|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل مقدمة لقد ترعرعت المسيحية في مصر بإستشهاد القديس مارمرقس كقول الرب يسوع: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت لا يمكن أن تأتى بثمر. فعندما أرتوت أرض مصر الطيبه بدمه الطاهر ازدهرت المسيحية وهكذا رسم لنا نحن أبناءه الأقباط الطريق إلى محبة المسيح وإلى الكرازة..... إنه ينبغى أن يكون حتى الدم.... فالقبطى ينبغى أن يحيا مسيحيته حتى الموت. يقول إشعياء النبي قبل مجيء المسيح بحوالى 850 سنه م: "في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود عند تخمها" (أش 19: 19) وكلمة رسول في الكتاب المقدس تشير إلى الرسول مرقس كما قال القديس بولس عن الرسل: "المعتبرين أعمدة". أما كلمة تخوم مصر فهي تعنى حدودها أي مدينة الأسكندريه التي بدأ كرازته فيها. مرقس الرسول هو أحد السبعين رسولًا الذي سار وراء الرب – وهو الشاب الذي ترك إزاره وهرب ليلة الصلب. بيت مارمرقس عندما قدم مارمرقس... قدم كل ما له للمسيح... ماله – بيته – أخيرًا نفسه. 1. كان بيته أول كنيسة في العالم (صنع فيه الرب العشاء الربانى). 2. وفي بيته ولدت الكنيسة (يوم حلول الروح القدس في يوم الخمسين). أسد مارمرقس دائمًا يرسم أسد بجوار مارمرقس. 1-لأن إنجيله بدأ بالقول: (صوت صارخ في البرية) مر 1:1. 2- لأن أول معجزة صنعها كانت أنه كان سائرًا مع أبويه فقابل أسد فرشم عليه الصليب فمات. 3- أتفق آباء الكنيسة أن الأربعة مخلوقات غير المتجسده في سفر الرؤيا (رؤ 4:7) تشير للأربعه الإنجليين. وأن أحد هذه الأربعة أسد – وهو يرمز لإنجيل القديس مرقس. كرازة مرقس خرج يوحنا (الملقب مرقس – أع 13: 5) مع بولس وبرنابا في الرحلة الأولى. أما في الرحلة الثانيه فخرج مرقس مع برنابا إلى قبرص – وهناك أنتقل برنابا للسماء. فقاد الروح القدس مرقس إلى الأسكندريه حيث تمشى على شاطئها حتى تهرأ حذاؤه وذهب إلى إسكافى وبينما هو يصلح حذائه دخل المخراز في إصبعه فصرخ إنيانوس الإسكافى قائلًا (أيها الإله الواحد) ومن هنا كرز له مرقس وصار إنيانوس بطريرك الأسكندريه الأول بعد مارمرقس – بعد ذلك كرز مرقس في الأسكندريه حتى وصل إلى بابليون (مصر القديمة) وكرز في شمال إفريقيا – وكرز في روما. حتى قال عنه القديس بولس في سجنه "مرقس نافع لى في الخدمة" (2 تى 4:11). إنجيل وقداس مارمرقس هو أول إنجيل كتب سنة 62 م (و إن كان يوضع بعد إنجيل متى) لأن متى كتب لليهود وهو يمتاز بالدقة في التعبير – وبالقصر في عدد إصحاحاته، أما قداسه فهو أول قداس كتب وتستعمله الكنيسة الآن. مدرسة الأسكندرية وضع أساسها في بيت إنيانوس، حيث نمت وترعرعت وتخرج منها: أوريجانوس، ديديموس، أكليمندس، كيرلس الكبير.... الذين قادوا الفكر المسيحي في العالم كله. استشهاد مرقس الرسول كان ذلك في عيد إله المصريين سيرابيس، حيث كان يقوم بعمل الفصح في كنيسة مارمرقس، فقبض عليه الوثنيون وربطوه في رجل حصان وجروه في شوارع الإسكندرية وهم يصيحون: "جروا التنين في دار البقر"؛ حتى أسلم الروح ونال إكليل الشهادة