مزمور 4 - تفسير سفر المزامير
الله برّي
العلاقة بين المزمورين الثالث والرابع
عنوان المزمور
الإطار العام
1. الحياة البارة
2. الحياة المتسعة (الرحبة)
3. الحياة المقدسة
4. الحياة المضحية (ذبيحة)
5. الحياة المفرحة في المسيح
6. الحياة المستنيرة
7. في وحدانية الفكر
صلاة
العلاقة بين المزمورين الثالث والرابع:
توضح هذه المرثاة الثقة القوية في رعاية الله للأتقياء أكثر من أي سفر آخر، ويمكننا أن نطلق عليهما "أغنية الثقة"[128]!
بحسب ما ورد في الآيتين 4 و8 يمكن أن يدعى هذا المزمور "تسبحة المساء". بهذا يرتبط بالمزمور الثالث بكونهما صلاتين للمساء والصباح، يشتركان معًا حتى في الكلمات والعبارات التي تُعتبر مفتاحًا لفهم المزمور.
"المساء" هو المناسبة التي تخص المزمور، لكن صُلْب المزمور هو الاهتمام بالسلام الداخلي في المواقف المحيرة [8]. اقتراب الليل وما يتبعه من إغراء للاسترسال في التفكير في الخطايا السابقة [4] وفي المخاطر الحالية هو الذي دفع داود النبي للإفصاح عن إيمانه، حاثًّا الآخرين على الإيمان كالتزام شخصي للإنسان نحو خالقه الأمين[129].
تمرد أبشالوم على أبيه داود الذي كان وراء المزمور الثالث يمكن أن يكون وراء هذا المزمور أيضًا كخلفية له. فإننا نرى داود هنا كما في المزمور السابق في مهانة [2]، مُحاطًا بالأكاذيب [2] وبالسخط والكآبة [6]. ولما كانت هذه المشاعر يمكن أن تنتج عن سبب أو آخر في حياة الإنسان، لذلك يُستخدم المزمور في العبادة الجماعية كما في العبادة الخاصة[130].
اختبر داود النبي الرحمة الإلهية بكونها كنزه الداخلي وعونه القوي الذي يمكن أن يتكئ عليه على الدوام في أية ضيقة تواجهه. هذه الرحمة الإلهية منحته اتضاعًا حقيقيًا، فلا يتكل على برّه الذاتي بل على برّ الله واهب النصرة.
يحث داود النبي ابنه أبشالوم والجماهير التي تبعته دون معرفة، (إذ خدعها أخيتوفل - المفسد الحقيقي) على التوبة والتمتع بالحياة التقوية المفرحة التي يتمتع هو بها.
عنوان المزمور:
بحسب الترجمة السبعينية: "إلى النهاية مزمور لداود"
لما كان هذا المزمور يتحدث عن "الله برّي" جاحدًا البرّ الذاتي، لهذا فإن "إلى النهاية" إنما تعني "السيد المسيح" الذي هو غاية أو نهاية حياتنا، هو برنا؟
* "لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن" (رو 10: 4). فإن هذه النهاية (الغاية) تعني كمالًا لا استهلاكًا!
* عندما يُقرأ المزمور وتسمع "إلى النهاية، مزمور لداود" لا تفهم هذا إلا عن المسيح، إذ يقول الرسول: "غاية الناموس هو المسيح للبر". إن جئت إلى آخر غيره أعبر عنه لكي تبلغ إلى النهاية[131].
يرى البعض أن "إلى النهاية" تفترض أن المزمور يُرنم دائمًا، أو كثيرًا ما يُرتل؛ هذا يعني أن المزمور ذو قيمة عظيمة ونفع كبير. (أنظر أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت شرح كلمة "للتمام" أو "التمام" أو "حتى النهاية" في مزامير 5، 6، 8، 9، 12، 81)
وجاء العنوان في النص العبري "لإمام المغنين على ذوات الأوتار (على نيجينوث Neginoth)".
