منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 03 - 2014, 03:59 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير
غنى كلمة الله ولذتها

مزمور كلمة الله


مقدمة
يقسم المرتل البشرية إلي صنفين
تسبحة التسابيح!
سمات هذا المزمور
الكلمات الإرشادية (مفتاح السفر)
المزمور 119 (118) وبلوغ الكمال
مركز التوراة عند اليهود
سمات كلمة الله
الإطار العام
من وحي المزمور 119

مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
هذا المزمور هو أطول أصحاح في الكتاب المقدس، يبدو أن لا علاقة له بأية مناسبة خاصة بالكنيسة اليهودية أو الأمة اليهودية 1، إنما يمجّد وصية الله، ويكشف عن كرامتها وسموها ونفعها؛ كما يعلن عن التلذذ بناموس الرب، ويشهد عن سمات الكتاب المقدس من جوانب متعددة، وذلك في شكل صلاة. قراءة هذا المزمور تكشف عن مفهوم داود النبي لكلمة الله، التي كانت مركز تفكيره واهتمامه وحبه، ولهجه ليلًا ونهارًا.
في كل المزمور يوجد فقط عددان (122، 132) لا يتحدثان عن كلمة الله.
يقسم البعض سفر المزامير إلي خمسة أقسام تقابل أسفار موسى الخمسة، وقد جاء هذا المزمور في القسم الخامس الذي يقابل سفر التثنية وهو سفر الوصايا أو سفر "الكلمة الإلهية".
يقول J. R. Church2: [يقع هذا المزمور في الكتاب (القسم) الخامس من سفر المزامير، وهو يطابق الكتاب الخامس لأسفار موسى، أي "التثنية". لعلك تتذكر العنوان العبري للتثنية وهو "دابار Dabar" (يعني "كلمة") "مأخوذ عن تث 1:1 "هذا هو الكلام".[
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
يقسم المرتل البشرية إلي صنفين:

Sermon 7:1.
أ. الأتقياء، وهم الذين يرتبطون بكلمة الله، ليدركوا أرادة الله ويتمموها. إنهم يصلون بغيرة طالبين النمو في الحكمة الإلهية والتمتع بالفهم كعطية إلهية، كما يثابرون على طلب نعمة الله لكي تسندهم على ممارسة الوصية لعلهم يبلغون حياة الكمال. هؤلاء يختبرون الحياة المطوَّبة بالرغم من مقاومة الأشرار لهم، وتتحول كلمة الله بالنسبة لهم إلي تسبحة مفرحة تحمل عذوبة خاصة.
حياة هؤلاء الأتقياء بما تحمله من قدسية ونقاوة مع استنارة وحكمة تكشف.
عن صدق كلمة الله وقوتها. إنها شهادة حية وكتاب مقروء من الجميع، يترجم كلمة الله في حياة المؤمن التي ترفعه من مجدٍ إلي مجدٍ حتى تدخل به إلي كمال المستقبل المجيد.
ب. الأشرار، وهم الذين يرفضون كلمة الله ويقاومونها، كما يقاومون من يتمسك بها، لكن خططهم تنتهي حتمًا بالفشل وينهزمون.
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
تسبحة التسابيح!

يتطلع آباء الكنيسة إلي سفر المزامير بكونه قلب الكتاب المقدس، يقدم لنا كلمة الله بلغة التسبيح والفرح حتى في أحلك اللحظات! ويترجم لنا السفر الشركة الحقيقية مع الله بلغة السمائيين وسط الواقع المرّ الذي يعيشه المؤمن.
هذا المزمور هو أنشودة النفس التي تتمتع بكلمة الله وتختبر فاعليتها في حياتها اليومية، وبه تستعد لملاقاة العريس السماوي. لهذا يحتل المزمور مركز الصدارة في صلاة نصف الليل حيث تتجه الصلوات نحو مجيء العريس... وكأن الكنيسة تجد في هذا المزمور عزاءها بعد إجهاد اليوم كله وتعب الليل، فتتغنى للعريس "كلمة الله" الذي يأتي إليها ليحملها معه إلي شركة أمجاده.
يقول القديس أغسطينوس: [هذا المزمور عميق جدًا، لا أستطيع الوصول إلي عمقه. ومع هذا فهو لا يحتاج إلي مفسرٍ، لكنه يحتاج إلي من يقرأه ومن يسمعه.]
يقول Venn: [هذا هو المزمور الذي غالبًا ما كنت ألجأ إليه حين كنت لا أجد في قلبي روحًا للصلاة، بعد مدة تلتهب النار فيَّ وأستطيع أن أصلي1.]
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
يتحدث هذا المزمور عن الشريعة الإلهية كسندٍ للمؤمن في غربته، فيرى فيها:
1. سرّ تعزيته وسط آلام البرية [16، 47، 103].
2. سرّ تسبيحه وتهليل نفسه [54].
3. سرّ غناه الداخلي [72].
4. قائدة النفس ومرشدة لها وسط مضايقات الأعداء [16، 61، 62].
5. سرّ حياته [25].
6. سرّ الاستنارة [105، 135].
7. أخيرًا تقدم له الوصية في روحها وأعماقها شخص المخلص، كلمة الله المتجسد، لذا يقول المرتل: "لكل كمال رأيت حدًا، أما وصاياك فواسعة جدًا" [96].