وإكليل الرسولية وإكليل البتوليه وإكليل الكرازة. شفاعته معنا آمين. جسد القديس سرق الجسد إلى مدينة فنيسيا أما الرأس فدفنه الأقباط تحت كنيسة مارمرقس بالأسكندرية وأخيرًا في سنة 1968 م وبمناسبة مرور 1900 عامًا على استشهاد قديسنا طالب قداسة البابا المعظم الأنبا كيرلس السادس روما بإرجاع جسد القديس،فوافق البابا بولس على طلبه وفي إحتفال رهيب استقبلت مصر رفات كاروزنا الحبيب بعد غيبه طويلة ووضعته في الكاتدرائية الكبرى التي أقامها خليفته الجالس على عرشه. بركة شفاعته تكون معنا آمين. |
25 - 04 - 2014, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
مرقس الكارز، أفريقي لا غِش فيه مارمرقس كاروزنا الذي ندين له جميعًا بالإيمان الذي أودعه فينا والذي كلفة سفك دمه وهو يهودى الأصل أفريقى المولد ولد في القيروان Cyrene إحدى الخمس مدن الغربية في ليبيا. ولا يعرف بالتحقيق تاريخ ميلاده. ولكن كما دلت عليه الحوادث الإنجيلية أنه كان بعد ميلاد السيد المسيح بالجسد ببضع سنوات لأنه ذكر عنه وقت الصلب أنه كان شابًا (مر 14: 51). هذا النجم المتألق من أسرة محبه لله على جانب عظيم من التقوى والصلاح. متمسكة بشريعة أجدادها. ولا غرابة في ذلك فإن أباه أرسطوبولس من سبط لاوي وأمه مريم هي إحدى المريمات اللاتى تبعن المسيح (لو8: 1). وبقدر ما كانت هذه العائلة غنية بمحبة إلهها ويحفظها للناموس كانت أيضًا متمتعة بقدر واف من الثروة المادية والجاه، وكانت تشتغل في الزراعة. ولما رزقها الله مولودهما الصغير أسمياه يوحنا ويعنى "حنان الله" وهو اسمه العبرى، لكنه لقب بمرقس وهي لفظة رومانية معناها "مطرقة". وأحسنا تربيته وتنشئته روحيًا وثقافيًا حتى أنه ألم بشريعة موسى والأنبياء وحفظ الكتب المقدسة العتيقة والنباوت وهو في سن مبكر. كما تعلم كثيرًا من اللغات كاليونية واللاتينية والعبرية وبرع فيها. ثم بترتيب إلهى وتدبير عجيب سمح إلهنا الحنون لهذه العائلة المقدسة أن تزحف من القيروان إلى إرض فلسطين وذلك في عهد أوغسطس قيصر، أي قبيل بدء السيد المسيح خدمته ليحظوا بالتمتع بعشرته وخدمته. حدث ذلك بسبب هجوم بعض القبائل البربرية على القيروان حتى سلبوا أهلها بكل ما لديهم من متاع وأملاك. وكان من بينهم أسرة القديس الآمنة، مما إضطرهم إلى الهروب واللجوء إلى بلاد اليهودية حيث استقروا في قانا الجليل موطن أجدادهم القديم. وهناك التقوا بأحبائهم أفراد أسرتهم برنابا، وسمعان بطرس، وسمعان القيروانى وغيرهم، كل هؤلاء كانت تربطهم صلة قرابة قوية. فبرنابا هذا يذكره سفر الأعمال أنه "لاوى قبرصى الجنس". ولكن ليس هذا هو حد القرابة فحسب بل أكثر من ذلك، فهو كما يذكر معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل كولوسى "يسلم عليكم أرسترخس المأسور معى ومرقس ابن عم برنابا" (كو4: 10) أو (إبن أخت برنابا) بحسب الترجمة البيروتية. هذه الشخصية أي (برنابا) لها وزنها الروحى. إذ شهد عنه الكتاب المقدس أنه "كان رجلا صالحًا ممتلئًا من الروح القدس والإيمان" أع 11: 4، وأنه أول من باع أملاكه ليضعها تحت