|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس كيرلس الأورشليمي : سيرة - تعاليم - أقوال أولًا: سيرته: 1- ميلاده: * وُلد كيرلس من أبوين تقيين مستقيمي الإيمان فأرضعاه إياه. ويمكننا أن نلتمس ذلك من مقالاته حيث يتحدث عن شعوره بالدين تجاه والديه وشوقه إلى رد الجميل لهما. * أما عن عائلته، فلا نعرف منها أحدًا بالاسم اللهم إلا ابن أخته الأنبا جلاسيوس أسقف قيصرية، الذي أشار إليه عند موت أكاسيوس سنة 366 م. * ويرجح البعض أنه ولد في أورشليم أو على الأقل نشأ فيها وهو طفل. 2- تكريسه:* لم يكن يخرج من منزله إلا للاشتراك مع المؤمنين في الصلاة مكرسًا نهاره وليله للخلوة مع سيده، حتى قال مختبرًا: "هل يوجد أنفع من الليل ليصير الإنسان حكيمًا؟! فقد اختبر حياة السهر والجهاد في الصلاة مع القراءة والتأمل ليتعلم الحكمة السمائية. 3- كيرلس الكاهن:* أن الأنبا مكاريوس أسقف أورشليم رسمه شماسًا. وغالبًا ما يكون هذا في أواخر حياته على الأرض إذ تنيح حوالي أخر سنة 334 م. أو على الأكثر بداية سنة 335 م. * وبعد نياحة الأنبا مكاريوس خلفه الأنبا مكسيموس المعترف أسقفًا على أورشليم وقد أحب كيرلس جدًا ووثق فيه، فرسمه كاهنًا سنة 343 م.، وأوكل إليه تعليم الموعوظين، وكان ذلك حوالي سنة 347 م. أو 348 م.، والتي تكاد أن تكون كل ما وصل إلينا من مؤلفاته. 4- كيرلس رئيس أساقفة أورشليم: * في أواخر عام 350 م. سيم أسقفًا على أورشليم، وكان ذلك بمساعدة أكاسيوس أسقف قيصرية بفلسطين وبتروفليس الذين كانت لهما ميول أريوسية ويبغضان الأنبا مكسيموس. القديس كيرلص الأورشليمي * وقد بدأ عهده بحادث مفرح، وذلك أنه في 7 مايو سنة 351 م. حوالي التاسعة صباحًا في يوم صحو مُشمس، ظهر صليب منير في السماء أكثر لمعانًا من الشمس، تعلق فوق جبل الجلجثة وأمتد إلى جبل الزيتون، وبقى ساعات طويلة حتى رآه جميع سكان أورشليم المواطنون والغرباء، المسيحيون واليهود والوثنيون، الشيوخ والصغار، فتدفق الكل نحو الكنيسة وكانوا يسبحون الله ويمجدونه، إذ تأكد لكثيرين صحة الديانة المسيحية. ارتجت المدينة كلها لهذا المنظر، وبادر الأنبا كيرلس بكتابة رسالة إلى الإمبراطور يصف له ما حدث، ويُشتم من رسالته أن هذا الأمر كان في بدء أسقفيته. 5- رعايته:* نستطيع أن نلتمس مدى ما اتسمت به شخصية الراعي كيرلس مما ذكر عنه المؤرخ سوزومين. إذ حدثت مجاعة في أورشليم والبلاد المجاورة لها، وقد تكدس الفقراء في البطريركية يتضورون جوعًا رافعين أنظارهم إلى أسقفهم المملوء حبًا. وإذ كان الراعي يعيش في حياة نسكية تقشفية لا يملك في بطريركيته شيئا، لم يجد مفرًا من أن يبيع بعض أواني الكنيسة ويوزعها على أولاده الفقراء. 6- كيرلس والآلام:* وقع صدام بين كيرلس وأكاسيوس ربما كان سبب رغبة الثاني في خضوع الأول له في آرائه الأريوسية، الأمر الذي جعل كيرلس يقوم بمقاومته علناَ، مفندًا الآراء الأريوسية ومنددًا بها. * ولما كان قسطنس يحتضن الأريوسيين، أسرع أكاسيوس بعقد مجمع أتهم فيه كيرلس أنه مبدد لأموال الكنيسة. ولكي يقوى مركزه أسند الاتهام باتهام لاهوتي مدعيًا أن كيرلس يخلط بين الأقانيم الثلاثة، وبهذا صدر الحكم بتجريده من أسقفيته ونفيه. * لم يبال كيرلس بهذا، بل قام من جانبه بعقد مجمع يبرئه من الاتهامات الموجهة ضده لكن أكاسيسوس المتقرب من الإمبراطور جاء ومعه شرذمة من الجنود، وطردوا كيرلس، وأقام أسقفًا أريوسيًا عوضًا عنه. * نُفى