* تحمل الوصية في داخلها السيد المسيح؛ من يدخل إلي أعماقها ويعيشها بالروح يلتقي بالكلمة الإلهي نفسه.
القديس مرقس الناسك
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
سمات هذا المزمور

1. مدرسة صلاة: يعتبر هذا المزمور مدرسة صلاة نموذجية، تكشف عن حياة الصلاة من خلال الواقع الحيّ الذي عاشه المرتل، القائل: "أما أنا فصلاة" مز4:109. يمكننا من خلال هذا المزمور أن نكتشف كيف مارس المرتل الصلاة.
أ. لا يفصل المرتل بين ناموس الرب الروحي أو وصيته أو كلمته وبين عبادته، خاصة الصلاة. فإن كان المزمور في جوهره هو تمجيد للوصية الإلهية إلا أنه قطعة صلاة رائعة. وكأن غاية الوصية هو دخولنا إلي الاتحاد مع الله القريب منا، بل والساكن فينا، نحاوره ويحاورنا، نناجيه ويناجينا، كما أن غاية الصلاة هو التمتع بطوباوية الطاعة الكاملة للوصية، حيث بالصلاة نطلب أن ينعم الله علىنا بمشيئته عاملة فينا.
ب. في هذا المزمور نكتشف "وحدة الإنسان"، فلا يعرف المرتل ثنائية في حياته، إنما يشترك الجسد مع النفس، ويتناغم القلب مع الفم واللسان. فمن جهة يحرص المرتل على صلاة القلب الكاملة، إذ يقول:
"من كل قلبي طلبتك، فلا تبعدني عن وصاياك" 10.
"أخفيت أقوالك في قلبي" 11.
"فهمني فأبحث عن ناموسك، واحفظه بكل قلبي..."
"أمل قلبي إلي شهاداتك" 34،36.
"ترضيت وجهك بكل قلبي" 58.
"ليصر قلبي بلا عيب في عدلك، لكي لا أخزى" 80.
"صرخت من كل قلبي فاستجب لي" 145.
ومن جهة أخرى لا يتجاهل المرتل صلاة الفم واللسان ليشترك الجسد مع القلب:
"تفيض شفتاي السبح إذا ما علمتنى حقوقك،
ينطق لساني بأقوالك... " 171.
هكذا يرى المرتل في كل كيانه قيثارة متنوعة الأوتار تقدم سيمفونية حب عملية خلال حياة الصلاة والطاعة يشترك فيها الجسد مع النفس!
ج. مع كل نسمة من نسمات حياته يرفع المرتل قلبه للصلاة، فيتقدس كل زمان عمره بعمل الله فيه، لذا نراه يصلي كل حين [20]، طول النهار [97]، سبع مرات في النهار [164]، وفي الليل [55]، كما في نصف الليل [62]، وفي السحر [148]، وفي الصباح [147].
د. يناجى المرتل الثالوث القدوس، فيتحدث عن الآب [90،73] والابن [176] والروح القدس [131].
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
يمكننا تلخيص موضوع صلاة المرتل هنا في الآتي:
* لكي يكشف له الله عن وصاياه.
* لكي يعطيه فهمًا لإدراك أعماق الوصية.
* لكي يتمتع بالنعمة الإلهية فيجد عذوبة في الوصية الصعبة فيشتاق إليها.
* لكي يمارس الوصية الإلهية وينمو فيها.
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
2. هذا المزمور أساسًا هو مزمور تعلىمي أو إرشادي، وفي نفس الوقت هو تسبحة وصلاة، إذ يصعب فصل التعليم الروحي عن العبادة. ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على هذا المزمور، قائلًا: [دعْ الفم يرنم والعقل يتهذب، فإن هذا ليس بالأمر القليل. فإننا ما أن نعلم اللسان التسبيح حتى تخجل النفس من أن تسلك طريقًا مضادًا لما تسَّبح به1.]
يقولالقديس جيروم: [المزمور 118 (119) أبجدي في تكوينه، أخلاقي في سماته، ويحوي إرشادات لحياتنا2.]
3. يتطلع البعض إليه كمزمورٍ ليتورجي، يخص العبادة العامة.
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
4. يرى العلامة أوريجينوس أن استخدام المزمور للحروف الأبجدية كلها في بداية المقاطع بالترتيب يشير إلي احتوائه "اللاهوت الأدبي كله"، كما يقول: [على حسب معرفتي لا يوجد أي موضع آخر تناول موضوع "اللاهوت الأدبي" بإسهاب كما تناوله هذا المزمور.]
ويرى القديس أثناسيوس الرسولي أن هذا المزمور يكشف لنا عن منهج حياة القديسين في جوانبها الثلاثة: الحرب الروحية، النعمة الإلهية، التمتع بالأمجاد الأبدية، إذ يقول:
[يصف المرتل في هذا المزمور منهج حياة القديسين:
* المحاربات والآلام والتجارب والهجمات الشيطانية وتسلل آلاف الأفكار والشِباك والفخاخ.
* لكنه أيضًا يصف كل ما يسمح بالنصرة والغلبة: الناموس والتعلىم والصبر والعون القادم من العلى.