أقدام الرسل (أع4: 37)، وقد أفرزه الروح القدس مع بولس للعمل المقدس (أع 13: 1)، بل وعينه الرب يسوع ضمن السبعين. أما بطرس وهو أحد التلاميذ الإثنى عشر فإن زوجته هي التي ذات قرابة لأرسطوبولس والد مرقس إذ هي إبنة عمه. وهذا ما عناه بطرس في قوله في الرسالة "تسلم عليكم التي في بابل... ومرقس ابنى "1بط5: 13" فهو يذكر أنه إبنه. أي إبنه من ناحية النسب ومن ناحية السن أيضًا... أما سمعان القيروانى فهو أيضًا ربما يمت بصلة قرابة لهم، لكن ليس لنا دليل كتابى يوضح مدى هذه الصلة وإنما مما لاشك فيه أنه من القيروان وهي البلدة التي كانت مسقط رأس قديسنا. هذا كله يدلنا على نقاوة الوسط الذي ترعرع فيه مرقس كاروزنا. |
||||
25 - 04 - 2014, 04:08 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
الكرازة طبيعة المسيحي عندما اختبر سمعان وأندراوس تلاميذ المسيح كان مرقس مازال فتى يافعًا لكنه كان شغوفًا بمتابعة أخبار السيد له المجد، دائبًا على الإلمام بكل دقائق تعاليمه الجذابة أولا بأول. فامتلأ قلبه إيمانًا واعترافًا بألوهيته وتفجرت في قلبه ينابيع حب لإلهه الوديع. فلم ينتظر تكليفًا رسميًا للكرازة، بل اندفع بقوة هذا الحب يكرز بالمخلص إلهًا على الكل. واستهل كرازته هذه بوالده. حدث هذا عندما اصطحبه والده أرسطوبولس في أحد الأيام إلى الأردن. وبينما هما ماشيان لقيهما أسد ولبؤة، فلما نظرهما والده مقبلين من بعيد ارتاع قلبه، وفي أبوه صادقة قال لمرقس أنظر يا ولدى امض أنت سريعًا وانج بنفسك، ودعهما يفترساني وحدي. وهنا وجد الكاروز الفتى أن الوقت سائح للكرازة بألوهية مخلصه الصالح، وبكل هدوء وطمأنينة أجاب ولده لا تخف يا أبت فالمسيح الذي أؤمن به يستطيع أن ينجينا من كل شدة. وبينما هو يتكلم اقترب الأسدان منهما، فصاح فيهما مرقس قائلا: السيد المسيح إبن الله الحي بأمر كما بأن تنشقا في الحال وينقطع جنسكما من هذا الجبل، فللوقت سقط الأثنان منشقين وماتا، فلما رأى أبوه أنه بقوة الرب يسوع انشق الأسد الجبار وسكنت حركته آمن على يديه بربنا يسوع وسأله أن يأخذه له، وبعد فترة قليلة انتقل هذا الأب التقى من هذا العالم. فأقام مرقس مع والدته التي صارت فيما بعد إحدى المريمات الخادمات اللاتى ذكرهن معلمنا لوقا في إنجيله (لو8: 1). فكان مرقس كارزًا في بيته ولأبيه قبل كل أحد. |
||||
25 - 04 - 2014, 04:09 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
مريم أمه القديسة وإننا لن نستطيع أن نفكر على مريم أم مرقس الدور الأساسى الذي لعبته في حياة ابنها مرقس حتى صار عمودًا في الكنيسة وكارزًا في المسكونة كلها ومبددًا للأوثان كما تقول الذكصولوجية. إن تلك الأم التقية طبعت في قلب ابنها حب إلهه ولم تقم بتنشئته النشأة الروحية وتهيئة الفرص له للتمتع بعشرة ربنا فحسب، بل قدمت له نفسها نموذجًا حيًا للحياة الكاملة، واندفعت في خدمة رب المجد بكل قوتها وبذلت كل ما عندها من وقت وصحة ومال. أي وضعت كل ما تملك تحت أمر مخلصنا.. نفسها وإبنها وبيتها ومالها، وانضمت إلى جملة السيدات القديسات اللواتي تبعن المخلص واللاتى ذكر أسماه بعضهن معلمنا لوقا في إنجيله "كمريم المجدلية وسوسنة ويونا ووصفهن بأنهن كن يتبعنه في كل مدينة وقرية يكرز فيها ويبشر" لو8: 1، 2، ليرتوين من تعليمه ويخدمنه من أموالهن. هذه الأم فتحت بيتها لإستضافة ربنا في أي لحظة مع تلاميذه. وهذا ما أكدتة جميع التقاليد المسيحية بالإجماع بأن رب المجد كان يتردد على هذا البيت كثيرًا. |