خمسة وثلاثون مزمورًا والأصحاح الثالث من سفر حبقوق موجه إلى "إمام المغنين". فقد قُسم المرتلون والموسيقيون إلى أقسام. الكل يتنبأ حسب نظام الملك (1 أي 25: 2) يستخدم البعض قيثارات لتقديم الشكر والتسبيح للرب وآخرون يستخدمون القرن. الكل يترنم في بيت الرب ويترنمون تسابيح الرب.
تقديم المزمور لشخصية متعبدة عامة تعني تقديمها للكنيسة كلها وليس لشخص واحد، إنه مِلْكٌ عام للجميع[132]!
الإطار العام Outline:
1. صرخة افتتاحية للنجدة
[1].
2. المصاعب التي تواجهه
[2-6].
3. الفرح الداخلي والسلام
[7-8].
1. الحياة البارة:
"إذا دعوت استجبت لي يا إله بري" [LXX 1]:
ربنا هو برنا؛ وكما يقول القديس بولس: "لأن غاية الناموس هو المسيح للبر لكل من يؤمن" (رو 10: 4).
2. الحياة المتسعة (الرحبة):
يدعونا ربنا إلى حمل صليبه والسير في الطريق الضيق. وبمشاركتنا إياه في صليبه ننعم برحابة الأفق واتساع القلب بقوة قيامته المجيدة المفرحة.
* "في الضيق رحَّبت لي" [1]. قدتني من ضيق الحزن إلى طريق الفرح المتسع...
عندما أعلن (داود) أن اُستجيب له، في اتساع قلبه فضل الحديث مع الله (عن أن يتحدث مع أبشالوم والجماهير)، حتى أنه بهذه الطريقة يرينا كيف يكون اتساع القلب، أي أن يمتلك الله داخل القلب، فيدخل معه في حوار داخلي.
* خلال التعاون مع كلمة الله وحضوره يشجعنا ويخلصنا؛ بعون الله يصير ذهننا متهللًا وشجاعًا وقت التجربة؛ هذه الخبرة تُدعى "اتساعًا"[133].
* مع أن طريق الملكوت ضيق وكرب بالنسبة للإنسان، لكنه متى دخله رأى اتساعًا بلا قياس، وموضعًا فوق كل موضع، إذ شهد بذلك الذين رأوا عيانًا وتمتعوا بذلك.
(يقول البشر في الطريق): "جعلت أحزانًا على قوتنا" (مز 66: 11)، لكنهم عندما يروون فيما بعد عن أحزانهم يقولون: "اخرجتنا إلى الخصب" (مز 66: 12)؛ وأيضًا: "في الطريق رحَّبت لي" [1] [134].
[لم يقل: "لم تسمح لي بالوقوع في الألم"، ولا قال: "نزعت ألمي سريعًا" إنما أكمل "أخرجتني إلى الرحب" (دا 3: 21)، أي منحتني الكثير من الحرية والراحة. هذا ما حدث فعلًا مع الثلاثة فتية، فإنه لم يمنع إلقاءهم في الأتون ولا أطفأ النار بعد إلقائهم، لكنه بينما كان الأتون يزداد التهابًا وهبهم الحرية[135]].
ببر السيد المسيح نقتني القلب المتسع، بينما خلال الخطية نُعاني من "ثقل القلب"، لهذا يضيف المرتل: "يا بني البشر حتى متى تثقل قلوبكم؟!" [LXX 2]. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [إن "ثقيل القلب" مثقل بالارتباكات الأرضية عوض التأمل في الإلهيات (راجع لو 21: 34). ويسألنا القديس أغسطينوسأيضًا ألا ننشغل بالأرضيات، قائلًا: [هنا ربما يلاحظ أحدكم العبارة السابقة: "حتى متى تحبون الباطل وتبتغون الكذب؟" [2]، وكأنه يقول: لا تحنِّ إلى التفاهات الفارغة ولا تبحث عن الأباطيل].
اتساع القلب - في رأي القديس أغسطينوس - يُقتنى بالروح القدس الذي يسكب الحب في القلب.
على نقيض أصحاب القلوب المتسعة يوجد ثقيلوا القلب والكاذبون الذين يسعون وراء الباطل. لهذا يقول المرتل:
"يا بني البشر حتى متى تثقل قلوبكم؟!