* وأخيرًا يصف ما يحل بعد المتاعب من المكافآت والأكاليل.]
5. السمة المميزة لهذا المزمور هي الاقتناع العميق بأن حفظ وصايا الله لا يقوم على الجهد البشرى، إنما يحتاج إلي نعمة الله التي تهب الأرادة المقدسة والقدرة على تنفيذها كما تعطى لأولاد الله عذوبة لا يُنطق بها في التمتع بكلمته، لهذا تحقق هذا المزمور بطريقة عجيبة خلال نعمة الله التي وُهبت لنا في العهد الجديد لكي تنقش الوصية في قلوبنا (إر 31:31 -33).
الوصية ليست مجرد إرشادات مسجلة في كتاب أو نسمعها خلال كلمة وعظ، وإنما هي عطية الروح القدس القادر وحده أن يسجلها في أعماقنا، فنختبرها كروحٍ وحياةٍ، ونتلمس فاعليتها في أعماقنا.
الوصية في حقيقتها هي خبرة "الحياة المقامة"، لذلك كثيرًا ما يردد المرتل العبارة: "حسب قولك فأحيا"... هذه هبة روح الله الذي يعطينا شركة مع المسيح القائم من الأموات، لنقول: "أقامنا معه" أف 6:2، أي يهبنا الحياة المقامة الجديدة.
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
6 . يناسب هذا المزمور جميع المؤمنين في كل العصور، فهو يمثل صرخة النفس المتعطشه لله كي تعمل كلمته فيها، وتحميها من تجارب العدو الذي يحاربها من الداخل كما من الخارج. غير أن كثيرين يرون أنه مزمور يلائم بالأكثر الشباب الذين يسألون الرب الاستنارة الداخلية والقوة للعمل والجهاد بنعمته الغنية تحت قيادة كلمته العذبة.
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
7. يرى البعض أن الناموس أو كلمة الله هنا تحتل مكانة الله نفسه، وفي الحقيقة ابتداء من الآية 4 فصاعدًا ماعدا الآية 115 فإن كل آية هي مناجاة أو صلاة مقدمة لله 1، باستخدام أنواع عديدة من التوسل. إننا نمجد الناموس الإلهي، لأنه يعبر عن الله نفسه ويعلن عن أرادته للإنسان، هذا ولا يمكن فصل "كلمة الله" عنه بكونه أقنوم إلهي وهو واحد مع الآب والروح القدس في ذات جوهر الطبيعة الإلهية.
ما يؤكده المرتل هنا هو أنه بقدر ما نقترب من الكلمة الإلهية نقترب من الله نفسه، وبقدر ما نحيا فيها نحيا مع الله.
8. يحمل المزمور طابعًا تأمليًا، حيث تظهر مشاعر المرتل وظروفه في شكل صلوات وتعجبات!
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
9. يقول كلارك: [كثير من القدامى، خاصة الآباء اليونان، يعتبرونه ملخصًا لحياة داود، حيث يعبَّر فيه عن كل الحالات التي مرّ بها، بما تشمله من محاكمات واضطهادات ومساعدات وتشجيعات تلقاها. ويرى الآباء اللاتين في المزمور أنه يشمل كل مبادئ السلوك الخاصة بالإنجيل، وأنه يحكم سلوك الإنسان في كل موقف من مواقف الحياة2.]
يرى البعض أن داود لم يكتب هذا المزمور في ظرف معين واحدٍ، وإنما كان أشبه بمذكرات يومية3، بدأها في شبابه واستمر فيها حتى شيخوخته. كل المؤمنين مدعوون للتأمل فيه لكي يجد كل واحدٍ نفسه فيه مرة ومرات، متأملًا في قيمة كلمة الله الثمينة وعذوبتها ومجدها.
احتفظ داود بمذكراته هذه مبرزًا أن كلمة الله هي موضوع سنده ولهجه وعذوبته منذ شبابه حتى شيخوخته، وها هو يقدمها لنا كي نقبل كلمة الله بكونه "الأول والآخر، البداية والنهاية" في كل حياتنا (رؤ 8:1).
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
10. يرى البعض أن السيد المسيح هو المتحدث في هذا المزمور. يقول J. R.Church: [يشير هذا المزمور بروح النبوة إلي ربنا يسوع المسيح الذي قُدم في إنجيل يوحنا أنه "كلمة الله"]. كما يقول أيضًا: [يوجد سبب آخر يجعلني أحسب المزمور 119 يشير بروح النبوة إلي يسوع المسيح. فهناك ثمان آيات لكل من الاثنين والعشرين مقطعًا (استيخون Stanza) التي لهذا المزمور، وأن رقم 8 هو الرقم الأوحد "للبداية الجديدة" (اليوم الأول من الأسبوع)، مشيرًا إلي أنه لا يوجد آخر سوى يسوع المسيح، فإن اسم "يسوع" في اليونانية يعادل رقم 888 وذلك مقابل رقم ضد المسيح 666 المذكور في رؤيا 18:13.1] ويقول Arno C. Gaebelein [إن رقم 8 هنا يشير إلي "الحياة من الموت"، فإن السيد المسيح لم يقم في اليوم السابع بل في الثامن، هذا يقدم لنا مفتاح السفر.2]
ويرى العلامة أوريجينوس أن استخدام رقم 8 هنا له معناه الخاص، فإنه إذ يحوى المزمور 22 مقطعًا، وكل مقطع يبدأ بحرف من الأبجدية العبرية بالترتيب لكونه يضم كل اللاهوت الأدبي، فإن استخدام الحرف ثمان مرات يعني الدخول إلي كمال النقاوة والمعرفة، لأن النجاسة استمرت لمدة سبعة أيام حيث حُسب العالم أغلفًا، إلي أن جاء السيد المسيح وأختتن في اليوم الثامن فتمتعنا فيه بالطهارة والنقاوة .هذه الطهارة تحققت بعمل قيامة السيد المسيح، إذ قام في اليوم الثامن أو الأول من الأسبوع الجديد. يقول العلامة أوريجينوس [لقد تطهرنا جميعًا دون استثناء في ختان السيد المسيح، نحن الذين دُفنا وقُمنا معه كقول الرسول بولس (رو 4:6).]