||||
25 - 04 - 2014, 04:10 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
مرقس أحد السبعين فلا عجب إذًا أن نرى ابنها الشاب الصغير وقد ارتوى من هذه المبادئ السامية وهذه الروح الباذلة إذ يتقدم أقرانه ويلتهب قلبه حبًا لمخلصه ويلتصق به تابعًا إياه في كل تجوالاته مستضيفًا إياه في بيته مرارًا وفي صحبته تكرارًا. هذا ويؤكد لنا تقليدنا الكنسى أن ربنا يسوع صحبة معه في عُرس قانا الجليل وأنه استقى من الماء المتحول خمرًا. لذا قال شرف الرسولية إذ اختاره رب المجد ضمن التلاميذ السبعين الذين عينهم والذين أرسلهم أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعًا أن يأتى (لو10: 1). |
||||
25 - 04 - 2014, 04:11 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
البيت المقدس إن بيت مارمرقس أو "بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس" (أع12: 12). كما كان يطلقون عليه الرسل، كان له موضع ممتاز في أورشليم إذ كان يقع على جبل صهيون فوق صخرة كبيرة. ولكثيرة ما كان يستجيب ربنا يسوع لدعوة تلميذه مرقس ويميل ليستريح فيه مع تلاميذه أصبح محط رحالهم ومكان راحتهم. ولهذا سر رب المجد أخيرًا أن يعوض هذا البيت بالبركة التي لن تنزع منه، فاختاره ليجعل منه أول كنيسة في العالم، بل وأول مذبح يقدس فيه ويكسر جسده المقدس ويقدم دمه الكريم لتلاميذه والبشرية. وهناك في العلية العالية بعد أن تمم الفصح الموسوي وعلم تلاميذه عمليًا كيف يكون المعلم وانحنى وغسل أرجلهم، رسم لنا سر الإفخارستيا وأعطانا ذاته. فيالسعادتك يا مرقس ويالسعادتك يا مريم أم المغبوط يوحنا الملقب مرقس... فإن الرب الإله كانت عيناه الفاحصتان تراقبان استعدادكما وتهيئتكما للمكان بكل طهارة قلب واشتياقكما لحلوله فيه مع من يصطحبهم. وعندما وضعتما في قلبيكما أن تخصصًا له مكانًا خاصًا به دون أي استعمال آخر قبل منكما هذا العطاء، وقبل أن تتمما كل شيء أمر تلميذيه بالإلحاق بك وأنت في طريقك إلى البيت تحمل آخر جرة الماء لتستكمل كل الاستعداد، وقبل أن تصل إلى البيت زفوا إليك بشرى رغبة مخلصنا في الحلول في بيتك قائلين "المعلم يقول إن وقتي قريب عندك أصنع الفصح مع تلاميذي "مت26: 17- 19". في الوقع هذه الكلمة على قلبك. أي فرح وأي تهليل أصابك! وماذا فعلت أمك القديسة عندما بلغها هذا الخبر السعيد بتحقيق إشتياقاتها. لابد أن قلبها قد رقص طربًا، ولسانها تسبيحًا. طوبكما – لقد شهد المخلص لمحبتكما، وأكد صدق استعدادكما لاستقباله فأنبا به تلميذه اللذين أرسلهما لمقابلتك قائلًا: "فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة هناك أعدا