لماذا تحبون الباطل وتبتغون الكذب؟!" [2].
من يذم المرتل ويطلق عليه الأكاذيب لا يرتاب فقط في كرامته كإنسان إنما يُهاجم الله نفسه بطريقة غير مباشرة. مجد المرتل يمكن في ثقته في الله[136].
يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [إن ثقيل القلب الباحث وراء الكذب لا يدعو الله السماوي أباه، إنما يدعو الكذاب وأب كل كذاب أباه (يو 8: 44).
يترجم البعض "رحَّبت لي" ب "أعطيتني موضعًا عندما كنت في الضيق" [1]. ما هو هذا الموضع؟ إنه في حضن الآب، فإننا إذ نشارك السيد المسيح آلامه نجد موضعًا لنا في حضن الآب.
3. الحياة المقدسة:
"إعلموا أن الرب قد جعل قدوسه عجبًا" [3].
الكلمة العبرية Hasid هي إحدى كلمات عديدة تعني شعب الله، وتشير إليهم كشعب مكرس أو يجب أن يكون مكرَّسًا ومُخلِصًا لله. هنا يريد المرتل من أصدقائه كما من أعدائه أن يفتحوا عيونهم الداخلية لمعاينة مجده، طالبًا منهم أن يحولوا أفكارهم من الأحزان الخارجية إلى الرب السماوي غير المنظور، الذي ليس فقط يساعده وإنما يمجده أيضًا. ونحن أيضًا نتمجد في السيد المسيح ربنا إن قبلنا الحياة المقدسة بعمل روحه القدوس فينا.
بعد قوله: "اعلموا أن الرب قد جعل قدوسه عجبًا" أضاف "اغضبوا ولا تخطئوا" [LXX 4]، وقد استشهد القديس بولس بهذه الترجمة السبعينية في رسلته إلى أهل أفسس (4: 26).
* يمكن فهم (هذه العبارة) بطريقتين: إما بمعنى أنه وإن غضبت فلا تخطئ، أي أنه حتى إذ ما ثار انفعال في النفس فبسبب العقوبة لا تقدر أن تتمم الخطية؛ أي لا تجعل العقل أو الذهن الذي جدده الله يخطئ. فبالذهن تخدم ناموس الله ولكن بالجسد ناموس الخطية (رو 7: 25). وإما بمعنى قدموا توبة، أي اغضبوا على أنفسكم بسبب خطاياكم السابقة ومن الآن فصاعدًا كفوا عن فعل الخطية!
* ليتنا لا نستخدم القدرات التي وهبنا إياها الخالق لأجل خلاصنا كفرصة أن نخطئ ضد أنفسنا. لكي نوضح ذلك، الغضب متى استثير في الوقت المناسب وبأسلوب لائق يُنتج شجاعة وصبرًا وضبطًا للنفس، أما إذا اُستخدم لسبب غير لائق يصبح الغضب هنا حماقة. لذلك يحذرنا المرتل: "اغضبوا ولا تخطئوا" [5].
يهددنا الرب بإدانة من يعطي طريقًا للغضب بسهولة، ولكنه لا يمنع توجيه الغضب إلى هدفه الصحيح كعلاج[137].
* كونك تغضب ليس خطية، إنما الخطية هي أن تغضب بلا سبب، لهذا قال النبي: "اغضبوا ولا تخطئوا"[138].
* ليكن لفمك باب، يُغلق عند الضرورة، وليُدعم بمزلاج محكم، فلا يقدر شيء ما أن يثير صوتك بالغضب ولا أن ترد الفساد بلفساد، فقد سمعت اليوم ما تُملى على مسمعك: "اغضبوا ولا تخطئوا"[139].
* أي شيء أكثر برًا من أن يغضب كل أحد على خطاياه الخاصة أكثر من خطايا الآخرين، فإنه إذ يُدين نفسه يقدم ذبيحة لله؟!
* "أغضبوا ولا تخطئوا" [4]، أي لا تمكثوا في الغضب؛ أو تسترسلوا فيه[140].