يلاحظ أن هذا المزمور أبجدي يضم 22 استيخونًا (مقطعًا) حسب عدد حروف الأبجدية العبرية، كل استيخون يحوي 8 عبارات تبدأ كلها بحرفٍ واحدٍ، وقد جاءت الحروف مرتبة ترتيبًا هجائيًا بالعبرية.
واضع المزمور
يرى بعض الدارسين الحديثين أن هذا المزمور من وضع عزرا الكاتب الذي اهتم بتجميع أسفار العهد القديم بعد السبي، فسجل هذا المزمور ليعبر عن فاعلية كلمة الله في حياة المؤمنين. غير أن التقليد اليهودي وأيضًا المسيحي ينسب المزمور لداود النبي، وقد نادى كثير من المفسرين المحدثين بذات الرأي.
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
الكلمات الإرشادية (مفتاح السفر)3

يستخدم هذا المزمور مرادفات متعددة "للإعلان الإلهي" تصف كلمة الرب؛ يرى البعض أنها ثمانية، بينما يضيف إليها البعض المرادفين "طريق الرب، وحق الرب". وهي ليست مرادفات حرفية لغوية مجردة، إنما تشير إلي خصائص معينة لكلمة الله، توضح سموها وكمالاتها المتعددة.
1. الشريعة (الناموس أو التوراة torah): الكلمة العبرية (توراة) تعنى بالأكثر أسفار موسى الخمسة؛ وقد تكررت هذه الكلمة 25 مرة، وردت في كل استيخون (قطعة) فيما عدا الاستيخون "ب". المعنى الحرفي لكلمة "التوراة" هو "التعليم"، أي التعليم الذي استلمه موسى على جبل سيناء. وقد ترجمها اليهود الهيلينيون "أصحاب الفكر اليوناني، "نوموس"، أي "الناموس"1.
جاءت الكلمة مشتقة من فعل معناه "يوجه"، "يقود"، "يهدف"، "يصَّوب إلي قدام". هكذا تُدعى كلمة الله "شريعة الرب" أو "ناموسه"، لأنها توجهنا أو تقودنا إلي التعرف على أرادة الله المقدسة، لكي تربطنا بالحياة المطوّبة (مز 1:1) وتهبنا سلام الله وحقه الإلهي خلال الطاعة له.
يلزمنا الخضوع لناموسه بكونه ملكنا الذي يقود حياتنا بقانون مملكته؛ لكنه في هذا لا يطلب لنفسه سلطانًا علينا بل يعلن أرادته لكي نحملها فينا لبنياننا وتقديسنا.
يحدثنا هذا المزمور عن حالة التطويب التي يعيش فيها الساكنون في شريعة الرب، فمن هم هؤلاء السالكون في ناموس الرب إلا الذين يتَّحدون بالسيد المسيح الرأس، الذي وحده بلا عيب، وقادر أن يهب جسده الطاعة لناموسه، لا على مستوى الحرف القاتل بل الروح الذي يبني؟! والطاعة لشريعة الرب هنا لا تعني التنفيذ الحرفي لطقوسها، إنما تتميمها في المسيح يسوع بعمل الروح القدس فينا، الذي هو روح المسيح. فلا يستطيع إنسان بذاته أن يتمم شريعة الرب أو ناموسه، لذلك صار الكل في حاجة إلي عمل السيد المسيح الذي تممه من أجل الذين هم تحت اللعنة، لأنه مكتوب: ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به" غلا 10:3.