لنا" مر 14:15". لذلك بعد أن أكمل رب المجد فداءه للبشرية بصلبه عنا، ما أن وضع في القبر سارع التلاميذ إلى ذلك المكان المحبب لقلب فاديهم كما لقلبهم أيضًا. وهناك اختبأوا في العلية وأغلقوا على أنفسهم أبوابها ونوافذها إلى أن بشرتهم مريم المجدلية بالقيامة ثم ظهر لهم رب المجد بنفسه وطمأن قلبهم ونزع رعبهم. هكذا سجل لنا معلمنا يوحنا الحبيب وهو يصف حالهم بعد الصلب "وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين بسبب الخوف من اليهود. جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب "يو 20: 19، 20، ثم عاد وطهر لهم فيما مرة أخرى أي "بعد ثمانية أيام وكان تلاميذه أيضًا داخلا وتوما معهم فجاء يسوع والأبواب مغلقة" يو 20: 26، وثبت إيمانهم. + وفيها اجتمع التلاميذ مع النساء ومريم أم يسوع بنفس واحدة بعد صعود ربنا يسوع "حينئذ رجعوا.... ولما دخلوا صعدوا إلى العلية التي كانوا يقيمون فيها بطرس ويعقوب... هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع وإخوته" أع 1: 12- 14. + وفيها ثم اختيار متياس الرسول الذي اخذ أسقفية يهوذا الخائن (أع 1: 15- 26). + وفي نفس هذا المكان الطاهر الذي قدسه ربنا يسوع بحلوله فيه حل الروح القدس المعزى على التلاميذ وملأهم من كل معرفة. أي فيها تم ميلاد الكنيسة جمعاء (أع 2: 1-4). + وفيه أيضًا اجتمع التلاميذ بنفس واحدة وصارت منهم صلاة بلجاجة إلى الله من أجل بطرس وهو في السجن حتى استجابت السماء لطلبتهم وأخرجه الملاك وأوصلة حتى الزقاق الذي يصل إليها. وهناك قرع بطرس باب الدهليز. "ثم جاء وهو مُنْتَبِهٌ إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون فلما قرع بطرس باب الدهليز.. " أع 12: 12. (ومن اللطيف أن هذا الباب مازال موجودًا ضمن بقيمة الآثار القليلة التي لازالت موجودة كجرن المعمودية الذي هو أول جرن في المسيحية، والمذبح الذي كرسه مار يعقوب الرسول أسقف أورشليم الأول، والأيقونات الأثرية التي يقال أنها من رسم لوقا الإنجيلى). بعد ذلك كرسها الرسل كنيسة باسم والدة الإله بعد نياحتها. وصار له أهمية عظمى بين جميع المؤمنين مما دعا إلى اتخاذه مقرًا لكرسى أورشليم. فأقام فيه يعقوب أخو الرب باعتباره أول أساقفة أورشليم وتتابعت من بعده البطاركة ردهًا من الزمن. وهناك تم انعقاد أول مجمع مسكوني حوالي سنة 50 م (أع 15: 6- 23) حضره الرسل الأطهار. |
||||
25 - 04 - 2014, 04:12 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
الشاب الهارب حادثة الشاب الهارب لم يسجلها لنا أحد من الإنجيلين سوى مارمرقس البشير وحده. رغم تطابق سردهم كل حوادث الصلب حادثة بغاية من الدقة. أما هذه الحادثة فقد أنفرد بها مرقس وحده. وهذا إن دل على شيء إنما يدلنا على حب مارمرقس لسيده، وعن اتضاعه، وانكسار ذاته. أراد أن يؤكد الوهية مخلصه الذي وحده بلا خطية، ويبرر ضعف طبيعته، ومن ثم حاجتنا الملحة إلى مخلص يخلق من ضعفنا قوة. فاهتم بذكر هذه الواقعة بكل اتضاع قائلا: "وتبعه شاب لابسًا إزارًا على عريه فأمسكه الشبان فترك الإزار وهرب منهم عريانًا" مر 14: 15. ولسان حالة يقول "إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس " لو23: 31. ذكرها مؤنبًا نفسه ومعترفًا بضعفه البشرى وبتلك الحقيقة التي قررها رب المجد قائلا: "أما الروح فتشيط وأما الجسد فضعيف مر 14: 38. |
