|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا أثناسيوس فى تريف بفرنسا - المنفى الأول قضى البابا أثناسيوس الرسولى موسمين متتالتين لعيد الفصح فى ترييف على حدود ألمانيا عاصمة بلاد الغال (3) ( فرنسا حالياً ) ومن خطاباته الفصحية يتضح ان : خطابة الفصحى فى 8 فبراير 336م وهو نفس تاريخ بداية تنفيذ البابا أثناسيوس لنفيه الأول - حتى 17 يونيو 337م حيث أرسل قسطنطينوس قيصر من ترييف نفسها خطاباً به امراً بعودة أثناسيوس إلى وطنه مصر . وكانت فى تريف توجد كاتدرائية وكان يجلس على كرسى الأسقفية اسقفاً وقوراً أسمه ماكسيميانوس , ولم تكن آنذاك تكامل بناؤها , وصلى البابا المصرى العيد فى هذه الكاتدرائية قبل تدشينها وقد ذكر هذه الأمور فى دفاعه لدى قسطنطيوس (الفصل 15 ) (4) أما الكاتدرائية الحالية فقد كانت أصلاً قصراً للأمبراطور حيث لا تزال الحمامات الرومانية الأثرية التى كانت ملحقة بالقصر موجودة حتى الآن (5) الرسالة الفصحية التى بدأ البابا أثناسيوس بكتابتها فى منفاه بترييف بلاد الغال ( فرنسا ) , ويظن انه اكملها بعد رجوعه فى 30 برمهات سنة 338 م ( الرسالى 10 ) وفيما يلى مقتطفات منها : - [ ولو أنى رحلت عنكم هذه المسافة الطويلة يا إخوة إلا أنى لم انسى العادة التى أعتدتها بينكم التى تسلمت إلينا من الآباء (6) .. لأنه بالرغم من أنى تعوقت بسبب هذه المحن التى بلا شك قد سمعتم عنها مع التجارب القاسية التى وضعت على , وقد فصلتنا هذه المسافات الطويلة , وقد تعقبنا أعداء الحق فى كل طريق ناصبين الفخاخ لكى يصطادوا أى خطاب منا إليكم بقصد أن يضيفوا بإتهاماتهم آلاماً أخرى على جروحنا , ولكن الرب قوانا وعزانا فى كل ضيقاتنا , فلم نخف البتة , حتى أننا ونحن وسط هذه المكايد والمؤامرات تمسكنا بضرورة أن نرسل إليكم لنعرفكم عن ميعاد القيامة الخلاصى حتى ولو كنا فى أقصى الأرض . كمأ انى أوصيت كهنة الإسكندرية أن يقوموا بإطلاعكم على رسائلى التى كنت أبعثها إليهم ولو أنى اعلم مقدار الخوف الذى كان يحيط بهم من المقاومين ... لقد أحتملت ضيقات بهذا الوصف وهذه التجارب كلها التى ذكرتها لكم كما كتبت إليكم .. ولكن ليس لكى احزنكم , أكتب إليكم هذا بإختصار مذكراً إياكم بهذه الأمور , بل انه ليس من اللائق للإنسان أن ينسى عندما يبلغ الراحة مقدار الألم والمعاناة التى كابدها فى الضيقة , لئلا يفقد الفرصة على الشكر كشخص ينسى فيصير غير لا ئق للشركة الإلهية ... وما هو واجبنا الآن يا غخوتى بالنسبة لهذه الإمور , إلا أنى اتقدم بالشكر والتسبيح لإله ضابط الكل مبتدين بالإعتراف بكلمات المزمزر : " مبارك الرب الذى لم يسلمنا فريسة لأسنانهم " ( مز 124 : 6) ] (7) الأريوسيين يتهمون البابا أثناسيوس أنه يسب إمبراطور الشرق إنقسمت الأمبراطورية الرومانية إلى قسمين قسم شرقى يحكمه الأمبراطور قسطنطينوس إمبراطور الشرق وأطلق عليها المؤرخون أسم الأمبراطورية البيزنطية أو إمبراطورية الروم وعاصمتها القسطنطينية تميزاً لها عن الأمبراطورية الرومانية الغربية والتى حكمها الأخ الأكبر قسطنطين الثانى إمبراطور الغرب . وقد كتب قسطنطينوس إمبراطور الإمبراطورية الشرقية خطاباً إلى لييريوس أسقف روما صديق أثناسيوس والمدافع عنه عند قراءة هذا الخطاب يتضح أن قلب الأمبراطور مملوء بحقد وكراهية ضد اثناسيوس نتيجة لوشاية خطيرة لفقت ضده من الأريوسيين إذ أتهموه أنه كان يتكلم ضده ويسبه علناً فى جلساته مع أخيه الأكبر قسطنطين الثانى