* ها أنتم ترون كيف يبرهن أن الذين يلتصقون بالناموس هم تحت اللعنة، إذ يستحيل عليهم أن يتمموه (غلا 10:3، 11)، ثم كيف جاء الإيمان يحمل قوة التبرير هذه... استبدل المسيح هذه اللعنة بلعنة أخرى: "ملعون كل من عُلق على خشبة"... لم يأخذ المسيح لعنة عدم التقوى بل اللعنة الأخرى، لكي ينتزع اللعنة عن الآخرين. "على أنه لم يعمل ظلمًا ولم يكن في فمه غش" إش 9:53. إذ بموته خلص الأموات من الموت، هكذا بحمله اللعنة في نفسه خلصهم منها2.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* لم يُعطَ الناموس لشفاء الضعفاء، وإنما للكشف عن ضعفهم وإظهاره (غلا 19:3)... لقد تسلموا الناموس الذي لم يستطيعوا أن يتمموه. لقد عرفوا داءهم، والتمسوا عون الطبيب، مشتاقين أن يبرأوا إذ عرفوا أنهم في كربٍ، الأمر الذي ما كانوا يعرفونه لولا عدم قدرتهم على تتميم الناموس الذي تسلموه.3
القديس أغسطينوس
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
2. الشهادات (إيدوث edoth): وتعنى شهادة الله عن أرادته أو الكشف عنها لكي يسلك المؤمن حسبها. ويرى بعض الآباء أنها تعني الشهادة الإلهية عن الحب الحقيقي نحو الإنسان والذي تحقق في كماله عندما شهد السيد المسيح الشهادة الحسنة أمام بيلاطس بنطس، مسلمًا حياته مبذولة من أجل الإنسان. وتتحقق الشهادات بقبولنا هذا الحب وتجاوبنا معه بالحب، فنشهد عنه بتقديم حياتنا ذبيحة حيَّة مقدسة مرضية عند الله (رو 1:12).
يُدعى الكتاب المقدس "شهادة (عهد) الله"، إذ يحوى شهادة عن فكر الله وأرادته، كما يحوى شهادة عن وعود الله لشعبه وتحقيقها خلال الصليب. هنا أيضًا إشارة إلي تابوت الشهادة أو تابوت العهد. فمن لا يحفظ وصايا الله لا يُحسب حافظًا لعهده معه بل كاسرًا له.
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
3. الفرائض أو الأوامر (Piqqudim): وردت 21 مرة في هذا المزمور، في كل الاستيخونات ماعدا ثلاث منها، كما وردت ثلاث مرات في أماكن أخرى في الكتاب المقدس، وهي تفيد الالتزام بواجب معين.
يرى البعض أن الكلمة العبرية مشتقة من كلمة معناها "تعهد أمر ما في يدٍ أمينة موضع ثقة"، أي أن يعهد إلي الإنسان بأمورٍ إلهية تخصه، كي يمارسها كمسئولٍ ومُلتزمٍ، وذلك بدافع من ضميره الداخلي وأمانته.
يرى آخرون أن الكلمة مشتقة من كلمة معناها "يلاحظ"، "يهتم بشيء ما"، "يصغي"، "يُقدِّر الأمر"، لأن غاية الفرائض الإلهية هي رعاية طريق الإنسان بواسطة الله الذي يهتم به ويصغي إليه بكونه موضع تقديره. وفي نفس الوقت تعلن الوصايا عن واجبنا وتوجهنا لنحيا ونسلك كما يليق بتقدير الله لنا.
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
4. الحِكَمْ (chuqqim): تكررت في كل الاستخونات ما عدا أربع. جاءت في المؤنث في آية 16، 19 مرة في الآيات 5 - 171.
الكلمة مشتقة من فعل معناه "ينحت" أو "ينقش" بكونها حِكَمْ لها أهميتها الكُبرى، تُنحت كعلامات في الطريق نتبعها، وأي انحراف عنها يؤدي بحياتنا إلي الضلال والتيه والهلاك.
السيد المسيح هو الحكمة الحقيقية الذي ينقش صليبه في قلوبنا كعلامة للطريق الملوكي، وهو يهبنا روحه القدوس الذي لا ينقش وصايا أو حِكَمْ على ألواح حجرية بل ينحتها في قلوبنا، قادرة أن ترفعنا إلي الحياة السماوية كما بجناحي حمامة.
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
5. الوصاياmitsvot: وردت 22 مرة في هذا المزمور، ذُكرت في جميع الاستيخونات ماعدا ثلاث. والكلمة تحمل معنى السلطان، فقد عهد الله بها إلينا بكونه صاحب سلطان لنطيعها، نعرف ما نقبله وما نرفضه.
يقدمها الله لنا كوديعة، علامة تقديره لنا، فنرد حبه لنا بطاعتنا له، أي نرد الحب بالحب.
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
6. الأحكام misphatim: وردت هنا 23 مرة، في كل الاستيخونات ماعدا في اثنين. تعني واجبًا يُوضع على عاتق الإنسان بحكم إلهي أو بقرار من الله.
جاءت الكلمة عن فعل معناه "يحكم" أو "يدين" أو "يقرر"؛ فالأحكام تعني قرارات إلهية شرعية يلزم الكل بالخضوع لها، وهي تحكم كل تصرفات الإنسان من جهة أفكاره وأحاسيسه ومشاعره وعواطفه وعلاقاته بجسده وبإخوته وبالخليقة كما بالله، إنها تنظم حياته لا خلال شرائع حرفية وإنما خلال الفكر الروحي الإلهي.
دُعيت أحكام، لأنه يجب أن تكون دستورنا في الحكم على كل الأمور الخفية والظاهرة، وبموجبها أيضًا يديننا الله.
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
7، 8. الكلمة والأقوال: في العبرية يوجد تمييز واضح بين الاصطلاحين (dabar وimrah). جاءت "الكلمة" 24 مرة في المزمور، في كل الاستيخونات ماعدا ثلاث؛ و"الأقوال" 19 مرة، في كل الاستيخونات ماعدا أربع.