||||
25 - 04 - 2014, 04:13 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
كرازة مرقس الرسول بعد حلول الروح القدس على التلاميذ يوم امتلآ الجميع من الروح المعزى ولبسوا القوة – بحسب الوعد الإلهى – التي من الأعالى. وطفق الجميع يجولون كارزين بالكلمة بكل مجاهره، بعد أن تحول كل ضعف فيهم إلى قوة فبطرس المرتعد أمام الجارية وقف أمام رؤساء الشعب يخاطبهم بكل شجاعة ولم يعبًا بتهديداتهم، كذلك الشاب الذي هرب عاريًا عندما أمسكوا بإزاره وتركه لهم... امتلأ قوة فوق قوة واندفع يبشر بقيامة الرب التي اختبرها في حياته وعاشها. هذا هو مرقس الكاروز – مرقس البتول – مرقس البشير – مرقس الشهيد. 1- في اليهودية بدأ كرازته بين أترابه في اليهودية أي أورشليم وبيت عنيا وغيرها. ويذكر لنا التقليد أنه رافق بطرس في ذلك الحين أثناء بشارته في تلك الأنحاء. 2-فى لبنان وسوريا ثم امتد ليبشر في جبل لبنان حتى أن اللبنانين للآن يفتخرون به باعتباره من أوائل مبشريهم. ومن لبنان مضى إلى بعض مناطق في سوريا ولا سيما أنطاكيا. 3- أقصى الأرض يروي لنا سفر الأعمال أن التلاميذ في أنطاكية: "بينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس افرزوا لى برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه فصاموا حينئذ وصلوا... فهذان أرسلا من الروح القدس... وكان معهما يوحنا خادمًا "أع13: 1-5. |
||||
25 - 04 - 2014, 04:16 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
خط سير رحلات مرقس مع بولس وبرنابا نفهم من هذا أن مرقس كان رفيق برنابا وبولس في رحلتهما الأولى. والملاحظ أنه بدأ خدمته برفقتهما قبل هذه الرحلة بقليل أي عندما كان في أورشليم، وأخذاه معهما عند رجوعهما إلى أنطاكية (أع12: 25). ولأنه كان شابًا ملتهبًا في خدمته أحباه واصطحباه ثانية عندما أفرزهما الروح القدس للكرازة عبر البحار والقارات. وكان ذلك حوالى سنة 45 م. خط سير رحلته معهما: (أع13: 1- 13).أنطلق مرقس معما من أنطاكية إلى سلوكية، ومن هناك أقلعوا في البحر إلى جزيرة قبرص، ووصلوا إلى سلاميس. واللطيف أن سفر الأعمال أراد أن يطمئنا عن خدمة مارمرقس فعاد وذكر ثانية مؤكدًا أنه عندما أخذ الرسولان يكرزان ويناديان بكلمة الله في مجامع اليهود في سلاميس "كان يوحنا معهما خادمًا" أع 13: 5. أي كانت له خدمة واضحة معهما. بعدها قطعوا الجزيرة طولا حتى وصلوا إلى بافوس حيث آمن الوالى سرجيوس بولس... ومن بافوس عبرو البحر متجهين نحو الشمال إلى برجة بمقيلية في آسيا الصغرى. ولسنا ندرى ما الذي اضطر مرقس حتى قفل راجعًا إلى أورشليم وحده. ولو أنه يرجح أن حمى شديدة أصابته هناك لم يعد يقوى معها على متابعة أعباء الخدمة. 