إمبراطور الغرب ومع قسطانس أخيه الأصغر الذى تولى إمبراطورية الغرب من بعده . [ لقد اساء هذ ( اثناسيوس ) إلى الجميع بلا إستثناء , ولكن إساءته إلى كانت أعمق من كل الإساءات , فهو لم يكتف بموت أخى الأكبر ( قسطنطين الثانى ) بل لم يكف عن إثارة قسطانس المطوب الذكر ( الذى جلس على عرش الإمبراطورية الرومانية الغربية بعد قسطنطين الثانى ) ولكنى بصبر تحملت حدتهما معاً , المهيج وفريسته ( أى أثناسيوس وقسطانس) والآن كل الإنتصارات والتى إنتصرتها ضد ماجنتوس وسلوانس لا تساوى فى نظرى الآن طرد هذا الرجل الدنئ ( اثناسيوس ) وتجريده من سلطان الكنيسة ] (8) دفاع البابا أثناسيوس ضد التهمة بإثارة امبراطور الغرب يقول البابا أثناسيوس (9) [ إلى تقواكم أرفع صوتى عالياً وواضحاً , ماذا يدرى , كما تعلمت من الرسول لكى " أستشهد الرب على نفسى " ( 2 كو 1: 23 ) ... أنى لم اتكلم ردياً قط فى حضرة أخيكم قسطانس صاحب العظمة ... على أن أخاكم المتأصل فى المسيحية لم يكن بالرجل الذى يوصف بالخفة , ولا كنت أنا أيضاً بمثل هذه الأخلاق حتى نتحد معاً على أمر مثل هذا , أو أتجرأ أوقع أخاً بأخيه !! أو أتسفه بكلام ردئ على الإمبراطور فى حضرة إمبراطور , فأنا لست بمختل العقل يا سيدى ولا نسيت قط القول الإلهى : " لا تلعن الملك أبداً حتى ولا فى فكرك , ولا تسب غنياً حتى وإن كنت فى مخدعك , لأن الطير فى السماء يحمل صوتك وذو الجناح يخبر بالأمر ( جا 10: 20) على أنى لم أحظ قط بالمثول فى حضرة اخيكم منفرداً , ولا هو تكلم معى فى خلوة , بل كانوا يقدموننى إليه مع أسقف المدينة التى يتصادف أن أكون فيها ومع آخرين أيضاً ايضاً , ندخل إلى حضرته معاً ونخرج أيضاً معاً , وفرتوناتيان أسقف أكيلابا يشهد بذلك , وألب هوسيوس يشهد , كذلك أيضاً كرسيبنوس أسقف بادو ولوسيللوس اسقف فيرونا وديونيسيوس أسقفلا بييس وفنسنتيوس أسقف كمبانيا , ولو ان ماكسيمينس أسقف تريف (10) وبروتاسيوس ميلان قد تنيحا , إلا أن أوجينوس رئيس القصر يمكن أن يشهد لى , لأنه كان دائماً يقف أمام الستارة ويسمع كل ما نتوسل به لدى الإمبراطور وكل ما يجيب به ويمنحه لنا . ] (11) محاولات يوسابيوس النيقوميدى لنشر الآريوسية فى غيبة أثناسيوس المــــــــــــــــراجع (1) كتاب جقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند ألريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 90 -94 (2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى ص (3) بلاد الغال هى حالياً تشمل فرنسا الحديثة وبلجيكا وسهل لمبارديا وجزيرة سردينيا - ومدينة ترييف أو ترير تقع على حدود ألمانيا الجنوبية مع فرنسا ( الغال) وهى المدينة التى ولد فيها وتربى كارل ماركس مؤسس الشيوعية الإلحادية فى العالم . (4) Apolgia ad Constant. 15. (5) NPNF, IV.xli. (6) منذ ايام البابا ديونيسيوس الكبير , وعادة إرسال الخطابات الفصحية قائمة فى مصر حيث توجد بقايا خطاباته - وكانت قرارات مجمع نيقية بأن كنيسة الإسكندرية مسئولة عن إعلان ميعاد الفصح لأساقفة العالم كله - وكان الخطاب الفصحى الذى يكتبه بابا الإسكندرية يرسل لمصر ولباقى أساقفة افيبروشيات فى العالم وايضاً لروما والأقطار التالية Euseb., E.H. vii, Ad Afros. 2. (7) Letter x, 338. (8) Theodoret, E. H. II, 13. (9) 24 فبراير سنة 357 م (10) ماكسيمينس أسقف تريف أعتبرته الكنيسة الرومانية احد قديسيها العظام (11) Apolgia ad Constant. 3. |
|