يدعى الكتاب المقدس كلمة الله أو أقواله، تصدر عن فمه، ويعلنها لنا. والكلمة تعني إعلان الله عن فكره؛ والسيد المسيح هو الكلمة السرمدي الواحد مع الله في جوهره ومساوٍ له، هو عقله الناطق أو نطقه العاقل. شتان ما بين كلمة الله وكلمة الإنسان، فالله كلمته ليست خارجة ومنفصلة عنه، أما كلمة الإنسان وأقواله فتخرج عنه وتتلاشى.
يقول القديس إكليمنضس الإسكندري: [يقول كلمة الله: "أنا هو الحق" يو 6:14. إذن الكلمة يتأملها العقل1.]
* الابن، بكونه الكلمة، يعلن عن أرادة أبيه...
الكلمات المنطوق بها (كحرفٍ) ليس لها فاعلية مباشرة في ذاتها، إنما كلمة الله وحدها التي ليست بمنطوق بها ولها مفهوم داخلي، كما يدعونها، تعمل بفاعلية، وهي حيّة ولها قوة الإبراء. "لأن كلمة الله حيَّة وفعّالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلي مفرق النفس والروح والمفاصل والمِخاخ" عب 12:4...
لا تطلب إذن مقارنته بالكلمة الخارجة من الفم.
* يا للغباء، يتكلمون كمن لا يعرفون الفرق بين الكلمة المنطوق بها والكلمة الإلهي، السرمدي، المولود من الآب، أقول إنه مولود وليس فقط منطوقًا به، الذي ليس فيه ربط لمقاطع بل كمال اللاهوت الأزلي والحياة التي بلا نهاية.
* نعم، من ينظر إلي الابن يرى الآب في الصورة (يو9:14 -10). لاحظ أية صورة يُقال عنها. إنها الحق والبرّ وقوة الله؛ ليست خرساء، لأنه الكلمة ليست جامدة لأنه الحكمة، ليست باطلة، لأنه القوة...، ليست ميتة لأنه القيامة2.
القديس أمبروسيوس
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
9. الطريق dereh: وردت هذه الكلمة 13 مرة في هذا المزمور، وهي تعني القاعدة التي تقوم عليها عناية الله وأيضًا طاعتنا.
كلمة الله تُدعى "الطريق"، إذ يقدمها لنا كي نسلك فيها كما بسلّمٍ ملوكي، فنبلغ ملكوت السموات. هذا الطريق هو كلمة الله المتجسد نفسه الذي يعلمنا ويدربنا ويحملنا بروحه القدوس إلي حضن الآب، واهبًا إيانا برَّه لكي نشاركه مجد ميراثه.
* "أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلي الآب إلا بي" يو 6:14...
إن كنت أنا الطريق، فإنكم لا تحتاجون إلي أحد يمسك بأيديكم...
إنه يقول: "إن كنت أنا هو السلطة الوحيدة التي تُحضر إلي الآب، أنتم بالتأكيد تأتون إليه، فإنكم لا تستطيعون أن تأتوا بطريق آخر3.
القديس يوحنا ذهبي الفم
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
10. الحق أو الأمانة Orach: وردت الكلمة العبريةخمسمرات [30، 75، 86، 90،138]. يُدعى كلمة الله المتجسد "الحق"، هذا الذي له وحده القوة والسلطة أن يحطم أباطيل الشيطان والجهالة، ويملك على حياتنا الداخلية، معلنًا عن ذاته وعن أسراره بكونه الحق السرمدي، واهبًا إيانا المعرفة كعطية إلهية.
* هذا الحق أظهره المسيح لنا في إنجيله، قائلًا: "أنا هو الحق" يو 6:14. لذلك إن كنا في المسيح، ولنا المسيح فينا، إن كنا نسكن في الحق ويسكن الحق فينا، لنتمسك بهذه الأمور التي هي حق4.
الشهيد كبريانوس
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
ويمكننا أن نلخص الكلمات الإرشادية للإعلان الإلهي في الآتي:
1. الشريعة: التي تقودنا وتوجهنا للتعرف على الإرادة الإلهية، لكننا سقطنا تحت لعنة العصيان حتى جاء من يحررنا من اللعنة.
2. الشهادات: التي تشهد عن أرادة الله وتكشف عن حبه الباذل المُعلن خلال الصليب.
3. الفرائض: حيث يتعهد المؤمن بالسلوك بأمانة فيما عُهد به إليه.
4. الحِكَمْ: وهي علامات إلهية على أرض القلب، يثبتها الله.
5. الوصايا: حيث يأمرنا الله صاحب السلطان فنطيع.
6. الأحكام: فإن كلمة الله تحكم كل تصرفات الإنسان في داخله وفي سلوكه مع إخوته ومع الخليقة كلها كما مع الله.
7. الكلمة: حيث نتمتع بالأقنوم الإلهي، الكلمة الإلهي.
8. الأقوال: تدخل بنا إلي القول الإلهي الذي يفوق الفاظ بشرية.
9. الطريق: كلمة الله هو طريق ملوكي يدخل بنا إلي حضن الآب.
10. الحق أو الأمانة: نتمتع بالحق الإلهي، فلا نعيش في جهالة.