* "الذي تقولونه في قلوبكم اندموا عليه في مضاجعكم" [5]. بمعنى أن كل ما تفكر فيه في قلبك بسبب إثارة مفاجئة، اِصلحه وقوّمه بالندم الكامل، طارحًا إياه كما على فراش الراحة، منتزعًا كل اضطرابات الغضب وضجيجه بروح المشورة المعتدلة[141].
يقول المرتل: "الذي تقولونه في قلوبكم اندموا عليه في مضاجعكم" [5]. ربما تشير "المضاجع" هنا إلى أماكن الصلاة بتذلل بالانطراح أرضًا (مز 95: 6)[142]. بالتوبة نتمتع بالحياة المقدسة واتساع القلب.
* في الليل يمكننا التذكر دائمًا، إذ تكون النفس هادئة في راحة، تكون في المساء، تحت سماء صافية[143].
* إن فعلت هذا كل يوم، فستقف بكل ثقة أمام كرسي الدينوة المخيف[144].
* اعتنا أن نحسب ما لدينا من أموال في الصباح، وأيضًا بعد العشاء في المساء ونحن مسترخون على مضطجعنا، حيث لا يوجد من يقاطع تفكرنا. ليتنا نطالب أنفسنا بمحاسبة كل ما نقوله أو نفعله خلال النهار، فإن وجدنا خطية ما فلنلم ضمائرنا ولنوقع تأديبًا على فهمنا وننخس عقولنا بقوة، حتى إذا ما استيقظنا في الصباح نذكر هذا التأديب الذي سقطنا تحته بالليل فلا ننقاد ثانية إلى عمق الخطية[145].
* لنحزن ونحن على مضاجعنا، أي في قلوبنا على كل سقطاتنا، لندن أنفسنا كل يوم، مشتكين أنفسنا أمام دياننا[146].
4. الحياة المضحية (ذبيحة) The Sacrificial life:
"اذبحوا ذبيحة البرّ" [5]: يقول القديس أثناسيوس الرسولي: [نل البر، اصنع البر، وقدمه ذبيحة لله].
* الذبائح التي تقدم من خلال النفس... لا تحتاج إلى جسد ولا إلى أدوات (ذبح) ولا إلى أماكن خاصة لتقديمها، فإن كل شخص هو الكاهن، يُقدم العفة وضبط النفس والرحمة واحتمال الاضطهاد والتألم واتضاع الفكر[147].
* "اذبحوا ذبيحة البر، وتوكلوا على الرب" [5]. يقول المرتل في موضع آخر بأن ذبيحة العدل يمكن أن تنطبق على عمل الندامة. أي عدل أكثر من أن يلوم الإنسان نفسه بشدة من أجل خطاياه بدلًا من أن يلوم الآخرين على خطاياهم، فيحكم على نفسه كمحرقة لله؟
* أو هل تشير ذبيحة العدل إلى الأعمال الصالحة التي تُمارس بعد التوبة؟ عندما يموت الإنسان العتيق أو يضعف بسبب أعمال التوبة. فالإنسان المولود من جديد عن طريق التجديد يقدم لله ذبيحة عدل؛ النفس التي تطهرت تقدم نفسها على مذبح الإيمان لكي تموت بالنار المقدسة التي هي الروح القدس.
* لقد أدركوا معرفة الوقت الذي فيه يستمر الظل (الذبائح الحيوانية) وألا ينسوا الوقت الذي كان يقترب جدًا، والذي فيه لا تقدم العجول كذبائح لله، ولا الحملان أيضًا ولا الكباش (خر 12: 5)، وإنما تتحقق هذه الذبائح بطريقة روحية طاهرة، خلال (ذبيحة) الصلاة الدائمة والحوار المستقيم بكلمات تقوية. وكما يترنم داود قائلًا: "ليكن تأملي موضع سروره؛ لتستقيم صلاتي كالبخور قدامك، ليكن رفع يديّ كذبيحة مسائية" (راجع مز 104: 34؛ 141: 2). يقول أيضًا الروح الذي في (داود) موصيًا: "قدموا لله ذبيحة التسبيح، أوفوا للرب نذوركم؛ قدموا ذبائح البر وتوكلوا على الرب" (مز 50: 4؛ 4: 5)[148].
