|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جميل أن نتعاون معاً للوصول إلى مفهوم صحيح لإيماننا المسيحي بعيداً عن أي تطرّف..... شاكراً الرب الذي هيّأ لنا أن نلتقي معاً على محبة الرب يسوع في هذا المنتدى الكريم. لذلك أناشد كل من يشترك معاً أن تكون مشاركته بعيدة عن "القومية" الهدّامة التي ترفض العهد القديم بجملته بسبب الكره لليهود....فما ذنب الرب إن كان الإنسان غير أمين؟! ألعل عدم أمانتنا تُبطل أمانة الله!؟ وأيضاً أن نحافظ على إيمان الكنيسة الجامعة، ونبتعد عن أفكار اللاهوتيين المستحدثين الذين شوّهوا صورة الكنيسة وتطاولوا عليها وتنكّروا لتعاليمها (وخاصة رفضهم للطقوس والأسرار والقديسين). ولنجعل كلامنا كلام الروح لا العقل، لأن الإنسان لم يستطع الوصول إلى معرفة الخالق بمفرده. فإن كنّا نعرف ما نعرفه، فهو من فضل الله نفسه الذي أعلمنا عن ذاته بوسائل شتى في العهد القديم...داعماً القول بالعمل... وفي العهد الجديد في ابنه الوحيد الذي هو في حضن الآب (يوحنا 18:1). أعود بكم إلى بدء التكوين، حيث كان الإنسان الأول يتمتع بخواص وصفات خارقة (بالنسبة لنا الآن)، وذلك بسبب "النور الوافر" الذي منحه إياه الله – حسب تعبير علم اللاهوت الكتابي. وهذا "النور الوافر" كان يمنحه معرفة عجيبة في كل الأمور: - واجباته نحو الله الخالق (فلا حاجة له لكتب أو مفكرة أو من يخبره ما عليه)، - واجباته نحو خليقة الله الذي أوكله الله عليها (تكوين 15:2) وكيف أصف لكم هذا "النور الوافر؟ إنه كل العلوم في عالمنا هذا، وربما فوقها بما لا يقاس...كل ذلك في إنسان واحد: هو المهندس، والكيميائي، والعالِم، والطبيب، والصيدلاني، والميكانيكي، والكاتب، والممثل، وووووووو........ وهذا "النور الوافر" حُرمنا منه بسبب الخطيئة الأصلية. فتصوّروا فداحة الخسارة!!! والآن من يفتخر بعلمه أو بغناه أو بأي أمر زائل، الأحرى به أن يحزن لخزيه بسبب خسارته التي لا تقاس بالربح التافه الذي يظنه. وكما ذكرت في موضوع "في رحاب المعمودية"، فالإنسان طُرد إلى الظلمة الخارجية...إلى اللاّنور. ولأننا حُرمنا من موهبة "النور الوافر"، صار علينا بعقلنا المحدود أن نشق طريق حياتنا باجتهادنا. فعندما كنا نحيا في النور – قبل الخطيئة – والنور هو الله – كنا نعاين "النور"...كنا نعرف النور دون الحاجة لمن يخبرنا عنه. ولحرماننا منه وطردنا إلى الظلمة، صرنا عاجزين أن نعاين "نور الله"....والظلمة ابتلعتنا....... هناك مصيبة أُخرى حلّت بنا أود أن أتطرّق إليها ليغني موضوعنا هذا: كان الإنسان يمتلك مواهب روحية يعجز اللسان عن وصفها. وذلك بسبب إتحاد "الروح والجسد" إتحاداً فائق الوصف. وفي تلك الحالة كانت الروح تحفظ الجسد من الموت والألم والتعب، وكانت تمدّه بالمعرفة. وإذ تمرّد الإنسان على الله بكسره الوصية، كان العقاب هو تمرّد الجسد على الروح، وذلك بانفصال إتحادهما. فصارت الروح عاجزة عن حفظ الجسد من الموت، وصارت تقبل الخطيئة. وصار الجسد صار قابلاً للموت والألم والحزن والتعب. وفقد المواهب العظيمة التي كانت له: كالتنقّل بسرعة والشفافية والخفّة (متى 