|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأقباط بين الهوية والعقيدة -10 السبت 17 نوفمبر 2012 من الصميم :- القمص روفائيل سامي حاولت عزيزي القاريء أن أسجل لك في الحلقات الماضيةة بعض الحقائق التي تؤكد علي الهوية القبطية التي تجعلنا كلنا أبناء الوطن الواحد أن نتمسك بها بكل فخر واعتزاز بداية من اكتشاف المصري القديم الكتابة وتسجيله لكل العلوم التي عرفها وبها اهتدي كل العالم إلي طريق العلم والمعرفة ونهاية بالفن بكل صوره وأشكاله حتي الأدوات التي استخدمها المصري القديم في فنه وأضاف إلي العالم معرفة النحت والتصوير والرسم علي الجدران بألوان ثابته وزاهية نفتخر بها حتي الآن وهي تجذب الأجانب والسواح وينبهروا بها حقا كل هذه تدل علي عظمة الإنسان المصري وبراعته الفنية وتدل علي أنه له هوية لها مذاق خاص جذاب. غرست فينا الهوية المصرية (أي القبطية) عقائد كثيرة ترفع من شأن الإنسان المصري وتجبر العالم علي احترامه وتقديره فعرف الإنسان المصري كيف يحترم النيل مصدر الحياة والالتفاف حوله وتقديسه والاتحاد البشري عند فيضانه لاستغلاله في الزراعه ودرء خطورته وبسببه أسس الإنسان علم الإدارة وتعلم كيف تكون الزراعة وأساليبها المختلفة علي مدي فصول السنة كما اكتشف الأجداد زهرة السوسنة أو اللوتسية الزرقاء وخروجها من الماء الأزلي وخرج منها رع وأصبحت رمزا للعلو والشموخ وكانت واحدة من ركائز الهوية المصرية في فن المعمار لما تحمله من معان روحية وعقائدية عن الأجداد المصريين فهي رمز للنقاوة الداخلية وطهارة قلب الإنسان ورمز للخصوبة والجمال كما ترمز للقيامة والحياة النقية لإنها بالرغم من نموها في الماء والطين إلا أنها لم يتعلق بها قطرة ماء أو ذرة طين مما جعل العالم الألماني ويلهام بارثولوت من جامعة بون الألمانية يبحث في ظاهرة هذه الزهرة الغريبة التي تنظف نفسها بنفسها من أي أتربة أو قطرات من المياه وباتت زهرة اللوتس المصرية رمزا للنقاوة والطهارة والشموخ في كل العالم فهكذا كان الأجداد يصلون كما أن زهرة اللوتس تولد في الماء والطين وتعيش فيه ثم تخرج منه نظيفة طاهرة كذلك الإنسان يولد في العالم ويعيش فيه ويجب أن يخرج منه نظيفا طاهرا كزهرة اللوتس المقدسة فيالها من عقيدة يجب أن يتأملها الإنسان ويعيش بها فينسي طمع الدنيا وما فيها متذكرا قول الكتاب ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه فهويتنا المصرية عرفتنا عقيدة التأمل والاستفادة من مخلوقات الله التي حولنا بل أجدادنا أول من عرفوا عقيدة الإله الواحد وكانوا يستحمون خمس مرات يوميا ولك عزيزي هذه السطورة البسيطة من بعض الكلمات التي كانوا يستخدمونها في صلواتهم (أيها الواحد الأحد ياموجد نفسك بنفسك يا مخترق الأبدية يامن يرشد الملايين إلي السبل ..إلهي لم أكن سببا في دموع إنسان كما لم أكن سببا في شقاء حيوان) ومن هنا عرفت البشرية كلها أن الخالق إله واحد وأنه هو الذي سيحاسب الإنسان علي أعماله شريرة كانت أم صالحة فالمصري القديم له الفضل في تقديم روح العبادة التوسلية والوحدانية الإلهية وهو الذي رسخ وقدم الأنظمة الاجتماعية والسياسية في أجمل صورها لكل العالم ويقول باحث التاريخ (إنه ليس من العقل أن يظهر في منتصف التاريخ رجل ينادي بالتوحيد إلا إذا كان هناك من الأصل عقيدة موجودة والقواعد موجودة من الأصل ... ولم يظهر أخناتون فجأة ولكنه خرج من تراث موجود شارك أخناتون والده في الحكم لمدة تسع سنوات وبعد موت والده أمنحوتب الثالث توج فرعونا علي مصر وعمره لا يزيد عن 16 عاما, وتزوج من نفرتيتي Nofretete or Nefertiti المشهورة في التاريخ, ولم يكن مهتما بأمور السياسة والحرب, ولكنه انشغل بأمور الدين. لم يرض أمنحتب الرابع عن تعدد الآلهة في الديانة المصرية القديمة, ورأي أن جميع الآلهة ليست إلا صورة متعددة لإله واحد, فنادي بعقيدة دينية جديدة تدعو إلي عبادة إله واحد هو آتون الذي كان يمثله قرص الشمس, وصوره بقرص تخرج منه أشعة تحمل الحياة والنور إلي الأرض وما عليها.) حقا فالإله الواحد هو نور العالم . فهؤلاء هم الأقباط وهذه هي هويتهم زهرة اللوتس التي تشير إلي الطهارة والنقاوة والشموخ وهذا هو قرص الشمس الذي يرمز إلي الإله الواحد في عقيدتهم وهذا هو ارتباط الأقباط بالهوية والعقيدة وإلي اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الرب وعشنا. |
|