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
المزمور 119 (118) وبلوغ الكمال

يرى القديس جيروم أنه بعد المزمور 119 يأتي في الترتيب مباشرة مزامير الصعود الخمسة عشرة (120-134)، حيث يصعد المؤمن السبع درجات التي للدار الخارجية والثمان درجات التي للهيكل، وكأنه بترنم هذا المزمور يدخل الإنسان إلي المقادس الإلهية1.
يمكننا القول أن كلمة الله التي هي موضوع تسبحة هذا المزمور تهيئ النفس البشرية هكذا:
*تصعد بعمل الروح القدس لتنعم بالارتفاع فوق كل ضيق زمني وكل مقاومة للحق (مز 120).
*ترفع العينين الداخليتين إلي الجبال المقدسة لتجد الرب حافظها (مز 121).
*تسكن مع الرب في بيته السماوي (122) حيث تنعم بأورشليم العليا وقد فُتحت أبوابها أمامها...
عندئذ بحق تترنم بتسبحة النصرة الأبدية: "لولا أن الرب كان معنا لابتلعونا ونحن أحياء... عبرت نفوسنا السيل... "الفخ انكسر ونحن نجونا" (مز 122). "إن الرب قد عظم الصنيع معهم، عظم الرب الصنيع معنا فصرنا فرحين" (مز 124).
هذا هو عمل الكلمة الإلهية في حياتنا التي تهبنا عربون الكمال السماوي والمجد الأبدي.
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
مركز التوراة عند اليهود

1. التوراة في عرف الربيين موجودة قبل خلقة العالم. أصل الأسفار الخمسة مثل كل ما هو سماوي تتكون من نارٍ كُتبت بحروف سوداء نارية على أرض نارية بيضاء2.
2. التوراة في حضن الله: [عندما يكون الله جالسًا على عرش مجده تكون التوراة في حضنه].
3. التوراة هي ابنة الله.
4.التوراة هي حياة العالم، من يفصل نفسه عن التوراة يموت فورًا1، إذ تفنيه النار ويسقط في الجحيم2.
5. جاء في المدراش في التعليق على سفر المزامير: [الحق هو التوراة].
6. ترفع التوراة الإنسان إلي ما فوق الزمنيات: [اعتاد هلليل أن يقول: "يجب أن تتعلم أن من ينتفع بكلمات الناموس يسحب حياته من العالم3].
7. التوراة هي حكمة الله نفسها، كان لها مشورة مع الله في أمر الخلقة. وهي أول إعلان إلهي كشف عن الله نفسه4.
8. تضيء التوراة إلي الأبد5.
9. تعطي التوراة مجدًا لدارسها: "الأممي الذي يدرس التوراة يصير عظيمًا كرئيس الكهنة"6.
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
سمات كلمة الله

1. لذيذة [14،16]: لا تعطى مجرد لذة فكرية، إنما لذة الفرح بالحياة المطوّبة، والتعرف على أرادة الله والتمتع بها.
2. غنية: هي ميراث المؤمن [111]؛ أثمن من الذهب والحجارة الكريمة [127] والغنائم الوافرة [162].
3. محبوبة، تدخل في ودٍّ معنا [48].
4. مهوبة [161].
5. ثابتة في السموات إلي الأبد [89].
6. تهب الطوباوية [1]، والرحابة أو اتساع القلب [45]، والتحرر من الآلام [133]، والاستنارة [130]، والحياة [93]، والسلام [165]، والفرح العظيم [162]، وتستدرّ مراحم الله وخلاصه [41]... لذا فهي أساس الرجاء [43].
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
الإطار العام

1. تطويب الطاعة بقلبٍ غير منقسمٍ
[1 -8].
2. الوصية... كنز خفي
[9 -16].
3. الوصية... عزاء في الغربة
[17 -24].
4. إحيني ككلمتك
[25 -32].
5. اهدني في سبيل وصاياك
[33 -40].
6. الشهادة لكلمة الله
[41 -48].
7. كلامك عزّاني في مذلتي
[49 -56].
8. ترضيت وجهك بكل قلبي
[57 -64].
9. خير لي أنك أذللتني حتى أتعلم حقوقك
[65 -72].
10. أحكامك عادلة
[73 -80].
11. رجاء وسط الظلمة
[81 -88].
12. كلمتك دائمة في السموات
[89 -96].
13. كلماتك حلوة في حلقي
[97 -104].
14. مصباح لرجلي كلامك
[105 -112].
15. اعضدني حسب قولك
[113 -120].
16. لا تسلمني إلي الذين يظلمونني
[121 -128].
17. عجيبة هي شهاداتك
[129 -136].
18. عادلة هي شهادتك إلي الأبد
[137 -144].
19. قريب أنت يا رب
[145 -152].
20. بعيد هو الخلاص عن الخطاة
[153 -160].
21. سلام عظيم للذين يحبون اسمك
[161 -168].
22. علمني، أعني، ابحث عني!
[169 -176].
مقدمة مزمور 119 - تفسير سفر المزامير -غنى كلمة الله ولذتها
من وحي المزمور 119

لأقترب إلي كلمتك فأقترب إليك!