41:26)، وربما مواهب أُخرى كثيرة أيضاً. فالعلم حتى الآن استطاع أن يكشف فقط عن جزء صغير من عمل الدماغ البشري. وهناك مناطق كثيرة فيه لا يعرف العلم ما عملها!!!!! على كل حال، هذا ملخّص للكارثة التي حلّت بالبشرية بسبب الخطيئة الأصلية. وليس ذلك فقط، بل زاد ذلك خطيئة قتل قايين لأخيه هابيل، التي زادت الأمراض النفسية بسبب العقاب الذي ناله من الرب.... ولأول مرة يلعن الله الإنسان نفسه. ففي المرة السابقة لم يلعن الله الإنسان، بل لعن الحية (إبليس) والأرض "ملعونة الأرض بسببك". فصارت الأرض تنبت شوكاً وحسكاً (الألم والتعب والشقاء والحزن). وهذه اللعنة عاد الرب يسوع فرفعها عنا بصورة إكليل الشوك الذي حمله على رأسه المبارك. فصارت اللعنة بركة...وصار ألمنا بالرب ومعه مصدر بركة لنا (وهذا موضوع آخر يمكن الحديث عنه لاحقاً). ولماذا قتل قايين هابيل؟ إنه سؤال مهم وخطير جداً........وفهمه يردّ على تساؤلات كثيرة تخطر على بالنا.... منها: إن كان الإنسان يفعل كل الخير ويحب الناس (على طريقته)، فهل يهلك إن لم يؤمن بالرب يسوع؟..... عندما طرد الله آدم وحواء إلى الظلمة الخارجية، وعد بإرسال المخلّص الذي سيسحق رأس الحية، قائلاً لحواء: "ونسلكِ يسحق رأسها" (تكوين 15:3)...أي "نسل المرأة" وليس "نسل الرجل"، إشارة إلى ميلاد المخلّص من العذراء مريم دون رجل. وكان قبل ذلك ألبسهما قمصاناً من جلد (تكوين 21:3) – إشارة إلى ذبيحة، وذلك بعد أن رفض اختيارهما لنوعية الطريقة التي يسترون بها عريهما (خطيئتهما): ألا وهي "ورق التين". فقد حدّد لهما هو بذاته الطريقة التي تقبلها مشيئته الصالحة لمحو عار خطيئتهما (الذبيحة – أو الدم)، ولم يقبل "ورق التين" الذي يرمز إلى مشيئتنا نحن. وهكذا كانت أيضاً خطيئة قايين: فقد قدّم للرب من بواكير ما تعب فيه "هو". وكأنه يقول للرب: "انظر. إقبل من يديّ ما أنا أريد، مشيئتي أنا...طريقتي أنا". وأما هابيل فقد قدّم ما حدّده الله للخلاص: "حمل" من قطيعه. فقبل الله "طبعاً تقدمة هابيل، ورفض تقدمة قايين. فما كان منه إلا وسقط وجهه غضباً وحسداً، وقتل أخاه...على الرغم من تحذير الرب له من "الخطيئة الرابضة على الباب" والتي تدعو قايين لتنفيذ ما يجول بفكره...فقال له: "لماذا اغتظت، ولماذا سقط وجهك؟ إن أحسنت أفلا أرفع. وان لم تحسن فعند الباب خطية رابضة واليك اشتياقها وأنت تسود عليها" (تكوين 7:4). وهكذا لُعن الإنسان نفسُه لأول مرة، وطُرد من أما وجه الله إلى الأبد...لُعن البشر الذين على صورة قايين. واللعنة عكس البركة. اللعنة تعني الرفض إلى الأبد. وكلمة الله لا تسقط الأرض أبداً. فكما لُعن الشيطان وأتباعه وطُردوا إلى الظلمة الخارجية حتى موعد هلاكهم (أقول هلاكهم وليس دينونتهم...لأنهم ينتمون إلى الفئة الرابعة من البشر في اليوم الأخير {لا يُدانون، ولكنهم يهلكون} [كما قلت في موضوع "الدينونة العامة"]. وهذا هو مصير الإنسان الذي يبقى في حالة اللعنة فلا خلاص له أبداً. وبعد أن طُرد الإنسان إلى الظلمة الخارجية، لم يتخلّى الله الأمين دوماً في وعوده، و"ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (يعقوب 17:1). فقد بدأ بتنفيذ تدبيره الخلاصي منذ ذلك الحين...