4- ظل في أورشليم يكرز ويبشر بكل طهارة واهبًا شبابه وحياته لخدمة فادية في بتولية نقية. ولذا لقبته الكنيسة بالبتول. مكث هناك حتى انعقد المجمع المسكونى الأول حوالى سنة 50 م. وكان هو أحد الحاضرين. وبعد انفضاض المجمع وانتداب الرسولين برنابا وشاول مع يهوذا وسيلا لحمل قراراته إلى الإخوة في أنطاكيا (أع 15: 6- 32) بيدو أن مرقس مضى معهم لأن برنابا تمسك به ليرافقهما في رحلتهما الثانية ولكن بولس لم يستحسن ذلك حتى حدثت بسببه مغاضبة بينهما، فارق فيها أحدهما الآخر، وأخذ بولس سيلا (أع 15: 26- 40). 5- مع برناباأما برنابا فلكونه يعلم جيدًا غيرة مرقس ومحبته وما الذي عاقه عن تكملة الرحلة إنما هو مرضه فكان مترفقاُ به، واصطحبه مسافرًا معه في البحر إلى قبرص (أع 15: 39) فمضيا يشددان الكنائس ويفتقدانهم حتى حان وقت رحيل ذلك العمود المنير (القديس برنابا الرسول) إلى الوطن السماوي تاركًا مرقس لنعمة ربنا وحده في قبرص. 6- في الخميس مدن الغربيةانفرد مرقس في الخدمة بعد انتقال حبيبه وقريبه برنابا الرسول. ففاده الروح القدس للكرازة في القيروان. مسقط رأسه – وكان ذلك حوالى سنة 55 م. وهناك التقى بأحياء له كانوا قد حضروا يوم الخمسين في أورشليم، واستمعوا إلى خطاب بطرس البسيط القوى. كما يذكر سفر الأعمال وهو يعدد الأجناس المختلفة التي حضرت "فريتون وماديون... ومصر ونواحى ليبيا التلا نحو القيروان" أع 3: 10. هؤلاء اتخذهم مرقس معاونين له في الخدمة، فنمت كلمة الرب بسرعة وقبلها الشعب بفرح، فأسس لهم الكنيسة. وبعد ذلك اتجه بإرشاد روح الرب إلى مصرنا العزيزة. |
||||
25 - 04 - 2014, 04:17 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
كيف قبل المصريون الإيمان؟ 7- في مصر وارتجفت مرة ثانية أوثان مصر بكرازة مبدد الأوثان وارتفع الصليب، وتم قول الكتاب "ويكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود عند تخمها" أش 19: 19. فبدخول الكاروز أرضنا تحققت نبوة إشعياء هذه التي قيلت قبل مجيء السيد المسيح بحوالي 580 سنة. وها المذبح قائم نشكر إلهنا الساهر علينا رغم المقاومات التي لاقتها كنيستنا على مر العشرين قرنًا ويقدم كل يوم عليه جسد الرب ودمه الأقدسين، أما العمود الذي ذكره إشعياء فهو إشارة إلى مارمرقس نفسه، حيث أن كلمة عمود استعملت في الكتاب المقدس الدلالة على الرسل، وهذا ما ذكره معلمنا بولس في رسالته إلى أهل غلاطية مشيرًا إلى الرسل "يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة" غل2: 9، وكلمة تخوم تعنى حدود وإحدى حدود مصر من الإسكندرية التي استقر فيها مارمرقس. وتبارك شعب مصر من الفم الإلهي القائل: "مبارك شعبى مصر" أش19: 25. كيف قبل المصريون الإيمان؟ لا شك أن ربنا يسوع خصنا بمواهب سامية وباستنارة عجيبة منذ قديم الزمان حتى ضرنا مضرب الأمثال في الروحانية والحكمة. ويشهد سفر الأعمال عن حكمة المصريين فيقول: "فتهذب موسى بكل حكمة المصريين" أع 7: 2. أما الاستنارة العجيبة فنجدها في إيمان أجدادنا.
هذه الشفافية الروحية لست أظن أن شعبًا ما تمتع بمثلها. هي محبة إلهية.. هي موهبة سماوية... |
||||
|