإنسان لايمكن أن يراني ويعيش فتعني أن الإنسان في هذا الجسد المادي الهيولي لايستطيع أن يري وجه الله ولكن عندما تنطلق الروح من هيولية هذا الجسد ولو علي الأرض وتصعد إلي فوق.حينئذ تفحص كل شيء حتي أعماق الله! مبارك هو الرب الذي أعطانا مثل هذه الروح,في كل قوتها وفي إمكانيتها وفي كل مايسبغه عليها من النعمة حتي تستطيع أن تري مالا يري وأن تري الرب وتعيش. +++ هناك طريقة أخري نستطيع بها أن نري الله وهي قوله: طوبي لأنقياء القلب,لأنهم يعاينون اللهمت5:8 يعاينون الله غير المرئي غير المدرك غير المفحوص الذي هو نور لايدني منه الذي لم يره أحد من الناس ولايقدر أن يراه1تي6:16فبنقاوة القلب يمكن أن نراه.. أما ونحن في النجاسة والدنس وفي وسخ الخطية أما ونحن في الجسد الخاطيء الذي أذلته خطايا العالم,فلن نستطيع أن نري الله.. خطايانا مثل حائط كثيف يفصل بيننا وبين الله ومثل غشاوة حول العينين تحجب الرؤية لانستطيع أن نبصر الله لأننا في الجسد نسلك حسب الجسد. أما القديس يوحنا الرائي فقال عبارته العميقة صرت في الروحتخلي عن كثافة الجسد الهيولي, وصار نقيا في الروح واستطاع في روحانيته أن يصعد إلي السماء ويري عرش الله. +++ وهنا سؤال أوجهه إلي أبي القديس:ماهو العرش الذي رأيته؟أليست السماء هي عرش الله,أو هي كرسي الله؟ كما قال السيد الربلاتحلفوا البتة:لا بالسماء لأنها كرسي الله ولا بالأرض لأنها موطيء قدميهمت5:34وكرسي الله أي عرشه. ومادام الله غير محدود يكون عرشه أيضا غير محدود.. السماء أيضا لاتسعه كما نقرأ هذا في صلاة سليمان الملك عند تدشين الهيكل حينما قال للربهوذا السموات وسماء السموات لاتسعك فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت1مل8:27. فإن كانت السماء هي عرش الله وإن كانت سماء السموات لاتسعه فما هو ذلك العرش الذي رآه يوحنا الرسول؟ |
|