كيرلس إلى أنطاكية، وبعد ذلك إلى طرسوس، فقبله أسقفها سلفانوس كزميل له يشاركه أعمال أسقفيته. لكن للأسف كان هذا الأسقف من أتباع الهومانيين الأمر الذي عرض الأنبا كيرلس للنقد. * أسرع أكاسيوس بتحذير سلفانوس ألا يشرك كيرلس معه في الخدمة، لكن الثاني لم يبال من أجل محبته لكيرلس، ومن ناحية أخرى كان الشعب قد أُعجب بالأسقف الجديد وتعلق به. * وفي عام 359 م. انعقد بسبب أودكسيوس مجمع في سلوكية بغرب أرمينيا. وإذ أثير موضوع نفى الأنبا كيرلس فحدث شقاق حاول البعض إقناعه بالانسحاب، لكن بفضل الهومائيين بقى وانسحب أكاسيوس. وبانسحابه استطاع هو وأتباعه من الالتقاء بعظماء القسطنطينية المتصلين بالقصر الإمبراطوري، وعن طريقهم توصلوا إلى الإمبراطور حيث أثاروا غضبه ضد مجمع سلوكية، مقدمين شكوى أكاسيوس ضد كيرلس التي تتلخص في اتهامه انه باع لإحدى الراقصات الثوب المقدس الذي أهداه قسطنطين إلى الأنبا مكاريوس الأورشليمي تكريمًا لكنيسة أورشليم، لكي ما يلبسه أثناء خدمته طقس العماد المقدس، وهو منسوج بالذهب، وقد اُستخدم في المسارح. * هذا الاتهام كان بمثابة عينة قُدمت للإمبراطور لإثارته ضد كل أعضاء المجمع. * وقد قام رجال البلاط بإقناع الإمبراطور ألا يستدعى المجمع كله، بل يكتفي بعشرة من قادته منهم: أوسطاسيوس الأرمني وباسيليوس الغلاطي وسلفانوس الطرسوسي وإيليسوس من Cyzicus. نفيه الثاني:* مع بداية عام 360 م. انعقد مجمع في القسطنطينية اُتهم فيه كيرلس ودين بسبب مشاركته لأوسطاسيوس الأرمنى وباسيليوس من انقرا وجورج من لاودكية. هؤلاء الثلاثة ليسوا على مبدأ واحد ولا هم مثقفين في شيء، بل منهم من هو أريوسى المذهب كأكاسيوس لكنه كان يبغضهم لدوافع شخصية، خاصة بعدما قبلوا كيرلس عدوه. * انتهى المجمع بالحكم على الأنبا كيرلس بالنفي للمرة الثانية، وإن كنا لا نعلم عن مكان نفيه شيئًا. كيرلس في عهد يوليانوس:* لم يبق كيرلس في النفي أكثر من سنتين، إذ في 3 نوفمبر من سنة 361 م. مات قنسطنس وهو يستعد لمحاربة ابن عمه يوليانوس، الذي بعدما تولى الحكم أصدر أمرًا بعودة جميع الأساقفة المنفيين إلى كراسيهم. ويقول المؤرخ سوزومين انه لم يكن الدافع هو الإشفاق عليهم ولا حبًا فيهم، لكنه كان يلذ له أن يرى الكنيسة منقسمة متنازعة في داخلها. * عاد كيرلس إلى إيبارشيته مارًا على أنطاكية حيث استقبله أسقفها القديس ميليتوس استقبالًا حارًا. * وفي سنة 363 م. قرب يوليانوس الجاحد جماعة اليهود إليه. لا محبة فيهم بل إثارة للمسيحيين ولإغاظتهم. ذكر لنا سقراط ثلاث معجزات حدثت في ذلك الوقت:أ- حدثت بالليل زلزلة عنيفة جدًا أرعبت العمال اليهود. ب- جاءت نار، أحرقت مواد البناء استمرت من الصباح حتى المساء. ج- في الليلة التالية ظهرت انطباعات لصلبان منيرة على ثيابهم، باطلًا حاولوا التخلص منها. ومع هذا كله، فقلوبهم الغبية المظلمة لم تقدر أن تؤمن! * وبعد موت يوليانوس قاد الابن أباه طريق الحق. * أما يوليانوس ففي 26 يونيو من ذات العام (363) الذي حاول فيه بناء هيكل اليهود قُتل في حربه ضد الفرس وهو يقول: "غلبتنى أيها الجليلى". نفيه الثالث:* بعد يوليانوس خلفه جوفنيان صاحب الإيمان المستقيم، الذي في عهده استراحت الكنيسة، لكنه لم يبق سوى 7 شهور، إذ مات في فبراير 364 م.