تقديم ذبيحة البر تعني أيضًا انفتاح القلب تجاه الغير، فلا يقف الإنسان عند الجهاد بنعمة الله في التوبة وممارسة البر وإنما أيضًا يحث الآخرين على الاتكال على الله للتمتع بذات الخبرة؛ لذلك يضيف المرنم:
"كثيرون يقولون: من يرينا الخيرات؟
قد أضاء علينا نور وجهك يا رب" [6]
أدرك المرتل أن كثيرين حوله معرضون لخطر الاستسلام لليأس الشديد وإلى تجارب مؤلمة، فهم يُستهلكون في انفعالاتهم وشعورهم بالضيق متساءلين: ماذا يفعل الله في هذا الأمر؛ "من يرينا الخيرات؟" يرشدهم المرتل ليتمتعوا بنفس الخيرات التي نالها هو، موقظًا فيهم فرح الرب كهبة إلهية.
يقول واضع كتاب "الدرجات": [هؤلاء الذين يحاربون الشيطان ويهزمونه، يستحقون هذه الكنيسة العليا التي فوق الكل، هذه التي فيها يشرق ربنا بوضوح، ويتقبلون نور وجهه المجيد[149]].
5. الحياة المفرحة في المسيح:
"ملأت قلبي سرورًا" [7]: القلب في لغة الكتاب المقدس يعني مركز الروح الإنسانية التي تنبع منها المشاعر والأفكار والدوافع والشجاعة والعمل[150].
الفرح الداخلي والبهجة والسلام والأمان كلها هبات إلهية، تُعطى للذين يعترفون بأن الله هو برّهم، حتى في لحظات ضيقهم. ففرح النبي كان أعظم بكثير من الذين كانوا ضد الله وهم في وقت الحصاد.
6. الحياة المستنيرة:
"قد أضاء علينا نور وجهك يا رب" [6]. ففي السيد المسيح تستنير النفس وتُختم بنور وجهه بهذا يتحقق اصلاحنا وننال صورة الله ونصير على مثاله.
لقد أضاء وجه موسى النبي عندما دخل في علاقة وثيقة مع الله.
* "قد أضاء علينا نور وجهك يا رب" [6]... لقد انطبع علينا كما تُطبع صورة الملك على العملة، كقول المرتل. فقد خلق الإنسان على صورة الله ومثاله، لكنه بالخطية شوّه هذه الصورة (تك 1: 26). لذلك يجب أن يُختم صلاحه الدائم والحقيقي بالتجديد.
7. في وحدانية الفكر In Singleness (Single-Minded):
"لذلك أنت يا رب بوحدانية In Singleness اسكنتني على الرجاء" [LXX 9]. يقول أنسيموس الأورشليمي: [إن ربنا قد صار وحيدًا في صلبه، فريدًا في مجده]. ويقول القديس أغسطينوس: [إن المؤمنين في العصر الرسولي كانوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة (أع 4: 32)]؛ ونحن أيضًا يلزمنا أن نكون محبين للأبدية والوحدة ما دمنا نرغب في الدخول إلى حضن الله الواحد.
اقتراب المرتل إلى الله سمح له بتحذير الذين ابتعدوا عن الله لكي يرجعوا ويتحدوا معه [3-6]، هذا الاقتراب أيضًا جعل من المرتل نموذجًا لتمتع بالبركات الإلهية [7-9][151].
صلاة
* ما أعذبك أيها الضيق... خلالك يهبني مسيحي المصلوب القلب الرحب المتسع بالحب لكل البشرية!
* هب لي أيها الحب الإلهي أن أغضب ولا أخطئ! أغضب لا على أخوتي بل على خطاياي... فأُدين نفسي! قدس أيها الحب غضبي!
* بقيامتك أشرقت يا شمس البر على وجهي ببهائك وجلالك، وأفضت ببهجة خلاصك في قلبي، واشبعتني بدسم حبك، ووهبتني سلامك الفائق! قيامتك هي بهائي وبهجتي وشعبي وسلامي!