* كلمتك الإلهية تعلن لي عن عظمة حبك.
تكشف لي عن أرادتك الإلهية،
وتسندني لأتممها،فأصير أيقونة حيَّة لك.
تدفعني مع كل نسمة من نسمات حياتي نحو الكمال،
فتصير حياتي بكل جهادها تسبحة نصرة عذبة!
تحولني إلي إنجيل مقروء من الجميع،
يشهد لصدق كلمتك، ويُعلن عن قوتها.
* من هم الأشرار إلا رافضوا كلمتك؟!
ليقاوموها في شخصي المسكين والضعيف،
فإنهم حتمًا يفشلون،
أما أنا فأنعم بقوة كلمتك!
* في نصف الليل أسبح بهذا المزمور (119)،
فهو أغنية الكنيسة المترقبة مجيء عريسها، الساهرة بروح الفرح والتهليل.
أسبح كلمة الله التي تملأ نفسي بتعزيات الروح في رحلة غربتي!
تحول هموم العالم ومتاعبه إلي تسبحة مفرحة!
تطرد محبة العالم عن أعماقي ليصير كلمة الله ذهبي وكنزي!
تقود فكري وعواطفي وأحاسيسي كعمود نورٍ وسط البرية.
تهب الحياة لقلبي الذي صار قبرًا قائمًا.
تنير ذهني بالأسرار الإلهية، وتبدد ظلمة الجهالة التي حاصرتني.
تقدم لي فوق الكل كلمة الله المتجسد مخلصًا وصديقًا شخصيًا!
* يبقى هذا المزمور مدرسة للصلاة خلالها أناجيك يا إلهي.
أتتلمذ فيها كل أيام حياتي،
أتعلم الصلاة الداخلية من كل قلبي،
ويشترك فمي ولساني وكل كياني معًا،
كقيثارة يضرب عليها روحك القدوس سيمفونية حب رائعة!
أطلب منك أن تكشف لي عن وصيتك الإلهية،
تعطيني فهمًا فأدخل أعماق جديدة لكلمتك،
نعمتك تهبني الأرادة الصالحة والقدرة فأتمم وصيتك وأنمو فيها.
* لأقترب يا إلهي إلي كلمتك، فأقترب إليك!
ولأحيا في وصيتك، فأحيا فيك وبك!
أراك أيها المسيح كلمة الله مختفيًا وراء حروف المزمور!
أريد أن أتعرف عليك، وألتقي بك، وأراك يا سرّ حبي كله!
* ماذا أرى في كلمتك يا إلهي؟
إنها ناموسك الذي كسرته فسقطت تحت لعنته،
وجاء مسيحك يحمل اللعنة عني!
دخل دائرة اللعنة لا بكسر ناموسك بل برفعه على خشبة.
حملني من دائرة اللعنة ودخل بي إلي أحضانك الإلهية!
إنها شهاداتك، التي تشهد عن حبك الباذل،
هب لي أن أشهد ببذل دمي، فأرد الحب بالحب!
إنها الفرائض التي تُسلم إليّ كما إلي أيدٍ أمينة.
إنها الحكم أو الحكمة، تشبه علامات تضعها في الطريق،
فلا انحرف يمينًا ولا يسارًا عن الطريق الملوكي،
حتى أدخل إلي السموات عينها!
إنها الوصايا التي التزم بها كابن يخضع لوصايا أبيه.
إنها الأحكام التي تحكم حركات نفسي الخفية وسلوكي الظاهر،
تقدم لي دستورًا ينظم علاقتي بك يا إلهي، كما بالسمائيين والأرضيين.
إنها الكلمة الإلهية ليست الفاظًا وحروفًا، بل هي روح وحياة لي!
إنها أقوالك، لا كأقوالي التي تخرج من فمي فتتضمحل،
لكنها هي واحد معك،
أقتنيها فأقتنيك!
إنها الطريق الملوكي، الذي يدخل بي إلي أحضانك.
إنها الحق الذي يبدد جهالاتي وينزع عني أباطيل إبليس.
* بماذا أمدح كلمتك يا سيدي؟!
هي حلوة، أشهي من العسل والشهد،
كنز يفوق الذهب وكل اللآلئ الثمينة،
مهوبة، تسمر خوفك المقدس في لحمي،
مُحًبة، تدخل بي إلي أحشائك الملتهبة حبًا لي.
ثابتة إلي الأبد، تنقلني إلي سمواتك.
مطوَّبة، تقدم لي رحابة قلب واتساع الذهن،
وتحررني من كل هوى.
نور لرجلي، تقودني إليك أيها الساكن في نور لا يُدنى منه.
مشبعة لنفسي، تهبني الحياة الجديدة مع الفرح العظيم والسلام الفائق.
نعم! كلمتك تفتح لي أبواب الرجاء،
وتدخل بي إلي شركة أمجادك السماوية!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 119 |غنى كلمة الله ولذتها
مزمور 121 (120 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - سر سلامي: الالتصاق بالمخلص كلمة الله
مزمور 107 - تفسير سفر المزامير - كلمة الله واهب الشفاء
مزمور 62 - تفسير سفر المزامير - الاتكال على الله
مزمور 3 - تفسير سفر المزامير الله مخلصي


الساعة الآن 03:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024