فأرسل نوره إلى ظلمة عالمنا ينير لنا الطريق...ينير الطريق لأبناء البركة، نسل "شيث"، الذي يعني "البديل" (بديل هابيل المقتول). ومن هذا النسل المبارك شاء أن يولد الرب المخلّص. وكلما امتد الزمن بقايين، كلما ازداد خوضه في الظلمة وغرقه فيها...ونسله من بعده، والذين ازدادوا عماهة، وصوّر لهم عقلهم "المحدود" والمظلم آلهة عبدوها بطقوس وشعائر وبخور ووووووو فهل يقبل أحدنا والحالة هذه بأن الله يقبل تقاديمهم وطقوسهم وشعائرهم؟ هل يُشمخ على الله؟.... فإننا والحالة هذه نقول له تعالى: "ليس بنعمتك ولا بفضلك يا رب نحن نخلص، بل نحن قادرون على دخول الملكوت بأعمالنا الصالحة بدونك أنت"!.. فالله يقبل فقط ما حدّده هو..... وهذا ما رأيناه حتى الآن....... أما أبناء البركة، فظلّ النور يرافقهم.... ينبوع صافٍ.... كلمة الله....... طوال حياتهم، وحتى هذه اللحظة، وإلى انقضاء العالم.... أما بالنسبة للطقوس، فكانت "بحسب جميع ما انا أريك من مثال المسكن ومثال جميع آنيته هكذا تصنعون" (خروج 9:25) "وانظر فاصنعها على مثالها الذي أظهر لك في الجبل" (خروج 40:25)...أي أنها كانت حسب ما رتّب الله... الطقوس التي يقبلها الله... فمن الله أتت تلك الطقوس والشعائر..... ولم يكن لموسى – أو أي إنسان آخر - رأيه الخاص "مثلاً" فيها.... وما حدّده الله لا يستطيع أي إنسان أن يغيّر به ويحيا – بل يستطيع إن شاء، ولكنه سيهلك، لأن الله لن يقبل من يديه ذلك. فالتغيير سيكون بلا فائدة، بل سيكون سبب هلاك ودينونة. فمشيئة الرب الصالحة هي السائدة والمقبولة لديه تعالى... وأي فكر غريب عن مشيئته، مرفوض منه كلياً.... وأمام الرب يُسدّ كل فم (إشعياء 15:52). فإن كانت ملحمة "جلجامش" تتحدّث عن الطوفان، فهذا ليس غريباً.... فذاك الحدث المهم تناقلته كل الأجيال – تماماً مثل حدث تسونامي في أيامنا هذه. أما أبناء البركة فقد أوحى لهم الله بدقائق الأمور، وكما حدث بالضبط. أما باقي الشعوب، فقد تناقلوا الحدث فماً لفم. ونحن نعلم مشوار "الكلمة" عبر الزمن...فإنها تصل أخيراً إلينا مشوّهة وغير صحيحة. أما ما يخبرنا الوحي به فهو الحق. هل توافقونني على هذا؟...... وكخلاصة للموضوع: أطلب من الرب القدير أن يحفظ أبناءه...أبناء البركة والنعمة.... ويُبعد عنهم كل تشويش للحقيقة..... ولننهلْ من نبع الله الصافي...لأنه ماء الحياة........ "من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا لن يعطش إلى الأبد"، يقول الرب يسوع (يوحنا 14:4) |
22 - 11 - 2016, 01:37 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبناء النور و أبناء الظلمة
موضوع مميز شكرا يا رامز |
||||
22 - 11 - 2016, 01:48 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: أبناء النور و أبناء الظلمة
ميرسي على الموضوع الجميل والمميز
ربنا يبارك خدمتك رامز |
||||
22 - 11 - 2016, 03:00 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: أبناء النور و أبناء الظلمة
موضوع رااااااااائع
ميرسى ربنا يفرح قلبك |
||||
|