، وخلفه فالنتنيان الأرثوذكسي المبدأ في شهر مارس. وقد سلم الولايات الشرقية إلى أخيه فالنز معضد الأريوسية. * مضى العامان الأولان دون أن نسمع شيئًا عن الأنبا كيرلس، وفي عام 366 م. مات أكاسيوس، وعلى أثر ذلك قام خلاف بين كيرلس والأريوسيين بخصوص ترشيح خلف له وانتهى الأمر بنفي كيرلس وذلك بمعاونة الإمبراطور الأريوسي. * بقى كيرلس منفيًا أحد عشر عامًا حيث عاد إلى كرسيه ليرى كنيسته متألمة مجروحة من الأريوسيين وأتباع أبوليناريوس. * على أي الأحوال عاد الراعي إلى رعيته يتفقدها ويهتم بشئونها،وقد اشترك في مجمع القسطنطينية المنعقد سنة 381 م. بناء على أمر الإمبراطور ثيؤدوسيوس. * وفي عام 388 م. تنيح القديس كيرلس بعدما قضى 38 عامًا أسقفًا على كرسي أورشليم. ثانيًا: تعاليمه: أهم أعماله: 1- مقالاته لطالبي العماد * سجلها الأب كيرلس وهو بعد كاهن عندما أنابه الأنبا مكسيموس المعترف لتعليمهم سنة 347 م. أو 348 م. وتُعتبر هذه المقالات فريدة في نوعها، إذ هي مجموعة كاملة للتعاليم التي تقدمها الكنيسة الأولى للموعوظين طالبي العماد. يعلق Quasten على هذه المقالات قائلًا: "ألقى أغلبها في كنيسة القبر المقدس، وهى إحدى أعظم الكنوز المسيحية القديمة الثمينة. 2- مقالاته عن الأسرار للمعمدين حديثًا: * وهى خمس مقالات، تُعتبر تكملة للمقالات السابقة، ولها أهمية خاصة، إذ سجلت لنا الكثير من طقوس الكنيسة الخاصة بأسرار المعمودية والميرون والإفخارستيا ومعانيها في القرن الرابع. 3- رسالة إلى الإمبراطور قنسطنس بمناسبة الظهور العجيب لصليب ضخم من النور في 7 مايو 351 م.، نظروه في أورشليم فوق جبل الجلجثة المقدس ويمتد حتى جبل الزيتون المقدس. * لم ينظره شخص أو اثنان، وإنما رأته الجماهير كلها في المدينة بكل وضوح، ليس إلى لحظات، بل إلى عدة ساعات. وكل نوره يغطى على نور الشمس. فجأة اندفعت الجماهير إلى الكنيسة في خوف ممتزج بالفرح، وكانوا يسبحون ربنا يسوع المسيح. (رسالة إلى الإمبراطور قنسطنس 4). 4- عظة على مفلوج بركة بيت صيدا (يو5:5): غالبًا ألقاها وهو كاهن، إذ أشار إلى الأسقف التابع له. 5- مقتطفات من عظات على معجزة تحويل الماء خمرًا، وعلى (يو28:16). 6- مقال عن حضور المسيح في الهيكل ومقابلته مع سمعان... وينسبها البعض إلى القديس كيرلس السكندري. 7- رسائل ومقتطفات وردت في الطبعة البندكتية. لم يقم الدليل بعد على صدق نسبتها إليه ثالثًا: أرثوذكسية إيمانه: * إذ قام أكاكيوس مطران قيصرية بسيامته، وهو أريوسى، اتهمه البعض أنه قدم تنازلات للأريوسية مقابل هذه السيامة. * لم يشر القديس إلى الأريوسية أو الأريوسيين بالاسم، كما أشار إلى بعض الهرطقات والهراطقة، لكنه هاجم أفكار الأريوسيين بكل وضوح، نذكر على سبيل المثال العبارات التالية: * (عندما تسمع "ابن" لا تحسبه أنه مُتنبي، بل ابنًا بالطبيعة، الابن الوحيد، ليس له أخ من أجل هذا دعى "الوحيد الجنس"، إذ ليس له أخ من جهة شرف اللاهوت ونسبته للآب. ونحن لا ندعوه "ابن الله" من عندياتنا بل الآب دعى المسيح (دون غيره) ابنه وما يدعوه الآباء لأبنائهم هو اسم حق) مقال 2:11. * (مرة أخرى أقول عند سماعك عن الابن لا تفهم هذا في معنى غير لائق بل هو ابن بالحق. أنه ابن بالطبيعة بلا بداية، لم يأت من حالة العبودية إلى التبني، أي انتقل إلى حالة أعظم، بل هو ابن أبدى مولود بنسب لا يُفحص ولا يدرك. وبنفس الطريقة عند سماعك "البكر" لا تفكر في هذا الأمر بمستوى بشرى، لأن البكر في الشر له إخوة آخرون) مقال 4:11. _____ (*)المراجع: القديس كيرلس الأورشليمي - القمص تادرس يعقوب |
|